تفاصيل مثيرة حول زواج السوريات في مصر.. «مكاتب الزواج»: معظمهم يبحثن عن زوج لإنقاذهن من أحوالهن الاقتصادية.. فتاة:«اتجوزت علشان أعرف أعيش».. خبيرة:«ترويجهن كالسلع قاسيا على النفس»
الأحد، 31 يوليو 2016 06:51 م
في شقة متواضعة في حي السيدة زينب بالقاهرة، جلست الشابة السورية ذات الثلاثة وعشرين عامًا، «فاطمة.ي»، بجوار زوجها المصري الذي يكبرها بـ11 عامًا ترسم على وجهها ابتسامة باهتة.
تتذكر السيدة أيامها الأولى في مصر، والتى تعود لثلاث سنوات ماضية، تغيرت فيها حياتها تمامًا وتقلبت من قمة اليأس إلى قمة السعادة وصولا لمرحلة الاستقرار، كما تصفها، هي تحب زوجها الذي وجدت فيه المنقذ من ظروف صعبة كادت تفتك بها، لكنها تبقى متيقنة أنها ربما الأكثر حظًا بين باقي بنات عائلتها اللاتي سلكن نفس طريقها، الطريق المؤدي إلى مدينة السادس من أكتوبر في شقة صغيرة جلس فيها عدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة من البشر يخططون لها مستقبلها وهو الزواج من مصري، لكن أي مصري سيختارها؟ السوق عرض وطلب والزواج، كذلك أيضًا في هذه الشقة الصغيرة التي تحمل لافتة صغيرة على مدخلها تشرح ما يدور بداخلها مكتب للزواج.
تقول السيدة: «زوجي يعتني بي وزوج شقيقتي طلقها وتزوج أخرى، كنا نعيش أنا وعدد من أقاربي في شقة خاوية تمامًا من الأثاث حين حضرنا إلى مصر هربًا من الوضع في سوريا، كنا حوالي 6 بنات».
وتابعت: «أموالنا بالكاد كانت تكفي لدفع إيجار الشقة لمدة شهرين أو ثلاثة ولم تستطع أيّ منا أن تجد عملًا، كان وضعنا مزريا للغاية»، وهنا عرضت عليهن إحدى الجارات اللجوء لمكتب زواج في إحدى المدن الجديدة على أطراف القاهرة، وبدا الاقتراح الأكثر واقعية في البحث عن منقذ.
وفى سياق ما سبق شرح أحد العاملين في مكتب زواج كيف تتم العملية، وبدأ «صابر»، وهو اسم مستعار، حديثه: المكتب لا يخالف القانون نهائيًا ومرخص ولا يعمل فقط في تزويج السوريات بل المصريات أيضًا، لكن الطلب على الزواج من سوريات أكثر كثيرًا، وببساطة يأتي رجل إلينا ويطلب منا البحث له عن بنت سورية بمواصفات معينة ويكتب شروطه، وعادة تكون عدم دفع مهر أو مؤخر، كما يكون في كثير من الأحيان متزوجًا ويبحث عن زوجة ثانية، وفي المقابل تأتي لنا السوريات للبحث عن الزواج من مصري، فنقوم بعرض السوريات اللاتي يناسبن شروط الرجل عليه وهو يختار من يريد الزواج منها، وهنا تنتهي مهمتنا».
وأضاف: «العمولة التي يحصل عليها المكتب تأتي من الرجل وليس المرأة السورية»، مشيرًا إلى أن معظم السوريات اللاتي يلجأن إلينا ليس معهن أموالًا ويبحثن عن زوج لإنقاذهن من أحوالهن الاقتصادية الصعبة.
وأردف:«يضطر بعضهن للتعامل مع أنفسهن كسلعة ويشعرن أنهن كالفأر في المصيدة».
وتحدثت الدكتورة أمنية خالد، أخصائية الأمراض النفسية، عن التأثير النفسي على السوريات اللاتي يضطررن للزواج عن طريق مكاتب الزواج، وقالت: «هو ليس فقط على السوريات لكن على أي إنسان يضطر للتعامل مع نفسه كسلعة ليوفر لنفسه آمانًا وحياة مستقرة نوعًا ما».
وأضافت:«بالتأكيد أن هذا نوعا قاسيا جدًا على النفس ويجعلها تشعر بالتوتر، وهو ما يعرضها في بعض الأحيان لأن ترضى بأي شكل من أشكال الارتباط ما قد يجعلنا ندخل في مشكلة مثل فارق السن الكبير، أو أن تقبل شخص وأنت لا تشعر أنك حر في اختيارك».
وأكدت الطبيبة النفسية على أن التأقلم على الحياة في وجود فروق ثقافية قد يختلف من شخص لآخر.