«مزلقانات الموت» تحصد أرواح المواطنين.. مصرع 4 أشخاص من أسرة واحدة أسفل العجلات فى الشرقية.. 3 حوادث مروعة بالعياط تسفر عن تعديل وزارى.. ومئات يلقون حتفهم على محطة أسيوط
الثلاثاء، 09 أغسطس 2016 09:05 م
في غفلة من الزمن ولحظات من الشرود، جذبهم ضوء من بعيد، يشبه عينان تخاطب العقول، مقتربًا بسرعة كبيرة دون تمهيد، وفجأة يرتفع صوت الماكينات.. يليه صوت نفير قوي يخطف الانفاس ويجعل الأقدام تثبت دون حراك، حاملا معها قدرا كبير من الظلمة.. إنها لحظات الوداع على قضبان السكك الحديدية، مخالفة قاعدة «اقصر مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم».. لترفع شعار «اقصر طريقة لحصاد الأرواح.. قطارات الموت».
وخلال السطور التالية ترصد «صوت الأمة»، أبرز حوادث مزلقانات القطارات، والتى تسببت في حصاد الكثير من الأرواح.
شهدت منذ بضعة أيام محافظة الشرقية، وبالتحديد مدينة فاقوس، حادث مزلقان «إكياد»، والذي انعش الذاكرة مرة آخري بدماء البسطاء التى تغلف قضبان السكك الحديدية بمختلف محافظات الجمهورية.
الدماء تفتح ملف المزلقانات
أطلق مزلقان «إكياد» التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، شرارة الانطلاق من جديد لملف المزلقانات، وذلك بعدما مزق قطار «الصالحية» 4 أشخاص من أسرة واحدة، من قرية «سوادة» بمركز أبو كبير، كانوا فى طريقهم لرؤية أهل خطيب ابنتهم، إلى أشلاء، لتتحول فرحة العائلة إلى مأتم جماعى.
حيث كان يستقل الأهل عربة، واثناء عبور «الميكروباص»، الذى كان يقل أفراد العائلة أحد المزلقانات العشوائية المنتشرة على طول الخط الحديدى، حيث لا يوجد بها بوابات أو عمال، فوجئ سائقه بقدوم قطار الصالحية تجاهه، ليصطدم به بسرعة كبيرة، ليلقى 3 أشخاص مصرعهم على الفور فى موقع الحادث، بينما تم نقل 5 مصابين إلى المستشفيات، توفى أحدهم، وشيع أهالى قرية «سوادة»، جثامين 3 من الضحايا إلى مثواهم الأخير، بينما شيعوا صباح اليوم التالي جثة الضحية الرابعة، وسط حالة من الحزن والغضب، التى خيمت على أهالى القرية، خاصةً أن الحادث ليس الأول على نفس المزلقان، الذى أطلقوا عليه أسم «مزلقان الموت».
فيما علق مصدر مسئول بمنطقة الشرقية لهيئة السكة، في اصريحات صحافية له، أن المكان الذى شهد الحادث، هو ليس بمزلقان وغير معد للعبور من عليه، إلا أن بعض الأهالى تسخدمه للعبور من عليه بطريقة عشوائية، مضيفا أن مزلقانات المحافظة الخطرة تم تطوير نسبة كبيرة منها، وجار استكمال باقى خطة التطوير.
مزلقانات العياط
مقبرة الاشلاء التى تنتهكها العجلات الحديدية للقطارات، ونزيف دون توقف لدماء المواطنين.. تعد مزلقانات العياط الاشهر في حوادث سفك دماء المواطنين اسفل عجلات القطارات، فقد شهددت 3 حوادث مروعة.. حصدت خلالها 361 روحا في عام 2002، بالإضافة إلي 30 آخري فى 2009، وهو ما تسبب في إقالة 2 من وزراء النقل فى الحادثين، ومازلت مزلقانات الموت تحصد الأرواح.
فمنذ بضعة أشهر لقى 6 أشخاص مصرعهم وأصيب 5 آخرون فى حادث قطار قادم من الصعيد دهس سيارة أمام قرية البليدة بالعياط، بسبب الشبورة المائية، عندما حاول قائد السيارة عبور القطار أثناء قدوم بسرعة كبيرة ليطيح بالسيارة حيث تحولت جثث الضحايا إلى أشلاء والمصابين فى حالة خطرة.
وفي 12 يناير 2016 وقع حادث انفجار عربتين داخل قطار بضائع أثناء مروره بقرية أولاد نجم بمركز العياط، حيث تسللت عناصر إرهابية إلى القطار أثناء توقفه بالقرية، وزرعت تلك عبوات ناسفة وتسببت في خروج العربتين عن شريط السكة الحديد عند الكيلو 50، وقطع في القضبان ما تسبب في توقف حركة القطارات.
«الموت لا فرار منها» بالمنيا
وفى المنيا وسائل الموت كثيرة، فمن لم يمت فى المعديات غرقًا، ربما يموت تحت عجلات القطارات، بسبب المزلقانات المتهالكة، والإشارات المتوقفة، وتوقف مشروعات الكبارى العلوية التى تحمى المواطنين من المرور أمام القطارات.
كانت البداية أمام مزلقان كوبري معصرة سمالوط، الواقع خلف محطة قطار المدينة، لم يكتمل إنشاء الكوبرى منذ سنوات، وبعد الانتهاء منه والسماح للمواطنين بالمرور عليه، والسيارات على المزلقان من الجانب الغربي، لم تستكمل الجهات المختصة بالمشروع إنشاء ممر من الجانب الشرقي، مما تسبب في عدد من الحوادث، بسبب مرور المواطنين عليه، رغم خطورته وموقعه الحيوي.
ومن مزلقان سمالوط إلى مزلقان الحبشي بمدينة المنيا والشهير بمزلقان الموت لكثرة الحوادث به، ولا تزال سلسلة حديدية رفيعة تفصل بين ضمير الدولة وقضبان الموت، ورصدت “البديل” إهمال موظفي الهيئة بتركهم السلسة وعدم غلقها أثناء مرور القطارات، خاصة فترات المساء، ليشهد المزلقان حوادث عدة أسفرت عن مصرع العشرات، كان أشهرها الحادث الذي وقع في 8 أغسطس الماضي، حيث قطعت سيارة ربع نقل السلسلة، لتصطدم بالقطار فتحصد أرواح 5 أشخاص وتسفر عن إصابة 8 آخرين.
جنازير وسلاسل المنوفية لا تمنع الموت
مزلقانات المنوفية مازالت أيضا جنازير وسلاسل، رغم الوعود الكثيرة من المسئولين بتطويرها، فمازال المزلقان المجاور للسجل المدنى بشبين الكوم يغلق ويفتح بجنزير ويعبر الأهالى والسيارات فى أى وقت من فوق تلك الجنازير ويشكل خطرا على حياة الأطفال فى المنطقة خاصة أنها بجوار موقف سيارات وطريق لطلاب المدارس والجامعات.
وكان أشهر تلك الحوادث محطة قطار «كمشوش» الذي اسفر عن وفاة سائق سيارة نقل، وذلك بسبب اختراق السيارة للمزلقان أثناء مرور القطار بخطأ من السائق.
فيما أكد عدد من الأهالي أن محطة قطار «كمشوش» التي شهدت الحادث لم تخضع لعمليات تطوير، لذلك وقع الحادث، مطالبا بأخذ الحيطة أثناء المرور من المزلقانات لحين الانتهاء من تطوير باقي المزلقانات.
مزلقانات أسيوط
باتت مزلقانات ومعابر السكة الحديد باسيوط خطر يهدد حياة المواطنين نظرا لكثرة الحوادث التى تشهدها تلك المزلقانات المنتشرة بقرى ومراكز المحافظة ونظرا لان محافظة اسيوط تشهد حالة من التكدس والزحام المرورى الكبير بإعتبارها عاصمة الصعيد،وبها اكبر شبكة نقل برى على مستوى الصعيد وتتنوع خطوط النقل البرى بها الى خطوط السكة الحديدية والتى تربط جميع مراكز المحافظة ببعضها البعض وباقى محافظات الجمهورية بالاضافة الى شبكة النقل البرى من اتوبيسات وميكروباصات تربط محافظة اسيوط بجميع محافظات الجمهورية.
وزادت فى السنوات الاخيرة حركة الاقبال على القطارات من قبل الاهالى لضمانها وإرتفاع نسبة الامان بها على عكس باقى وسائل الانتقالات.
فقد عانت محافظة اسيوط خلال الاعوام الماضية من تدهور احوال ورش السكة الحديد والمزلقانات بها الامر الذى تسبب فى العديد من الحوادث المؤلمة والتى راح ضحيتها المئات من الابرياء وكانت تلك الحوادث بمثابة ناقوس الخطر الذى دفع المسئولين الى التحرك لتطوير مزلقانات وورش السكة الحديد باسيوط باعتبارها عاصمة الصعيد،وبالفعل قامت هيئة سكك حديد مصر الوسطى بتطوير 3 مزلقانات على مستوى المحافظة كما أغلقت محافظة اسيوط جميع المعابر الغير قانونية والتى تم تحديدها من خلال مراجعة مزلقانات السكة الحديد بالمحافظة وتحليل مدى مطابقتها للإشتراطات ومعايير السلامة والأمان المقررة والمعوقات ومقترحات تطويرها.