من باع جنسيته باع جنسه: وطن منكوب في حكومته وبرلمانه !

السبت، 06 أغسطس 2016 04:02 م
من باع جنسيته باع جنسه:  وطن منكوب في حكومته وبرلمانه !
محمد حسن الألفي

بيع يا مجلس الخواء بيع ، لا تتردد، ولا تنظر خلفك ، وصم أذنيك عمن جاءوا بك فى غفلة عصرة الخلاط الأحمق ، تشابه عليه ما خرج من الجناين وما لفظته مواسير باطن البلد .
بيع يا مجلس بيع ، وافتح المزاد ، وبع اسم الوطن لمن يدفع المليون بالدولار، ولا تخجل ، ولا ينبغى ، فمن
الواضح أن قطاعا شاسعا من مجاذيب أحداث الخامس والعشرين من يناير هم أيضا من فريق الليمون المعصور الذي كان صب فى جوف البلد حثالة الاخوان وعلى رأسهم محمد مرسى ، أول جاسوس مدنى منتخب بايعه بعبط وجدانى وعقل مسحور رجل كنا اعتدنا نوقره هو حمدى قنديل وكاتب مشعور بالعاهرة ديمقراطية ، لحمها امريكاني صرف ، هو علاء الاسواني وغيرهما ، مما تخبئه بل تدفنه الذاكرة دفنا خوف الغثيان الفكرى ، جراء اقترافهم جريمة العصر. . وبكميات ضخمة قدر غيط ليمون لتبليع الشعب المصرى فرط الحثالة الاخوانية . أقول واضح أن قطاعا من الذين اجتذبتهم مغناطيسية الحدث الفوّارة الدوارة ،بدأت بتغيير الحكومة ، وانتهت بالعمل على اسقاط الدولة ،وهم أيضا الذين أصابونا في مقتل باختيار عدد مدهش لا بأس به من نوابنا المحترمين ، صاروا نوائب علينا ، يبشرون بالعجز ، ويشرعون بسخيف الفكر ، وغريب الرؤى ، مع تجرؤ مستمد بلا هوادة ولا مراجعة من كرسى عريق ما حلموا به يوما ولا خطر لهم على البال ، ومن ثم فإن التبجح فى الفكر يمضى بلا رابط ولا حسيب ، تحت دعوى ، الفكر خارج الصندوق !
خارج الصندوق .. نعم
خارج الوطنية .. بحسن نية .. نعم ! ونتحمل ونراجع السذج ونضربهم على أصابعهم ومؤخراتهم ضرب التأديب والتنبيه في حنية.. أما
خارج الصندوق بجهالة ، فإنكم تصدمون الشعب ببيع جنسيته لمن يدفع !
ذاك هو الجنون الرسمى المحصن ! الاستثمار في العرض الوطنى هو حيلة العاجز البائس ، وانتم لستم كل مصر ، فأنتم اختيار الأزمة وليس منكم من بقدر مسئولياتها ولا عواقبها الإ قليل .. مصر فيها خبرات وكفاءات ، تعرف كيف تجتذب ، وكيف تجتهد ، ولو كان الأمر جمع أموال فحسب ، لأكلت كل حرة بثدييها !
وإن المرء ليعجب من منطق الباعة الجدد للوطنية المصرية ، إذ غاب عنهم أن المشترين من المستثمرين لن يهرولوا كما تتخيل يودعون المليون ، فتمنحهم الجنسية المنتظرة ، فإنهم يذهبون راكضين الي هويات وجوازات توفر لهم الحماية والوجاهة ، وجواز السفر المصري ليس بقوة جواز السفر الأمريكي ، من وجهة نظر هؤلاء ، وليس من وجهة نظري أنا ، لأنه أعز عندى من كل جوازات العالم !
يستثمرون ويشترون الجنسية في العالم الغربي إذن من أجل الحصول على كلمة يتباهى بها وهي أنا أمريكي وأنا ألماني وانا كندي وأنا بريطاني ، ومن التباهي الى استعراض الحماية والقوة واستدعاء السفارة التابع لها السيد المتجنس !
لن يأتيك إذن باحث عن عزة أو منعة أو وجاهة ، فهؤلاء ، كما قلت يعرفون أماكنها وأشكال جوازاتها الحمراء والزرقاء ، بل سيأتيك الدواعش الخاملون ، وسيأتيك الحمساويون ، بأموال تركية ، ومخططات ، وينتشرون ، ويبشرون ويجندون ويفرقعون النسيج السياسي والديني ، والعسكرى ، لأن أولاده سيتمتعون بشرف الخدمة العسكرية ، ويبثون الشائعات حيثما حلوا . ويمكن القول أننا جميعا فى حال من الحزن الوطنى ، سيعقبه الشعور بالادراك الساطع النهائي بأن مصر منكوبة في حكومة بلا خيال ولا مهارة ، وفى برلمان أعضاء فيه لما يفيقوا من صدمة أنهم أعضاء ! أو دخلاء على الحياة النيابية بغير تأهيل كاف !
ثمن الجنسية لك وعليك ، ولا تتصور ايها النائب النائب أنك ستجمع مليارات الدولارات ، ربما تجمع بعضها ، لكنك ستمنح الملاذ الآمن الشرعي لعشرات الآلاف من الخلايا الارهابية النائمة ، تنشط وقت الطلب . وتخرج علينا من تحت الأرض ، ومن مواسير الصرف الصحي مرة أخرى.
من ناحية أخرى ، يداخل الناس شعور داهم بأن الحكومة وبرلمان الشعب ، في واد والشعب في واد آخر ، والرئيس مع الشعب في واد ثالث ، وهو ماشى وراء أخطاء حكومة اسماعيل يعالج ويصحح ، وأحيانا يتأخر ، وأحيانا يبشر بخير ، واحيانا يسكت حيث لا يجب السكوت ،ولم يعد الناس يصدقون ان في الأفق خيرا مع وجود الفريق الحكومى الحالي ، الفاشل بجدارة . إن الدعوة الى تشريع يمنح الجنسية المصرية مقابل وديعة دولارية قدرها مليونا ، هو اهانة ونخاسة ، لا تليق بوطن نعتز بأنه أم الدنيا .
عموما جهزوا الجوازات .. حماس والعملاء سيتقاطرون .
ذاك ثمن منح مصر علي بياض بمليون دولار ، فما هو ثمن الدماء الطاهرة تنزف وتراق يوميا على أرض سيناء؟!
فكروا في تشريع يحمي الأرامل واليتامي بدلا من السذاجه والخيابة تلك ، وبدلا من بيان متهافت الحجة لمجلس الوزراء يتحدث عن إقامة بوديعة يعقبها منح الجنسية بعد خمس سنوات ؟!
يظنون الناس لا يقرأون وإن قرأوا لا يفهمون !؟
من باع جنسيته باع جنسه !

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة