منافقو الرئيس: عاش بطيخ الملك

الجمعة، 23 أكتوبر 2015 05:01 م
منافقو الرئيس: عاش بطيخ الملك
السيسي ومرسي ومبارك
إسراء الطنطاوي

«صناعة الفرعون».. وكأنها عقدة لازمت المصريين على مر العصور، محاولة لكسب الود ونيل الرضا، قديمًا كان يتنافس كبار الشعراء في إلقاء قصائد التقرب في البلاط الملكي، وتوارثت العادة عند المصريين، ولكن بدلًا من القصائد التي كانت تشيد بعظمة الحاكم وتستجدي عطف الشعب له، بات لدينا عدد من المنافقين التي أصبحت تصريحاتهم المؤيدة للرئيس مصدر «إحراج» وإنتقادات له، والتي تكاد أن تكون سبب في انخفاض شعبية الرئيس لدى الشعب.
كانت ثورة 25 يناير هي أمل الشباب في التخلص من عادة الفرعون، التي تمسك بها الشعب المصري خاصة خلال حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والتي ظهرت بشدة أثناء المطالبة بتنحيه عن الحكم، فخرجت هذه الفئة من جحرها تهاجم شباب الثورة في الميادين واصفة إياهم بـ«الخونة والعملاء»، وإنتشرت خلال هذه الفترة الصفحات المؤيدة لمبارك والذين أطلقوا على انفسهم «أبناء مبارك»، وإنضم إليها عدد كبير من الفنانين والشخصيات العامة، وكان أشهرهم في هذا الوقت الملحن عمرو مصطفى الذي هاجم بشدة كل من طالب بتنحي الرئيس، حتى وصل الأمر إلى إضرابه عن الطعام بعد صدور الحكم المؤبد على مبارك.
وأكد أنه لن ينهى إضرابه إلا بعد الإفراج عن الرئيس، موجهًا رسالة على صفحته الشخصية على"فيسبوك" قال فيها "لا تحزن أيها النسر الجسور، فالحكم الصادر دليل على براءتك، وهو مفيد للأمن القومي لمصر، الجميع يشيد بنظافتك ونزاهتك مهما كان لك من أخطاء، ومن الطبيعي أن تخطئ لأنك بشر ولست معصومًا"، مضيفًا "يكفيك موقفك العظيم وخوفك على شعبك من المخاطر التي تتعرض لها البلاد منذ 25 يناير حتى الآن، إن التاريخ سيذكر وطنيتك وصلابتك في التعامل مع النكبة ألا وهي 'الثورة'، وانتهت بجملة: 'طظ في الدنيا كل من عليها فان، ومش باقية لحد وإن شاء الله لك حسن الخاتمة".

كذلك موقف الفنانة زينة التي نظمت عدة وقفات مضادة لثورة 25 يناير برفقة المطرب تامر حسني، وخروج عدد من الفنانين على القنوات الفضائية مؤكدين دعمهم لمبارك، بإعتباره «أب» لهم ولكل مصري ولا يجوز إهانته والخروج عنه، بالإضافة لتضامن عدد كبير من الإعلاميين آنذاك مثل الإعلامي توفيق عكاشة الذي خرج أيضا بمظاهرات تأييد للرئيس المخلوع.

وبعد نجاح الثورة ظن الجميع أن الفرعون قد إنتهى، ولكن خرجت فئة جديدة لم تخلق فرعون بل خلقت «حفيد عمر بن الخطاب»، فبعد تولي الرئيس المعزول محمد مرسي وخروج مظاهرات معارضة لحكمه، إنهالت تعليقات مؤيدينه والتي وصل بعضها إلى حد الجنون ووصفها البعض بالكفر، والتي كانت أشدها إثارة للسخرية والجدل، تصريحات أحد الشيوخ خلال أحدى المظاهرات المؤيدة له، بأن مرسي من عهد الصحابة وتم إختطافه مؤكدًا أنه حفيد «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، والخروج عليه كفر.

تجدد أمل الشباب بعد عزل محمد مرسي في ثورة 30 يونيو، وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم، ظنًا منهم بأن مصر ستشهد أخيرًا عصر الديمقراطية، عصرًا لا يوجد فيه هذه النوعية من الفئات التي إعتدنا عليه، الفئة الموالية التي يطلق عليها في العامية "بتشجع اللي بيكسب"، وكما يقول المصريين "الطابع غلاب" لأنهم يدركون بالفعل أنهم لن يتغيروا مهما شهدت مصر من ثورات، فمنذ اللحظة الأولى لتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدأت أساليب نيل الرضا ولكن بشكل مختلف هذه المرة.

حيث تنبأ في البداية أحد علماء الفلك بتولي الرئيس عبدالفتاح رئيسًا لمصر قائلًا: " أن هناك مخطوطة تاريخية لمحي الدين الطائي ترجع إلى 1100 عام ذكر بها ما سيحدث فى العالم العربي ومصر تحديدًا"، مشيرًا إلى أنه قد تم ذكر إسم الرئيس عبدالفتاح في تلك المخطوطة قارئا لجزء من المخطوطة " انظر انظر بالأعجمية " وهى تعنى "see see" وهو لقب الفريق عبد الفتاح السيسي.
ليخرج علينا بعدها اللواء محمود خليفة، محافظ الوادى الجديد السابق، ليعلن ان القرآن الكريم به ما يؤكد تولى الرئيس عبد الفتاح، حيث قال " ان رمز النجمة الذى حصل علية المرشح الرئاسى ذكر فى القران" مستشهدا بقول الله تعالى “وبالنجم هم يهتدون”.
ولم ينسى مدعي الدين أن ينالوا من «الحب جانب»، فتداول مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لأحد الشيوخ يدعى صبري فؤاد، يحكي فيه واقعة محاولة أحد المعتمرين الدعاء على السيسي ولكن شُل لسانه ولم يستطع الدعاء عليه لمدة ثلاثة الأيام، واضاف "والأن أصبح يدعي للرئيس عبدالفتاح في كل وقت لجهوده التي يبذلها".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق