بورصات الخليج تتهاوى بفعل خروج بريطانيا
الإثنين، 27 يونيو 2016 03:46 ص
هبطت أسهم الشرق الأوسط بشدة أمس الأحد بعد تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي لكن البورصات الخليجية قلصت خسائرها بينما لحقت أضرار أشد بالبورصة المصرية بفعل المخاوف من مزيد من الانكماش في تدفقات الصناديق.
ولا تعتمد معظم دول الخليج بشدة على الأموال الأجنبية أو على الصادرات غير النفطية ولذا تتمثل المخاطر الرئيسية التي تتهددها من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تباطؤ النمو في أوروبا وهو ما قد يدفع أسعار النفط للتراجع. وهوى خام برنت 4.9 بالمئة إلى 48.42 دولار للبرميل يوم الجمعة.
وقالت مونيكا مالك كبيرة الاقتصاديين ببنك أبوظبي التجاري إنها تتوقع أن تكون الإمارات العربية المتحدة هي الأكثر تأثرا بضعف الجنيه الاسترليني واليورو بين دول مجلس التعاون الخليجي الست نظرا لتأثر قطاعي السياحة والعقارات الكبيرين فيها بتحركات أسعار الصرف.
وأضافت في تقرير "نتوقع ضعف الاستهلاك الفردي وآفاق الاستثمار في الإمارات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي."
وأشارت إلى أن من المرجح أن يعرقل خروج بريطانيا أي رفع جديد في أسعار الفائدة الأمريكية في الوقت الحاضر إلا أن الأمر يتطلب من اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي مزيدا من تشديد السياسة النقدية لاحتواء عجز ميزانياتها والحفاظ على الثقة في السوق المالية.
وحتى الآن فإن التحركات في سوق العقود الآجلة للعملة في الخليج وفي تكلفة التأمين على الدين السيادي ما زالت محدودة منذ الاستفتاء البريطاني وهو ما يشير إلى أن المستثمرين الأجانب لم يتخذوا حتى الآن من خروج بريطانيا مبررا للمراهنة بقوة ضد الأصول الخليجية.
ولم تشهد عقود الدولار مقابل الريال لأجل عام التي تستخدم للتحوط من مخاطر هبوط قيمة العملة في المستقبل تغيرا يذكر يومي الجمعة والأحد ويقيت في نطاق الأسابيع القليلة الماضية. وشهدت السندات الخليجية ذات التصنيف المرتفع تحركات محدودة.
وارتفعت تكلفة التأمين على الدين السعودي لخمس سنوات من مخاطر العجز عن السداد ست نقاط إلى 182 نقطة وهو تحرك محدود في ضوء تقلبات الأسواق العالمية.
وقال سباستيان حنين رئيس إدارة الأصول لدى المستثمر الوطني في أبوظبي إن من غير المستبعد تفاقم البيع في الأسهم الإماراتية والقطرية إذا دفع خروج بريطانيا الصناديق التي تحجم عن المخاطرة إلى خفض مخصصاتها للأسواق الناشئة بشكل عام. لكنه استبعد هبوطا كبيرا في الطلب على النفط.
وتابع "لست متشائما بشدة - تواجه الأسواق أوضاعا غير مواتية لكن يمكن التحكم فيها. لا أتوقع أن تهوي أسعار النفط."
مؤشرات
وسجلت دبي أضعف أداء بين البورصات الخليجية يوم الاحد لأن اقتصادها هو الأكثر انكشافا على الاستثمار الأجنبي. وتراجع مؤشر سوق دبي 3.3 بالمئة إلى 3258 نقطة مسجلا أكبر هبوط يومي له منذ يناير كانون الثاني وارتفع حجم التداول لأكثر من مثليه عن يوم الخميس.
وهبط سهم إعمار العقارية 4.7 بالمئة بينما كان أداء أسهم البنوك أفضل نسبيا.
وانخفض المؤشر العام لسوق أبوظبي 1.9 بالمئة وكانت أسهم شركات الطاقة هي الأشد تضررا. وهوى سهم أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) التي لها استثمارات كبيرة في بريطانيا وأوروبا 7.6 بالمئة.
وأغلق المؤشر الرئيسي للسوق السعودية منخفضا 1.1 بالمئة عند 6479 نقطة مرتدا من أدنى مستوياته أثناء الجلسة 6257 نقطة. وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) 1.5 بالمئة وسهم البنك الأهلي التجاري 1.3 بالمئة.
لكن سهم العربية للأنابيب - الذي صعد بشكل كبير الأسبوع الماضي بعدما فازت الشركة بعقد من أرامكو السعودية - قفز بالحد الأقصى اليومي عشرة بالمئة للجلسة الرابعة على التوالي. وزاد سهم السعودية للكهرباء الذي ينظر إليه كسهم آمن نسبيا 1.6 بالمئة.
وشهدت البورصة المصرية هبوطا أكبر بكثير من الأسواق الخليجية وأغلقت قرب أدنى مستوياتها للجلسة.
وقالت نعيم للسمسرة في مذكرة إن تأثر الاقتصاد المصري بخروج بريطانيا لن يكون خطيرا لأن ضعف الاسترليني واليورو ربما يصب في صالح ميزان المعاملات الجارية للاقتصاد المصري كثيف الاستيراد إضافة إلى أن 16 بالمئة من الدين الخارجي لمصر مقوم باليورو.
لكن المستثمرين ركزوا بادئ الأمر على الأقل على مخاطر اضطراب الأسواق العالمية وهو ما يجعل جذب تدفقات الأموال إلى مصر أكثر صعوبة. وسيتسبب ذلك في تفاقم مشكلة شح العملة الصعبة التي تضر بالصناعة المحلية مما قد يجعل خفض قيمة الجنيه مجددا أمرا لا مفر منه.
وهوى سهم طلعت مصطفى للتطوير العقاري 7.6 بالمئة. وتراجع سهم جهينة للصناعات الغذائية التي تصدر منتجاتها إلى أوروبا وقد تتضرر من ضعف العملة هناك 4.3 بالمئة.
لكن سهم البنك التجاري الدولي أكبر بنك مدرج في مصر والمفضل لدى المستثمرين الأجانب تراجع 2.2 بالمئة مسجلا أداء أفضل من السوق عموما. وانخفض سهم بلتون المالية 1.3 بالمئة بعدما رفعت الشركة دعوى قضائية بحق رئيس البورصة والهيئة العامة للرقابة المالية بشأن الوقف المتكرر لتداول أسهمها.
وفيما يلي مستويات إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم العربية:
السعودية.. تراجع المؤشر 1.1 بالمئة إلى 6479 نقطة.
دبي.. هبط المؤشر 3.3 بالمئة إلى 3258 نقطة.
أبوظبي.. انخفض المؤشر 1.9 بالمئة إلى 4417 نقطة.
قطر.. نزل المؤشر 1.2 بالمئة إلى 9843 نقطة.
مصر.. تراجع المؤشر 5.5 بالمئة إلى 6852 نقطة.
الكويت.. هبط المؤشر 1.1 بالمئة إلى 5348 نقطة.
سلطنة عمان.. انخفض المؤشر 0.6 بالمئة إلى 5762 نقطة.
البحرين.. نزل المؤشر 0.7 بالمئة إلى 1111 نقطة.