في ذكرى وفاته.. 7 محطات سياسية من حياة «إمام الدعاة».. قضى 30 يومًا بالسجن بسبب أبيات شعر.. انشق عن الإخوان بعد كشف أمر «البنا».. اختلف مع «عبدالناصر».. ولم يختم حياته بالنفاق أمام «مبارك»
الجمعة، 17 يونيو 2016 04:03 م
تحل اليوم ذكري وفاة «إمام الدعاة» الشيخ محمد متولي الشعراوي عام 1998 ميلاديا، عالم جليل افتقده المصريون جميعًا لما له من مواقف شتى، كان لا يخاف فيها إلا الله ويطلق فتواه بما يرتضيه الدين والشرع وليس كما يرتضيه هوى الحكام، مما جعل لـ«إمام الدعاة» محطات شتي في الحياة السياسية والإجتماعية.
في التقرير التالي ترصد «صوت الأمة» محطات لـ«إمام الدعاة» في الحياة السياسية
الشعراوي والسجن
كان الشيخ الشعراوي بطبيعة ثائرة في صباه ورغبة في الصياح في وجه الفساد، وعندما كان في معهد الزقازيق رأس اتحاد الطلاب ولما تفجرت ثورة الأزهر 1934، خرج الشعراوي وأنشد بعض الأبيات التي اعتبرت حينها عيبًا في الذات الملكية، فتم القبض عليه، وقضي 30 يومًا بالسجن حتي تم الإفراج عنه.
الشعراوي والإخوان المسلمين
بدأت علاقة الشيخ محمد متولي الشعراوي بالإخوان المسلمين في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين، وكانت ثمة لقاءات تكاد تكون شبه يومية مع حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان والذي قال عنه: «أحببت حسن البنا، وانبهرت بعلمه الغزير»، لكن بمرور الوقت تكشف للشيخ الأمر، فهو يرى أن الجماعة ولدت دعوية، وأن المنهج الذي تقوم عليه دعوى، وليس له علاقة بالسياسة، ولا يشغله شيء إلا تعاليم الدين لكن فوجئ بأن الأمر مختلف، وقتها أعلن الشيخ اعتزاله جماعة الإخوان المسلمين.
الشعراوي و«عبد الناصر»
من المعروف أن الشيخ الشعراوي كان بينه وبين الرئيس جمال عبد الناصر خلاف شديد، وكان دومًا غير راضي بما فعله عبد الناصر بمؤسسة الأزهر التي كان يراها لا بد أن تكون جامعة لدراسة العلوم الدينية فقط، رافضًا دراسة أي علوم مدنية، ولكن ما حدث أنه في عهد «عبد الناصر» تقرر تدريس الطب والهندسة، وظل الشيخ على رأيه وقناعاته، إلا أنه ذات يوم رأى رؤية قال عنها: «لقد أتاني «عبد الناصر» في المنام، ومعه صبي صغير وفتاة، الصبي يمسك بمسطرة والفتاة بسماعة طبيب، ويقول لي ألم يكن لدي حق أيها الشيخ، فقلت بلى أصبت أنت وأخطأت أنا».
السادات و«إمام الدعاة»
كان للشعراوي دور كبير ومؤثر في تعميق مفاهيم الدين عند الرئيس السادات، وكانت إحدي الروايات أن الرئيس السادات عاهد الشيخ الشعراوي في منزله، وهو واضع رأسه في حجره والدموع في عينيه، وقال: «أشهد الله أن أحفظ لهذا البلد إسلامه وأزهره، وأن أحميه من الشيوعية ومن الإلحاد، وأن أنذر نفسي لذلك، وأن أرفع الظلم عن كل مظلوم، وأن أفرج كربة كل مسجون وكل سياسي، وأن أعيد الحق إلى نصابه، وأن أسعى للحكم بدين الله وشريعته الإسلامية، وبالفعل حاول السادات أن يفعل شيئًا، فكان أقرب الحكام إلى الدين».
ولعب «الشعراوي» دورا كبيرا في تهيئة المناخ لحرب أكتوبر 1973، وقد أرسله السادات إلى الملك فيصل لإقناعه باستخدام سلاح البترول في الحرب، وذلك لأن الشعراوي كان العالم الأقرب إلى قلب الملك فيصل وعقله وروحه، وكان يرى أنه أفضل حاكم إسلامي في القرن.
الشعراوي ومبارك
ظل إمام الدعاة مدافعًا عن الحق وعن المعانى السامية، لم يخش يومًا لومة لائم أو غضب حاكم، طلب الرئيس الأسبق مبارك بعد حادثة أديس أبابا، من الشيخ الشعراوي ان يوجه إليه كلمة، فقال: «إنى يا سيادة الرئيس أقف على عتبة دنياي لأستقبل أجل الله.. فلن أختم حياتى بنفاق، ولن أبرز عنتريتى باجتراء.. ولكنى أقول كلمة موجزة للأمة كلها.. حكومة وحزبًا، ومعارضة ورجالًا، وشعبًا،.. أسف أن يكون سلبى».
واختتم لقاءه هذا مع «مبارك» بترديد «يا سيادة الرئيس، آخر ما أحب أن أقوله لك، ولعل هذا يكون آخر لقائى أنا بك، إذا كنت قدرنا فليوفقك الله، إذا كنا قدرك، فليعنك الله على أن تتحمل».
الشيخ والمناصب الوزارية
لم يكن الشيخ محمد متولي الشعراوي مشغولا يومًا ما بالعمل السياسي داخل أى سلطة، فهو الذي نشأ وتربى في حضن المعارضة طوال الوقت، وأخذ على عاتقه أن يبتعد عن السياسة ليتفرغ للدعوة، إلا أن هذا لم يمنع، الرئيس السادات في أن يصر على أن يكون الشعراوي وزير للأوقاف دون علم الشعراوي، الذي كان خارج مصر وقتها فوجئ أنه صار وزيرا.
وجاء الشعراوي وزيرا للأوقاف، ولم يستقر الأمر طويلا، فثمة قانون جديد يحتاج إلى تمريره، ولابد من موافقة الشيخ على قانون الأحوال الشخصية، والذي عُرف بـ«قانون جيهان»، ورفضه الشيخ بشدة وخرج من الوزارة وهو رافض لهذا القانون، والذي تم تمريره عن طريق من جاء بعده.
الشعراوي وصراعات الكتاب
لم يكن الشيخ الشعراوي مشغولا بفكرة الصراع والزج باسمه مع كبار الكتاب والمبدعين، ولكن كان لتوفيق الحكيم ويوسف إدريس معه معركة بدأت بما كتبه توفيق حكيم بمقالاته: «حديثي مع الله»، وسرعان ما تغير عنوان الحكيم إلى «حديثي إلى الله»، بعد رد الشيخ الشعراوي على «حكيم» بأن هذا كل ما ينقل، عن الله حديثًا لم يقوله الله فله الويل.
ولم تنتهِ مواجهات «الحكيم»، فقد واجه القاص يوسف إدريس والذي ألصق بالشيخ اسم «راسبوتين المسلم»، وجاء المقال في صحيفة الأهرام تحت عنوان «عفوا يا مولانا»، والذي أثار غضب ملايين محبي الشيخ الشعراوي لدرجة أن وزير الثقافة آنذاك، والدكتور أحمد هيكل قال إن هذا الكلام ساقط، وأكد على أن الشيخ مفخرة لمصر، وتراجع يوسف إدريس عما كتبه، وكتب اعتذار.