رؤى فى المقاومة

الأحد، 31 يوليو 2016 05:14 م
رؤى فى المقاومة
كمال الهلباوي يكتب


أجمع المشاركون في المؤتمر العربي العام لدعم المقاومة فى بيروت ( 15 يوليو 2016 )، أجمعوا على رفض تصنيف حزب الله وقوى المقاومة في فلسطين بالارهاب وعلى التأكيد على ان المقاومة هي الطريق الوحيد لمواجهة العدو الأسرائيلي واستعادة الاراضي المحتلة.


بدأ المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة اجلالا لشهداء المقاومة والامة و ضحايا الإرهاب واخرهم الضحايا الفرنسيين في نيس .


ترأس جلسة الافتتاح الاستاذ قاسم صالح، امين عام المؤتمر العام للاحزاب العربية ، وتحدث فيها كل من الاستاذ خالد السفياني منسق عام المؤتمر القومي/ الاسلامي ، والسيد ابراهيم امين السيد رئيس المكتب السياسي لحزب الله، والاستاذ فاروق القدومي (ابو اللطف) باسم فلسطين، والمستشار السياسي لمجلس الشورى الايراني الاستاذ حسين شيخ الاسلام، والرئيس السابق لحكومة السودان الصادق المهدي ، والاستاذ عبد المنعم ابو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية المصرية، وسفير الجمهورية العربية السورية الاستاذ علي عبد الكريم علي، والاستاذ حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، والدكتور صالح دحان، امين عام جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، والشيخ ماهر حمود، امين عام اتحاد علماء المقاومة، وتلا/ الدكتور زياد حافظ، امين عام المؤتمر القومي العربي ورقة بعنوان تقدير موقف من إعداده.


نقلنا فى المقال السابق كلمة الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، ونثبت هنا كلمة الأستاذ حمدين صباحى التى إرتجلها وقال فيها : أيها الأخوة .. أيتها الاخوات
التحية لكم من مصر ،، لا مصر التطبيع ، ولا مصر الاستنامة للأمريكان ،، ولا مصر الانفصال عن أمتها العربية ولا مصر التنصل من واجبها نحو قضاياها وفي أولها فلسطين ،، ولا مصر اللسان الرسمي المتلعثم ،، وإنما مصر القلب الشعبي الممتلئ بحب هذه الأمة وبالوفاء لشهدائها وبالارتباط لقضاياها ، مصر الشهداء أجيالا عبر أجيال من أجل هذه الأمة وفي قلبها فلسطين ، مصر التي لم تخضعها أربعون سنة من صلح مفروض في كامب ديفيد لمقتضيات هذا الصلح ،، مصر التي بقى قلبها كصخرة لم يتمكن التطبيع من أن يخترقها، وإنما سال على جدارها كقطرة وتبددت ،، مصر سليمان خاطر وسعد إدريس حلاوة، وثورة مصر وجمال عبد الناصر التي أنقل لكم تحيتها ..


اليوم لنا الشرف أن نكون من الذين يحتفون بنصر هذه الأمة ، بنصر المقاومة في عيدها العاشر ، تحية للذين انتصروا لأمتهم والذين ضحوا من أجل مستقبلها ، تحية للذين يعلمون أن تاريخ النضال والمقاومة في هذه الأمة ممتد يحمله جيل عبر جيل، وفي كل جيل سنبقى نعطي تأييدنا ودعمنا وولاءنا لمن يحمل راية المقاومة ويصوب البندقية العربية في الاتجاة الصحيح نحو العدو الصهيوني ، و لا نفرق في هذا بين أحد ، عندما نحتفي اليوم ليس فقط نسترجع ما يليق بنا ويحق لنا من فخر بعطاء المقاومة ونصرها ، وإنما نتهيأ لمستقبلنا لأن اللحظة التي نمر بها لحظة صعبة ، معقدة ، خطرة وها أنتم ترون، تنتقل الأمة على يد نظامها الرسمي من التسوية إلى التصفية ، من السلام البارد إلى السلام الدافئ ، من سلام منفرد إلى توسيع كامب ديفيد ، من الصلح إلى التحالف ، من الرؤية الثاقبة القاطعة الواضحة لطبيعية الصراع على أرض هذه الأمة أنها ضد العدو الصهيوني ورعاته من قوى الاستعمار والاستكبار إلى رؤية مفتعلة منحرفة أنه صراع على أساس المذهب والطائفة ،، من المقاومة إلى تخليق الإرهاب ،، والفرق وضوحه كالشمس ،، واللي بيخلط ما بين المقاومة والإرهاب أعمى لا يرى ضوء الشمس ، المقاومة هي الأنبل ارتباطا بقيم الإنسان - كل إنسان - لأنها في الأصل حق الإنسان في الإنتصار لحرية وطنه وإستقلال أراضيه وإستقلال إرادته. هذا الحق المشروع بكل دين وتقليد وقيمة إنسانية وبمواثيق الأمم المتحدة ، حق مقاومة المحتل غاصب الأرض ، هذا الحق الأصيل هو تعبير عن أجمل وأنبل ما في أي إنسان ، وعن أجمل وأنبل ما في هذه الأمة الأمة العربية المقاومة .


والمقاومة أوسع وأعمق من أن تكون فقط سلاحا على شرفه يشهر في صدر العدو . المقاومة رؤية وفكرة ومشروع لنهضة أمة لكنها تدرك أنها لن تنهض إلا بأن تحرر أرضها وتحرر إرادتها ، والإرهاب هو العكس تماما ، البندقية اللي في وش عدونا هي شرف المقاومة ، والبندقة اللي في صدر أهلنا هو عار الإرهاب ، والفرق واضح ما بين الاتنين ، وأبحثوا عن ما خلًق على هذه الأرض العربية من تنظيمات ومنظمات وجماعات تتحدث باسم دين هو براء منها ، التضليل وأوهام وتفسيرات مغلوطة ، لا يوجد بندقية محسوبة على هذه الشبكات الارهابية صوبت نحو العدو الحقيقي للأمة و هو العدو الصهيوني ، كل بنادقهم موجهة ضد شراكئهم في الوطن والدين .


مشروع المقاومة في جوهره هو مشروع لتوحيد الأمة على هدف لا تختلف عليه هذه الأمة وقواها مهما تعددت انتماءاتها الأيدلوجية واعتقاداتها الدينية ، والإرهاب مفرق ومفتت يستثير في هذه الأمة النزاعات باسم الدين والطائفة والمذهب والعرق .


شتان ما بين المقاومة والإرهاب ، نحن مع المقاومة أي نحن ضد الإرهاب ، نحن مع المقاومة أي نحن ضد الاستبداد ،و الإرهاب والاستبداد مثل العائل والمعيل في الممملكة النباتية بيعيشوا على بعض ، فكلما وجد الإرهابي قدم المستبد نفسه للناس باعتباره شرط القضاء على الإرهاب ، وكلما وجد المستبد قدم الإرهابي نفسه على أنه وسيلة التخلص من الاستبداد ،، الاستبداد والإرهاب بيغزوا بعض وبيتعيشوا الأثنين على حساب الشعب وقيمه واهدافه وأول ما يضار هي المقاومة كفكرة ومشروع وتنظيمات .


أيها الاخوة هذه المرحلة على صعوبتها هي التي تدعونا لمزيد من التمسك بنهج المقاومة خاصة وأن النظام الرسمي العربي لا أمل فيه ولا تعويل عليه ولا طائل منه بكل حكامه وسلطاته ، واللي هيتشعلق في أي حاكم عربي زي اللي هيتشعل في قشه وهيغرق ، هذا يفرض على الشعب أن يصنع بديله ، المقاومة الشعبية التي لا تعتمد على هذا النظام الرسمي ولا تعول عليه ، وده بيلقي على مؤتمركم واجب أكبر وأخطر ، نحن هنا ليس لأننا داعمين للمقاومة ، نحن هنا لأننا المقاومة ، نحن شركاء في المقاومة وليس انصار لها ، وعلى هذا الفهم والوعي لابد أن يتطور في هذا الوطن علاقة القوى التي تنتمي للمقاومة لتيارها وتنظيمها وجبهتها ، مقاومة تعلو فوق الطائفة والمذهب والدين وتنتمي لحق هذا الشعب في أن يحرر فلسطين من مغتصبها الصهيوني ، مقاومة تدرك أن نبل فكرتها مربوط بمستقبل، والمستقبل يحتاج لرؤية، ورؤية المستقبل لا يمكن أن تفرق ما بين الحق الأصيل في حرية الأرض والشعب ، وما بين حق هذا الشعب في حياة كريمة ينعتق من الاحتلال بالتحرير ، وينعتق من الفقر والاستغلال بالعدالة الاجتماعية ،وينعتق من الاستبداد بالديموقراطية واحترام حقوق الانسان ، ومن هنا فإن قيم المقاومة هي موصولة بقيم المواطنة .


أيها الأخوة :
أختتم بكلمتين .. عن الشقيقتين ، عن الإقليمين الشمالي والجنوبي في الجمهوية العربية المتحدة ، عن سوريا ومصر
في سوريا نحن كنا وسنبقى مع سوريا موحدة التراب والشعب والإرادة ضد العدوان الأجنبي عليها ، مع وحدتها وعروبتها وحقها في أن تختار مصيرها بإرادتها ، وضد كل تدخل يجري في هذا البلد الغالي علينا ، وندرك أن خرائط المستقبل ما بين المقاومة والارهاب، وما بين التحرر الوطني والهيمة الاجنيبة ستتحدد بكيف سيؤول الأمر في هذه المعركة على أرض سوريا .


الثانية : من مصر ، أعلموا أن مصر فيها الخير دائما ، أعلموا أن مصر مهما تلعثم لسانها الرسمي ، فإن قلبها مع المقاومة ، إرادة شعبها مع المقاومة ، ونحن في مصر تعويلنا على الشباب الذي خرج في أجمل وأنضج حضور شعبي في 25 يناير ، ولم يرفه مع علم مصر سوى علم فلسطين ، ولم يرفع صورة في ميدان التحرير بجانب الشهداء إلا صورة جمال عبد الناصر ، وهذا تعبير عن وعي قومي". هذا معظم ما قاله الأستاذ صباحى فى كلمته، وللحديث صلة. وبالله التوفيق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق