محلل يكتب عن 36 عامًا من إخفاقات أمريكا بالشرق الأوسط
الأحد، 26 يونيو 2016 09:11 م
رأى العسكري المتقاعد والمحلل السياسي الأمريكي أندرو باسيفيتش أنه في الـ36 سنة الأخيرة انخرطت الولايات المتحدة في معاناة غير حكيمة وذات نتائج عكسية لتشكل مصير العالم الإسلامي، وليس فقط في الشرق الأوسط ولكن كذلك في جنوب غرب آسيا وشمال وشرق أفريقيا ودول البلقان أيضا.
وقال باسيفيتش في كتاب له بعنوان "حرب أمريكا لأجل شرق أوسط أفضل"، إنه منذ أوائل الثمانينات تحولت مراكز جذب الجيش الأمريكي من الأراضي الأوروبية، التي كانت منتشرة فيها لمنع وقوع أي هجوم سوفيتي ضد أوروبا الشرقية، إلى الشرق الأوسط.
وأضاف باسيفيتش في كتابه - الذي نقل موقع "ذا ديلي بيست" الأمريكي مقتطفات منه - أنه بعد هجمات 11 سبتمبر في نيويورك، توسع النزاع أضعافا مضاعفة تقوده أوهام حول مدى فعالية قوات الجيش الأمريكي، والاعتقاد المتغطرس أن "الدولة التي لا غنى عنها" لها الحق وعليها التزام لإعادة تشكيل المنطقة من نظرتها الخاصة.
ورأى باسيفيتش أنه رغم انخراط أمريكا في السياسات الحكومية في المنطقة لمدة 35 عاما، إلا أنها مازالت جاهلة بشكل مؤسف بشأن سكان المنطقة وثقافتهم، ولاتزال مستمرة في السعي وراء الخطط السياسية والاستراتيجيات العسكرية في منطقة تتفاقم فيها ولا تقل الصعوبات التي لا حصر لها، وفضلا عن ذلك فأن أمريكا تبدد أرواح ومصادر أمريكية ينبغي أن تكرس لقضايا أكثر ضرورة في البلاد.
ورسم باسيفيتش في كتابه بداية تلك الحرب كانت مع حكم الرئيس الأمريكي جون كارتر في يناير 1980، تماما بعد غزو الروس لأفغانستان، فتصاعدت مخاوف أن موسكو تخطط لدخول الشرق الأوسط إضافة إلى اعتراف جانبي بأن الرئيس الأكثر حبا للسلام كان ينظر إليه بأنه ضعيف في دفاعه عن المصالح الأمريكية في الخارج.
وأوضح باسيفيتش أن كل ذلك دفع كارتر لإعلان أن أي جهود خارجية للاستيلاء على حقول النفط في الخليج العربي سيتم اعتبارها هجوما على المصالح الحيوية للولايات المتحدة، وسيتم الرد عليها بأي طريقة ضرورية بما في ذلك استخدام القوة.
وكما أشار باسيفيتش، فإن التحليلات التي كثيرا ما تكون ساخرة لتداعيات نشر عشرات الوحدات العسكرية على مدار 35 عاما، أظهرت أن تلك التدخلات فاقمت الأزمات والعداوات تقريبا بشكل ثابت، لتؤدي إلى انتشار أوسع للعنف، بدلا من إحلال سلام مؤقت واستقرار، بل وسكبت التدخلات الزيت على نار مشعلة مشاعر الكراهية ضد أمريكا، والتي باتت الآن توهجها أكثر شدة من وضعها أيام كارتر.