مسلسل تسريب امتحانات الثانوية العامة عرض مستمر.. عبد النبي: «عمل إرهابي» تصل عقوبته للحبس 3 سنوات.. الإمام: الوزارة تعمل بالنظرية الروتينية وتحاول هدم كل مفكر.. رؤوف: خلل المنظومة التعليمية سبب الأزمة
الأحد، 05 يونيو 2016 07:24 م
شهد أول يوم لإمتحانات طلاب الثانوية العامة والأزهرية استمرار مسلسل تسريب الإمتحانات، حيث تم تسريب أسئلة مادة التاريخ لطلاب الثانوية الأزهرية بعد مرور 45 دقيقة، بالإضافة لتسريب مادة اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة بعد بدء اللجنة بـ10 دقائق فقط، فيما أرجع عددً من خبراء التعليم سبب تكرار تلك الحادثة لفشل المنظومة التعليمية مطالبين باتخاذ اجراءات واقعية وابداعية تتناسب مع عقلية الطالب المصري.
الاعاقة في التعليم
قال محمد الإمام، مستشار علم النفس السابق بوزارة التربية والتعليم، إن تسريب مادتي امتحان اللغة العربية والتربية الدينية هي أولى خطوات الاعاقة في التعليم، مضيفا: «نحن نكرر انفسنا في الاعاقات وتبخرت الابداعات في مواجهة الموعيقات»، مشيرا الى أن الوزارة تعمل بالنظرية الروتينية وتحاول هدم كل مفكر في التعليم مع اعلاء كل قديم.
وأضاف الأمام لـ«صوت الأمة»، أن ما حدث اليوم في تسريب الإمتحان سيتكرر في كل مادة طالما لا توجد اجراءات واقعية وابداعية تتناسب مع عقلية الطالب المصري، مشيرًا إلى أن الطالب المصري سبق المدارس في الابداع والتلاعب بكل الوسائل والانشطة التعليمية.
وأوضح أن تسريب الامتحانات ليس اليوم فقط بل حدث في سنوات سابقة، لا فتا الى أنهم أرادوا أن تكون بوابة التعليم بوابة هذلية لا يبحث فيها عن مفكرين في قيادات التعليم بل نبحث عن روتينيين في قيادات التعليم.
وتابع: «نحن في كارثة بالفعل وحاجة الى ثورة جذرية في التعليم فلا بد من اعلاء الكفاءات والاستماع الى المفكرين في العلوم التربوية والنفسية».
وأضاف: «نحن نتألم لما يحدث بالثانوية العامة المصرية كل عام ورغم ذلك لا نتعلم لانه لا توجد ارادة حقيقية لعملية التغيير».
عمل إرهابي
ومن جانبه قال فؤاد عبد النبى، أستاذ القانون الدستوري، إن تسريب الامتحانات عن طريق الانترنت جريمة، يعاقب عليها الدستور والقانون، وتعد عمل إرهابي يحاسب عليه مرتكبه.
وأضاف عبد النبي، في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، ان المادة 29 من قانون العقوبات تنص على انه من ينشر او يستخدم موقع إلكتروني؛ لتسريب الأفكار والمعلومات ايًا كانت أضرارها يعاقب عليه بالحبس المشدد مدة لا تقل عن 3 سنوات، مشيرًا إلى انه يعمل على خلق حالة من «الهلع والفزع» بين الناس.
جدير بالذكر، أنه تم تسريب أسئلة امتحان اللغة العربية للثانوية العامة، على صفحة «بالغش اتجمعنا»، على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، بعد نصف ساعة من بدء الامتحان، الأمر الذي تتبعته الوزارة وقامت بالقبض على أدمن الصفحة، ودعمًا لها قامت صفحة شاومنج «بتغشش ثانوية عامة» بتسريب مادة التربية الدينية.
فشل المنظومة التعليمية
وفي ذات السياق قال رامي رؤوف، الباحث في مجال الحريات الرقمية والآمان الرقمي، إن مشكلة تسريب الامتحانات ليست في المواقع او الانترنت ولكن المشكلة، تكمن في فشل المنظومة التعليمية ذاتها، مشيرًا إلى انه لا يوجد منظومة منضبطة للمعلومات والوثائق.
وأضاف رؤوف في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن المنظمة التعليمية لا يوجد بها معايير مظبوطة لأمن المعلومات؛ فبالتالي تتم عملية ترسيب الامتحانات بشكل يسيير،ـ لافتًا إلى أن هذه المشكلة تعاني منها الوزارة منذ 20 عام.