كارثة بالتفاصيل.. إسرائيل تغير معالم وملامح مدينة القدس

الخميس، 18 أغسطس 2016 07:51 م
كارثة بالتفاصيل.. إسرائيل تغير معالم وملامح مدينة القدس


توتر فلسطيني شديد يشوبه الحذر في مدينة القدس، فبعد أيام من اقتحامات المستوطنين المتكررة لباحات المسجد الأقصى تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية، كشفت مصادر مقدسية عن مخطط إسرائيلي كبير لتغيير معالم وملامح مدينة القدس، وطمس تراثها العربي والاسلامي والمسيحي.

وتشهد مدينة القدس حركة استيطانية إسرائيلية نشطة، تسعى لخلق أغلبية إسرائيلية في المدينة، من خلال التضييق على الفلسطينيين وملاحقتهم، من أجل ترك المدينة، أو إجبارهم عبر عمليات الهدم المتكررة لبيوتهم.

الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أكدت أن المخطط الإسرائيلي الجديد يعد المخطط التهويدي الأكبر بحق القدس بكل ما فيها، من أجل طمس معالمها العربية الاسلامية المسيحية، وتشويه تاريخها العريق، وصبغ المدينة بمعالم يهودية بحتة لا تمد للقدس وعروبتها بصلة.

وأوضحت الهيئة في بيان صحفي وصل "سبوتنيك" نسخة عنه، أن المخطط التهويدي يحمل عنوان "وجه القدس المدينة الحديثة"، والذي يستهدف المدخل الرئيسي لمدينة القدس من جهتها الغربية.

وقال الأمين العام للهيئة حنا عيسى، إن "مخطط (وجه القدس المدينة الحديثة) يقوم على مساحة نحو 720 ألف متر مربع، وتصل تكلفة تنفيذه نحو 1.4 مليار شيقل"، مؤكداً أن تصريحات القيادة الإسرائيلية تشير إلى المخططات الواضحة لتهويد القدس، وهو ما ترفضه القوانين الدولية كافة.

وأضاف عيسى، "إسرائيل تعمل ليلاً نهاراً لجعل القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل، ويسيطر عليها أغلبية يهودية، كما تهدف من وراء البناء المتسارع للمستوطنات والجدار العازل، وما تقره من مخططات تهويدية متسارعة إلى تهويد المدينة وتحويلها عاصمة لليهود وحدهم".

يشار إلى أن رئيس بلدية القدس التابعة لإسرائيل نير بركات، قال في تصريح له أن القدس ستتحول في السنين القادمة إلى مركز تجاري متطور وأكثر حداثه، يتخلله مشاريع تكنلوجية، في إشارة واضحة للمخطط التهويدي الكبير الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه في مدينة القدس.

من جانبه قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف سلامة، إن "المخطط الإسرائيلي يمثل مجزرة فيما يتعلق بمدينة القدس، ويهدف إلى طمس المعالم الاسلامية والمسيحية فيها، وإبراز هذه المدينة العربية الاسلامية التي تمثل دوحة في التسامح الاسلامي المسيحي، على أنها مدينة يهودية".

وأضاف سلامة في حديث لـ"سبوتنيك"، "لقد حذرنا من المخطط الإسرائيلي مراراً، حيث أن إسرائيل كانت تعمل ولا زالت على إخفاء صور المعالم الاسلامية والمسيحية من الدليل السياحي لمدينة القدس، لإظهار المدينة كأنها مدينة يهودية، في تزييف واضح للحضارة والتاريخ والواقع".

وأشار إلى أن "إسرائيل تقوم بالاعتداء على المقدسات المسيحية والاسلامية، من أجل إلغاء كل أثر غير يهودي في هذه المدينة، وصولاً إلى ما يعشش في أدمغة الحاخامات اليهود من خرافات باطلة بأن المسجد الأقصى المبارك مقام على أنقاض الهيكل المزعوم".

ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى هدم المسجد الأقصى، وكل الاقتحامات والاجراءات ضد الأقصى، محاولة لفرض السياسة الاسرائيلية عليه، وتقسيمه زمانياً ومكانياً، ضمن هجمة شرسة تتعرض لها المدينة المقدسة.

وتابع، "الاجراءات الإسرائيلية بدأت بمصادرة للهويات وفرض الضرائب على المقدسيين، وتمادت إلى منع الشخصيات الوطنية والدينية من دخول المدينة المقدسة، وإلى هدم بيوت المقدسيين في مناطق مختلفة من مدينة القدس، بالمقابل بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية، في محاولة إحداث تغيير ديموغرافي يسمح بوجود غالبية يهودية في المدينة على حساب السكان الفلسطينيين الأصليين".

وشدد خطيب المسجد الأقصى على أن التصدي للمخطط الإسرائيلي يكون بالتماسك الفلسطيني وإنهاء الانقسام الذي شجع إسرائيل على التمادي في مخططاتها، إضافة إلى موقف حاسم وجاد من الأمة العربية تتناسب مع الموقف الخطير الذي تواجهه القدس، مع وجود حراك اسلامي ودولي وعدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار إزاء ما تتعرض له القدس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق