كيف استسلم آخر جندي نازي بعد موت هتلر
الأربعاء، 28 سبتمبر 2016 09:41 ص
تم الكشف في لقاء حصري مع بعض وسائل الإعلام عن تفاصيل استسلام النازي الأخير " Wilhelm Dege" وقصته الطريفة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي رواها ابنه.
ويعتقد أن الملازم " Dege" كان آخر جندي ألماني استسلم لقوات التحالف. وفي مقابلة حصرية مع ابنه "Eckbart Dege" البالغ من العمر 74 عاما، وخلال مراسم منح والده "وسام الفارس الصليبي الحديدي"، وهو من أعلى الأوسمة في ألمانيا، كشف الابن عن تفاصيل دقيقة من اللحظات التاريخية التي عاشها والده عندما قام بتسليم مسدسه والاستسلام لقوات التحالف بعد أشهر من انتهاء الحرب القائمة في أوروبا.
ولأن تقارير الأحوال الجوية كانت هامة جدا لوضع الاستراتيجيات العسكرية في ألمانية عندما أعلنت الحرب عام 1939، كُلف الملازم "Wilhelm Dege" قيادة عملية "Haudegen" حيث اضطر الألمان آنذاك لإنشاء محطة لرصد الأحوال الجوية في أرخبيل سفالبارد النرويجي، بالقرب من القطب الشمالي.
فريق عملية "Haudegen"
وظل "Dege" وفريقه المؤلف من 11 جنديا يقدمون التقارير المشفرة على مدى عام تقريبا منذ 5 أغسطس/آب عام 1944 إلى مايو/أيار من عام 1945 عندما علموا باستسلام القوات الألمانية عبر الارسال اللاسلكي.
وبعد عام من الصعاب التي واجهها فريق المحطة وتهديدات قوات الجيش البريطاني، أُمِروا بتدمير كل ما لديهم من المعدات العلمية ومعدات الاتصال، واضطر الجنود لمغادرة المكان على متن قارب صغير يحمل اسم "Blasel" وصل يوم 3 سبتمبر/أيلول 1945 لأخذهم إلى النرويج.
الملازم " Dege" برفقة عائلته
وروى الدكتور " Eckbart Dege" ابن الملازم الألماني قصة الاستسلام الطريفة حيث اتجه فريق عملية "Haudegen" نحو الشاطئ في انتظار القارب النرويجي، "وكان والدي يتحدث الانجليزية بطلاقة، لكن قائد القارب شعر بالاضطراب لأنه لا يفهم الانجليزية.. فبدأ والدي يتحدث باللغة النرويجية بطلاقة، حيث كان يعمل مترجما في الجيش الألماني بالنرويج ما بين 1940 و1943".
فريق عملية "Haudegen"
"وفي الساعات الأولى من صباح يوم 4 سبتمبر من عام 1945 استيقظ القائد النرويجي متوترا بعض الشيء، وعندما سأله والدي ما الأمر؟ أجاب: لقد أمرتني السلطات في النرويج أن أطلب منك الاستسلام، ثم أجاب والدي: لماذا لا تطلب مني إذا؟ فرد القائد: أنا لا أعرف كيف يتم هذا الأمر".
وعند ذلك قام الملازم "Dege" بإخراج مسدسه ووضعه على الطاولة وقام بدفعه نحو القائد النرويجي وقال "بهذا أنا استسلم"، وكان القائد مندهشا مما حدث.
ووقّع فريق عملية "Haudegen" وثيقة الاستسلام في النرويج، وكان بذلك آخر وحدة عسكرية ألمانية تستسلم مع حلول نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبذلك كانت قصة الاستسلام غريبة بعض الشيء، ثم عاد الفريق للحياة المدنية داخل ألمانيا. لكن الانقسام الداخلي في البلاد جعل لم شملهم من جديد أمرا صعبا.
وتوفي الملازم "Dege" في عام 1979، فيما تمكن ابنه من لقاء باقي أفراد الفريق بعد سنوات قليلة من إعادة توحيد ألمانيا.