‏‫«الشارقة» يناقش الكتابة المعرفية والعدوانية

الجمعة، 06 نوفمبر 2015 09:36 ص
‏‫«الشارقة» يناقش الكتابة المعرفية والعدوانية
معرض الشارقة الدولي للكتاب
علاء عمران

ناقش معرض الشارقة الدولي للكتاب التحديات التي تفرزها الكتابةالعدوانية، ودور الكتابة المعرفية الهادفة في مواجهة الأفكار الهدامة والعدوانية، بمشاركة ثلاثة من أبرز الكتّاب العرب والأجانب، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الرابعة والثلاثين من المعرض التي تقام في الفترة من 4-14 نوفمبر بمركز إكسبو الشارقة.

وشارك في الندوة التي أٌقيمت في قاعة ملتقى الأدب، وجاءت تحت عنوان "الكتابة ومواجهة الراهن"، كل من الكاتب والشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، رئيس تحرير صحيفة الخليج المسؤول، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، والكاتب والمذيع البريطاني الشهير جون مكارثي، والكاتبة والروائية الباكستانية الساخرة موني محسن، بينما أدارها الإعلامي محمد غباشي.

وقال حبيب الصايغ: "تنقسم الكتابة إلى قسمين هما الكتابة المعرفية التي تهدف بشكل أساسي إلى التنوير وتعزيز الوعي، وكتابة عدوانية تتسم بالقسوة، وهو ما نلمسه اليوم في كتاباتالتيارات الإرهابية والمتطرفة، واعتبر أن محاولة قتل الطفلة الباكستانية ملالا، وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، واعتقال الصحفي البريطاني جون مكارثي لخمس سنوات هي نوع أنواع الكتابة العدوانية، فالخطاب العربي السائد الآن جله ساذج ومضاد لمعاني الحداثة ولا يعترف بمبدأ التصالح والتسامح مع الآخر المختلف معنا، بل بدأ يتجاوز في كثير من الأحيان الدين واللغة والإرث".

وأضاف: "إن معظم سياسات وتوجهات الجماعات التفكيرية المتطرفة ليست من الدين في شيء، وتنم عن الفهم الخاطئ والمتعمد للنصوص الدينية، والاجتهاد في تقديم تفسيرات تخاطب روح الإسلام المنادية بمكارم الأخلاق وإحترام الآخر، ونحن نرى اليوم كيف أوصلنا هذا الخطاب العدواني التحريضي إلى تبني ثقافة التفجيرات وسفك الدماء، والتي لم تسلم من هنا حتى دور العبادة التي لها قدسيتها".

وأشار الصايغ إلى أن ثقافة الحوار لم تعد موجودة، بل تكاد تكون وبالرغم من كثرة الأطروحات التي تبشر بالسلام والمحبة وإحترام الآخر مجرد حلم بعيد المنال، وأكد على أن هذا الموضوع يحتاج إلى بحث وتمحيص بشكل أكثر حيوية ونشاط، بما يدعم ويعزز الكتابة التي تؤمن بالحياة والمنادية بالسلام العالمي، وتأسيس قواعد متينة للحداثة والابتكار وتعميقهما في المجتمع، وكشف الصايغ عن أنوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مٌغذيًا رئيسيًا لبث الفتنة والفُرقة والشتات مثل الطائفية وغيرها من المحن التي يعيشها العالم العربي.

وقالت موني محسن في مداخلتها: "لا أعتبر نفسي كاتبة ساخرة، بل أرى نفسي كاتبة تنتهج أسلوبًا من أساليب الكتابة تحاول من خلاله عكس الحقيقة كاملة، وكشف زيف ونفاق المجتمعمستخدمة في ذلك خفة الظل، فالرؤية التي أُومن بها تعترف بصعوبة الفصل ما بين الكتابة والواقع الذي نعيشه، كما أؤكد على أنني لست واعظة، بل أنني كاتبة لا تهرب من الواقع الذي من حولها وتعكسه بكل تجرد من خلال كتاباتها". وقامت موني بسرد مقتطفات من روايتها "مذكرات فراشة"التي عكست من خلالها التحولات الكبيرة التي طالت المجتمع الباكستاني في السنوات الأخيرة.

و قام جون مكارثي بسرد تجربته مع الاختطاف، وكيف أنها جعلته يدخل إلى عالم الكتابة الأدبية من بوابة الصحافة التي قادته للاعتقال عندما كان يغطي أحداث الحرب الأهلية في لبنان خلالثمانينيات القرن الماضي، وقال: "إن تجربة الاعتقال أفادتني كثيرًا في قراءة الواقع الذي يدور في منطقة الشرق الأوسط، وأعطتني منظورًا جديدًا لما يشعر به الفلسطينيون وأصحاب الحقوق المشروعة في كل دول العالم من اضطهاد وظلم، وما يعانون منه في مخيمات اللجوء ودول المهجر، وقد قادني ذلكم الشعور إلى تأليف كتاب يوثق هذه المرحلة المهمة من حياتي، واستطعت من خلاله أن أُحول هذه التجربة التي عايشتها وما تزخر به من قصص إلى عمل أدبي، والذي أعتبر أنني لم أسرد فيه تجربتي الشخصية فحسب بل عكست فيه المعاناة التي يتعرض لها ملاين البشر في مختلف أنحاء العالم".

وكشف مكارثي عن أهمية توثيق وسرد القصص الفردية في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأننا نعيش في عصر الأزمات الذي بتنا فيه في كثير من الأحيان كالجمادات، فالفظاعات التي تحدث فيه أصبحت لا تحرك فينا ساكنًا، بل صرنا نتلذذ بمشاهد التخريب والدمار، والقتل والتمثيل بالجثث، وأكد على أنه ومن خلال الكتابة يمكن أن نغيّر من هذه السلوكيات الخاطئة التي تتعارض تمامًا مع الفطرة الإنسانية السليمة.




 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق