بالصور.. كفر الشيخ تصرخ من قلة مياه الري في «موسم الأرز».. «الفلاحين»: «إرحمونا الأرض بتبور وبيوتنا بتتخرب».. و«المسئولين»: 100 ألف فدان أرز مخالف وراء الأزمة
الأحد، 29 مايو 2016 12:43 م
الفلاحين هم أكثر الفئات الملكومة في الدولة، بداية من تدني أسعار المحاصيل الزراعية بعد حصادها، مرورًا بغلاء السماد والبزور وتجهيزات الحرث، بل ووصلت المعناة بالفلاح أيضا إلي أنه أصبح لا يجد حتي مياه الري التي يعيش عليها الزرع.
وترصد « صوت الأمة » في السطور التالية معاناة الفلاحين بمحافظة كفر الشيخ.
تهميش الفلاحين
وفي هذا الصدد، إبراهيم شامخ، أن مياه الري غير موجوده منذ أكثر من 15 يوم وقدمنا العديد من الشكاوي إلي المسئولين بمحافظة كفر الشيخ، ولكن دون جدوي ولم يسمع إلينا أحد، ونحن الآن في موسم زراعة الأرز، وفي أشد الحاجة إلي وجود مياه الري حتي نستطيع أن ننقل شتلة الأرز.
وأستطرد شامخ، قائلًا: « أنا بستغيث بمحافظ كفر الشيخ يشوف حل لموضوع المياه، لأن كده الشتله هتموت وبيتنا هيتخرب وعلينا ديون كتير ومحدش بيرحم حد».
تبوير الأراضي الزراعية
لم ينتي الأمر بالفلاحين عند عدم قدرتهم علي زراعة الأرز فقط بسبب نقص المياه بل وصل بهم الحال إلي الخوف الشديد من تبوير الأراضي الزراعية هذا العام وهي المصدر الوحيد لهم.
قال مصطفى علي، أنا لا أمتلك من الدنيا إلا فدان، وأعول أسرة مكونة من 10 أفراد وهذا هو مصدر رزق الوحيد في الدنيا، مضيفًا: «بقالي أكثر من 20 يوم مش عارف أشتله، والشتله ماتت في مكانها بسبب عدم وجود مياه الري، ولو غابت مياه الري أكثر من ذلك هتبور الأرض، وهنشحت وهندخل السجن بسبب الديون الكثيرة».
وتابع مصطفي، « مش كفاية محصول الغلة مشلقين إللي يشترية كمان الأرز هتموته قبل منزرعه، والله حرام علي كل مسئول في البلد دي قادر ينقذنا من الشحاته وسيبنا كدا »
قتل الفلاحين
وعن الأزمة، قال السيد الشريف، أن مياه الري التي لا يتم توفيرها الأن هي مياه صرف صحي، فنحن لا نطالب بمياه ري نيلية، ولكن نطالب بوجود مياه حتي ولو كانت مياه صرف صحي، أفضل من خراب البيوت وتجويع الأسر وتشريد الكثير من أسر الريف المصري.
وأضاف الشريف، أن المياه التي نتعامل معها تؤثر علي المحاصيل الزراعية، وتؤثر أيضًا بشكل كبير علي الفلاحين، وتجلب لنا العديد من الأمراض القاتلة التي تودي في كل الأحيان بحياتنا جميعًا، معلقًا: « يعني لا نجد المياه، وإذا وجدناها كانت سبب في قتلنا».
100 الف فدان أرز مخالف
فيما أكد، عادل الدخخني مدير عام الري، بمحافظة كفر الشيخ، في تصريحات خاصة ﻠ «صوت الأمة »، أن الفلاحين قاموا بزراعة مايقرب من 100 ألف فدان أرز مخالف هذا العام، مما يوثر بالسلب علي مياه الري داخل المحافظة بالكامل، ومع ذلك فأن مياه الري نقوم بفتحها للفلاحين بالتناوب، بمعني أن كل منطقة لها حصة معينة من المياه فإذا إنتهت الحصة قمنا بتحويل المياه إلي منطقة أخري.
أزمة الإعتماد علي الأخرين
سبب تصدير الأزمات في العالم وليس في مصر فقط هو أن المسئولين يجلسون في مكاتبهم، يتركون الأمر لمن هو أقل رتبة، في الدرجة الوظيفية، منتظرين التقارير اليومية منهم وبالتأكيد ترفع هذه التقارير علي عكس الحقيقة تمامًا.
حيث أضاف مدير عام الري، أن المفتش ينزل بنفسة للفلاحين كل يوم في المنطقة التي يكون محولة إليها مياه الري وينتظر مع الفلاحين حتي ينتهي الجميع من سقي الأرض الزراعية ويطالبون بقع المياه عنهم وبعد ذلك يقوم المفتش بتحويلها عنهم.
فما بين صرخات الفلاحين والمحاولات الكثيرة منهم للوصول إلي العديد من المسئولين بكفر الشيخ لحل تلك الأزمة التي تتسبب في خراب بيوتهم وتشريد أسرهم، وأيضا مابين تضارب تصاريح المسئولين، والتي هي علي خلاف الحقيقة تماما ويؤكد ذلك ما رصدته « صوت الامة » من صور، يبقي الوضع علي ماهو عليه وعلي المتضرر اللجوء إلي الله عزوجل، في زمن أصبح فيه بعض المسئولين في الأقاليم لهم أذنين الأولي من طين والأخري من عجين.