اليوم.. الذكرى الـ 42 لوفاة عميد الأدب العربي
الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 10:19 ص
«طه حسين» إسمه الكامل طه حسين علي سلامة، وُلِد في 15 نوفمبر 1889م- 1393هـ، في قرية "مغاغة" إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد.
فهو الأديب والناقد المصري الذي لُقِب بعميد الأدب العربي، غير الرواية العربية، فأبدع في كتابه "الأيام" الذي نُشر عام 1929، يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، يراه البعض من أبرز دعاة التنوير في العالم العربي، في حين يراه آخرون رائدًا من رواد التغريب في العالم العربي، كما يعتقد البعض أن الغرب هو من خلع عليه لقب عميد الأدب العربي.
كانت حياته حياة شاقة، فلم يمر على الطفل صاحب الأربعة أعوام حتى أصيبت عيناه بالرمد (العمى) مما أطفا النور فيهما إلى الأبد، أدخله أبوه كتاب القرية للشيخ "محمد جاد" لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه ووالده الذي كان يصطحبه أحيانًا لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى عنترة بن شداد أسيرة عنترة، وأبو زيد الهلالي.
دخل "طه" الأزهر للدراسة الدينية عام 1902، فحصل فيه ما تيسر من الثقافة، فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها فيها، وكأنها 40 عامًا وذلك بالنظر إلى رتابة الدراسة، وعقم المنهج، وعدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس، وهذا ما ذكره هو نفسه.
وعندما فتحت الجامعة المصرية أبوابها سنة 1908 كان "طه حسين" أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، وعددًا من اللغات الشرقية، وفي 1914 نال منها شهادة الدكتوراة، وفي العام نفسه أوفدته الجامعة المصرية إلى "مونبيلية" بفرنسا.
وفي 1918 إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، تزوج من "سوزان بريسو" الفرنسية التي ساعدته على الإطلاع أكثر، كان لهذه السيدة عظيم الأثر في حياته فقامت له بدور القارئ فقرأت عليه الكثير من المراجع، وأمدته بالكتب التي تم كتابتها بطريقة بريل حتى تساعده على القراءة بنفسه، كما كانت الزوجة والصديق الذي دفعه للتقدم دائمًا.
وكان لطه حسين 2 من الأبناء هما": "أمينة ومؤنس".
وفي عام 1926 ألّف "طه حسين" كتابه المثير للجدل "في الشعر الجاهلي" وعمل فيه بمبدأ ديكارت وخلص في استنتاجاته وتحليلاته أن الشعر الجاهلي منحول، وأنه كتب بعد الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين.
وحاز "طه" على عدة مناصب وجوائز، منها تمثيله مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية في مدينة فلورنسا بإيطاليا سنة 1960، وانتخابه عضوًا في المجلس الهندي المصري الثقافي، والإشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوًا محكمًا في الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية، وهي هيئة عالمية على غرار الهيئة السويدية التي تمنح جائزة بوزان.
ورشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وفي سنة 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراه الفخرية، كما حصل "طه حسين" على قلادة النيل، إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية، وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراه الفخرية، وفي سنة 1971 رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي، ورشح من جديد لنيل جائزة نوبل، وأقامت منظمة اليونسكو الدولية في اورغواى حفل تكريم أدبي له، وأيضًا كان وزيرا للتربية والتعليم.
ومن مؤلفاته: "الفتنة الكبرى عثمان، الفتنة الكبرى علي وبنوه، في الشعر الجاهلي، الأيام، دعاء الكروان، شجرة البؤس، حديث الأربعاء، على هامش السيرة، وكثير من المؤلفات".
من أشهر أقواله: "أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أندادا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يُكره، وما يُحمد منها وما يعاب"، "ويل لطالب العلم إن رضي عن نفسه".
أنتج له عملًا بإسم مسلسل الأيام لعب بطولته النجم الراحل أحمد زكي.
توفي "طه حسين" يوم الأحد 28 أكتوبر 1973م، ليختتم بذلك مسيرته الأدبية تاركًا لنا إرثًا ثقافيًا عظيمًا مازلنا نستسقي منه حتى اليوم.