بالصور.. «حكر عباس» بالوراق موطن تجارة المخدرات.. انعدام للخدمات الآدمية بأمر الحكومة.. طلقات نيران الخارجين عن القانون ترعب «الأهالى».. ومطالب بزيادة الرقابة الأمنية على المنطقة
الأحد، 29 مايو 2016 04:06 م
حياة بائسة، منازل مهشمة، بعضها آيل للسقوط، غلب عليها اللون الأصفر بفعل عامل الزمن تارة، وتراكم مياه الصرف الصحي أسفلها تارة أخرى، والطريق لا يتعدى عرضه عن المترين، مليء بأشياء وتفاصيل قلما يستطيع الفرد العادى معرفتها، وذلك بسبب الاحتياطات الشديدة سواء من قبل الأهالي أو تجار المخدرات الذي يرسلون دومًا ناضورجية لمراقبة المترددين على المنطقة.. هكذا هو حال شارع "حكر عباس" بمنطقة الوراق بالجيزة.
تجارة المخدرات
فمجرد أن تطأ قدماك بداية الشارع الذي يمتد لأمتار طويلة، تجد عدة شباب يقفون على بدايته فى حرص شديد لكشف أى متردد غريب عليهم.
وأتخذ محرر «صوت الأمة» حيلة صحفية من أجل التمكن من كسر هذا الحاجز من خلال عرض شراء مخدرات، وبالفعل نجحت الخطة، واستمرينا فى السير داخل الشارع المظلم، لنرصد كواليس حياة الأهالي وسط هذه العيشة الضنكة.
وأمام منزل متهالك تجلس «حسناء محفوظ»، وأمامها قفص من الجريد عليه بعض الحلوى، وتقول بصوت منهك ومنخفض: «أنا ساكنة فى شارع حكر عباس من 20 سنة وجوزى توفى من 6 سنين ومش معايا غير ولدين شغالين فى الحدادة وأنا كل يوم بطلع قدام الأوضة دى علشان أبيع وأعرف اصرف على نفسى».
تصمت صاحبة الأربعين عامًا للحظات ثم تقول بصوت حزين والدموع تسيل من أعينها: «ولادي سابوني لوحدي هنا ومافيش كهربة عندي، وعايشة على لمبة جاز».
وتابعت: «شارع حكر عباس الأشهر فى ترويج المخدرات فى الوراق، وعلشان كدة الشارع ده من بعد الساعة 8 بالليل الناس تخاف تطلع بسبب الحكومة اللى كل شوية بتيجى ومش بتعرف تمسك الشباب اللى بيتاجروا علشان بيعملوا ليهم ناضورجية على أول الشارع وفور وصول القوات يتصلون على التجار من أجل الهرب».
كما قال عبدالعال سالم، بائع خضروات من مقيم الشارع: «الأهالي فى الشارع ده بيبقوا عايشين فى حالة رعب كل يوم سواء على نفسهم أو على ولادهم بسبب تجار المخدرات اللى بيبقوا منتشرين بالليل، فالبنات تخاف تخرج أو ترجع متأخر ربما يتعرض أحد من الشباب المدمينين لهن».
انعدام الخدمات
في السياق نفسه تقول «فاطمة تركي»: «أنا مقيمة فى الشارع من 10 سنين وماشوفتش فيها إلا الرعب والخوف على ولادى من تجار المخدرات اللى بيطلعوا من العصر لحد الصبح».
وتشير صاحبة الثلاثين عامًا إلى أن الشارع فيه العديد والعديد من المشكلات منها الصرف الصحي والمنازل التى مرت عليها الزمن وأصبحت آيله للسقوط.
وتابعت: «عربيات الصرف الصحى مش بتعرف تدخل الشارع بسبب مساحته الضيقة، والتى تسبب أيضًا فى حريق عدد كبير من الشقق دون أن يستطيع رجال الإطفال الوصول لهم».
كما قالت: «إن الأهالي هم من يزيلون مياه الصرف بأنفسهم من خلال الجرادل لعجز سيارات الكسح من الدخول نظرًا لضيق مساحة الشارع».
تناقضات شديدة
واستطردت: «الشارع فيه تناقضات كتيرة، فممكن تلاقى بيوت آيلة للسقوط، وبيوت تانى زى القصور ودى الخاصة بتجار المخدرات، برضه هتلاقي زى مافيه حرامية وتجار مخدرات هتلاقى فيه طلبة فى كليات قمة منها سياسة واقتصاد وهندسة وتربية وغيرها».
كما قال عمرو صابر طالب جامعي: "الشارع ده زى ما فيه تجار مخدرات هتلاقي فيه ناس طيبين ومعاهم من الطلبة فى كليات عديدة ومدرسين يقومون بأعمال خيرية عن طريق إعطاء الدروس الخصوصية لأبناء الشارع بالمجان وذلك رعاية منهم للظروف الاقتصادية الطاحنة والتى يمر بها أولياء أمورهم".