الالتهاب السحائي يهدد الأطباء.. و«الصحة» ودن من طين والتانية من عجين

السبت، 07 نوفمبر 2015 12:03 م
الالتهاب السحائي يهدد الأطباء.. و«الصحة» ودن من طين والتانية من عجين
آية عبد الرؤوف

يواجه الأطباء يوميًا غضب المواطنين المصريين الناقمين على تدني الخدمات الصحية المقدّمة، وانعدام التنسيق بين المستشفيات في حالات الطوارئ، وندرة الحضانات وأسِّرة العناية المركزة وغيرها من أزمات سبّبها بشكل أساسي الإنفاق الحكومي المتدني على القطاع الصحي عمومًا، وغياب الرؤية للإصلاح الجذري لأزمة الصحة على وجه الخصوص.

توفيّت الدكتوره داليا محرز، طبيبة شابة من الإسماعيلية، 28 عامًا، زوجة وأم لطفل صغير يبلغ عمره 14 شهرًا، ولم تكن "محرز" الأولى، وقطعًا لن تكون الأخيرة في سلسلة ضحايا "عزبة وزارة الصحة".

19 جنيها شهريا قيمة حياة الطبيب المصري

حتى الآن لا توجد وسائل حقيقية تضمن مكافحة العدوى بالمستشفيات ومراكز طب الأسرة، وما يزال الأطباء يعملون في هذه الظروف بالغة الخطورة ويتقاضون بدل عدوى قيمته 19 جنيه بصفة شهرية، دون قواعد واضحة لحماية الأطباء، ولاحتساب العدوى الناتجة عن العمل الطبي كإصابة عمل، هذا المبلغ المهين، تتعرض حياه عشرات الآلاف من الأطباء يوميًا لخطر الإصابة بخليط ممكن من الفيروسات والأمراض القاتلة أبسطها الفيروسات الكبدية المزمنة.

نقابة الأطباء تخاطب الصحة

خاطبت النقابة العامة للأطباء، الدكتور أحمد عماد راضي، وزير الصحة، للإفادة بلائحة الأمراض التي تعتبر كإصابات عمل للفريق الطبي، والإجراءات والمعايير الخاصة التي يتم احتساب كل منها كإصابة عمل، كما طالبت النقابة باعتبار الإصابة بالفيروسات الكبدية ضمن إصابات العمل.

التوني: لا نطمح لأكثر من الشفافية

من جانبه قال الدكتور سمير علي التوني، عضو مجلس نقابة الأطباء، إن الفيروس الكبدي يعد الأشهر، لكنه ليس الوحيد، حيث توجد عدة أمراض تنتقل للأطباء عن طريق العدوى، مثل أمراض الأجهزه التنفسية.

أضاف التوني، لـ"صوت الأمة"، اليوم السبت: "نحن لا نحمّل مسؤولية مرض الأطباء ووفاتهم للوزارة، لكننا نحملهم عدم الشفافية في إعلان الحقائق، والوضوح في أسباب وفاة الأطباء.. نحن لا نقول أن الفيروس هارب من الوزارة وانتقل لنا لكننا من حقنا معرفة الحقيقة، ويجب أن تعلم الوزارة أنها تخاطب أطباء، ولذلك يجب الحديث بطريقة علمية ومنطقية".

أشار التوني، إلى أنهم ينتظرون النطق بالحكم في القضية المرفوعة من النقابة ضد الوزارة يوم 28-11-2015، والذين يطالبون فيها بالالتزام تجاه الأطباء في العدوى المنقولة لهم نتيجة العمل.

وأكد خالد سمير، أمين صندوق نقابة الأطباء، أن القانون يحدد أي إصابة يتعرّض لها الطبيب من وقت خروجه من المنزل حتى عودته، لكن كالعادة تتهرب وزارة الصحة من القوانين ولا يتم تفعيلها.

أضاف سمير، لـ"صوت الأمة": "تلجأ الوزارة للتحايل والتهرّب من مسؤوليتها بعدم الاعتراف بعدوى العمل، بحجة أن تلك العدوى من الممكن أن تكون منقولة إليه من أي مكان أخر وليس تحديدًا في مكان عمله الأساسي".

أشار سمير، إلى أن وزارة الصحة أنكرت وفاة داليا محرز، نتيجة الالتهاب السحائي، لكن تبيّن اليوم نتيجة التقارير النهائية من مستشفى جامعة قناة السويس التخصصي، أنها كانت مريضة بالتهاب سحائي حاد ومضاعفات أدت إلى وفاتها.

تابع سمير: "ظهرت الأعراض على داليا من قئ وارتفاع حاد في درجة الحرارة وصداع وتصلّب للرقبة داخل المستشفى في أثناء عملها، وتم نقلها للمنزل في 28 - 10- 2015، وهي لا تعمل بأي جهة غير وزارة الصحة، كي تتحايل الوزارة وتلجأ لمبرر ما، وتم دفع 15 ألف جنيه في علاجها خلال 6 أو 7 أيام، وترفض الصحة والتأمين الصحي تحمّل النفقات".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق