لأول مرة مصر تشارك فى معرض الصين الدولى لتجارة الخدمات

السبت، 28 مايو 2016 03:54 م
لأول مرة مصر تشارك فى معرض الصين الدولى لتجارة الخدمات
معرض الصين الدولى

افتتح نائب رئيس الوزراء الصينى وانغ يانغ اليوم السبت فى العاصمة الصينية بكين الدورة الرابعة لمعرض الصين الدولى لتجارة الخدمات «سيفتيس» تحت عنوان «القمة العالمية لتجارة الخدمات»، وذلك بمشاركة مصرية متميزة حيث تمثل مصر فيه وزارة الثقافة وصندوق تنمية الثقافة التابع للوزارة ومركز الحرف التقليدية بالفسطاط والسفارة المصرية ببكين.. وذلك فى اطار الاحتفال بالعام الثقافى المصرى الصينى 2016.

واشار وزير التجارة الصينى قاو هو تشينغ فى كلمته خلال منتدى لكبار الضيوف وممثلى الحكومات والشركات المشاركة بالمعرض، الى ان معرض هذا العام يتمحور حول الانفتاح والابتكار والابداع والاندماج، مؤكدا على ان الحكومة الصينية تولى اهمية كبيرة لتجارة الخدمات التى ترى انها تستطيع ان تكون القوة الدافعة للاقتصاد خاصة مع ما تعانيه تجارة السلع من تباطوء بسبب انكماش الاقتصاد العالمى، كما تحدث عن سعى البلاد لتحسين بيئة التجارة الخارجية وتحرير التجارة وتنمية تجارة الخدمات والتجارة الالكترونية بشكل اكبر مع الاستمرار فى برامج الاصلاحات.

ونوه كذلك الى ان تجارة الخدمات الصينية بلغ حجمها نحو 713 مليار دولار امريكى فى عام 2015 لتصبح بذلك الصين ثانى اكبر دولة فى العالم فى هذه التجارة بعد الولايات المتحدة.

وتحتل المنتجات المصرية الفنية الجميلة من اعمال الفضة والحلى والمنقوشات على النحاس والمشغولات الخشبية واعمال الارابيسك والخيامية والزجاج المعشق ومنتجات الخزف جناحا كبيرا فى المعرض تبلغ مساحته نحو 50 مترا مربعا.. كما يستضيف الجناح المصرى ثلاثة من الخبراء فى صناعة الحلى والمشغولات الخشبية والخيامية حيث يقومون بعقد ورشة عمل يومية طوال فترة المعرض - الذى يمتد حتى يوم الاربعاء القادم- لتعريف الزائرين من الصينيين على طريقة صنع هذه المنتجات التراثية المصرية.

وأكد مجدى عامر سفير مصر لدى الصين فى تصريحات ادلى بها الى مراسلة وكالة انباء الشرق الاوسط بالصين عقب انتهاء مراسم افتتاح المعرض والمنتدى المقام على هامشه، على اهمية مشاركة مصر فى هذا المعرض الخاص بتجارة الخدمات والتى تضم من ضمن مجالاتها المتعددة تجارة الثقافة، حيث انه يعد اكبر معرض من نوعه ليس فقط فى الصين ولكن فى العالم اجمع.

وقال إنه بالرغم من ان هذه تعد اول مرة على الاطلاق تشارك فيها مصر فى هذا المعرض الضخم إلا أن مصر معتادة على المشاركة من وقت الى آخر فى معرض اخر يقتصر فقط على تجارة الثقافة وذلك فى مدينة شينزين فى جنوب الصين، مشيرا الى ان مصر شاركت بالفعل فى فعاليات معرض شينزين لهذا العام والتى اقيمت منذ نحو اسبوعين حيث حصل الجناح المصرى فيه على جائزة للتميز.

ونوه السفير المصرى بأهمية معرض اليوم فى بكين حيث يوجد به مشاركة محلية ودولية على نطاق أوسع من معرض شينزين، خاصة وانه يتم تنظيمه بالتعاون بين الحكومة الصينية ومنظمة التجارة العالمية.

وأكد على أن مصر تستطيع من خلال مشاركتها فى هذا الحدث ان تتعلم كيف يمكن تحويل الثقافة الى صناعة تدر دخل كبير يمكن ان يسهم فى تطوير ونهضة القطاع الثقافى المصرى، وقال إنه للاسف اننا فى مصر حتى الان مازلنا متمسكين بمفهوم ان الثقافة هى خدمة لا تدر الربح بينما نجد ان هذا المفهوم تغير تماما بالنسبة لاغلب دول العالم فالثقافة حاليا اصبحت صناعة مربحة الى حد بعيد.

واشار فى هذا الصدد الى تجربة الصين التى وصفها بأنها تجربة جديرة بأن نتعلم منها ونحتذى بها، ففى الصين صناعة الخدمات تشكل نحو 50 فى المائة من الدخل القومى، وصناعة الثقافة وحدها تشكل من 15 الى 20 فى المائة من الدخل القومى، وهذا يعنى انها تحولت الى مصدر دخل كبير للدولة الصينية.. وهو الامر الذى انعكس بالطبع على التطور الصناعى وزيادة فرص العمل وبالتالى على اقتصاد البلاد.

واعرب السفير عامرعن امله فى ان تشارك مصر فى هذا المعرض باستمرار مستقبلا لانه سيفتح لها سبلا جديدة للتعاون مع الصين، وقال إنه نظرا لان هذه هى اول مرة تشارك مصر فيها فى المعرض فالمشاركة فقط من الجانب الحكومى، ولكن فى السنوات القادمة فإنه يعتقد انه ستكون هناك فرصة لمشاركة القطاع الخاص المصرى كما ان مشاركة الجانب الحكومى لن تقتصر فقط على وزارة الثقافة بل ستمتد لتشمل كذلك وزارات التجارة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة..نظرا لان صناعة الخدمات مجال واسع ورحب يشمل الكثير من القطاعات.

ومن جانبه أشار مدير مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية المستشار الثقافى للسفارة المصرية لدى الصين الدكتور حسين ابراهيم فى تصريحات لـ« أ.ش.أ»، الى أن مصر حرصت على الاشتراك فى المعرض لانه يقدم فكرة جديدة للثقافة وهى فكرة تجارة الثقافة، والتى تدور حول تحويل الثقافة الى منتج يباع ويشترى.

وقال ان المسئول عن هذا المعرض ليس وزارة الثقافة الصينية ولكن وزارة التجارة ولهذا فإن مشاركة مصر به تعد خطوة جديدة للتعاون بين وزارة الثقافة المصرية وهيئة دعم الثقافة التابعة لوزارة التجارة الصينية حيث يأمل الجانبان ان يكون هذا التعاون هو بداية لمشروعات مستقبلية واعدة بين البلدين فى قطاع تجارة الثقافة.

وتحدث حول السرعة التى تمت بها جميع الترتيبات الخاصة بالمشاركة المصرية فى المعرض والتى قال إنها انجزت فى زمن قياسى بفضل التعاون والتنسيق بين جميع الاطراف سواء وزارة الثقافة وصندوق الثقافة فى مصر أو السفارة المصرية لدى الصين أو وزارة التجارة الصينية.

وتقدم بالشكر للوزارة الصينية التى قامت بتخفيض كبير فى رسوم مشاركة مصر فى المعرض حيث تم استثناءها من دفع رسوم حجز الجناح المخصص للعرض وتم الاكتفاء فقط بدفع مصر للرسوم الخاصة بتنظيم الجناح.

كما نوهت المستشارة الاعلامية للسفارة المصرية هدى جاد الله، بأهمية هذا الحدث الثقافى التجارى الخدمى الذى تنظمه وزارة التجارة الصينية وحكومة بلدية بكين بدعم من منظمة التجارة العالمية والاونكتاد ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية وبمشاركة المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» ومركز التجارة الدولى التابع للامم المتحدة وغيرها من المنظمات المحلية والاقليمية والدولية.

جدير بالذكر ان المعرض الذى يستضيفه مركز الصين الوطنى للمؤتمرات يقام على مساحة اجمالية تبلغ 50 الف متر مربع ويشارك فيه الالاف من العارضين من حوالى مائة دولة ومنطقة حول العالم.. والمعرض يعد منصة دولية للتبادلات فى تجارة الخدمات بقطاعاتها المختلفة والتى تتضمن الخدمات فى قطاع الاعمال وخدمات قطاع الاتصالات وقطاع البناء والهندسة والقطاع المالى وخدمات السياحة والسفر وقطاع الترفيه والثقافة والرياضة وخدمات النقل وقطاع الصحة والخدمات الاجتماعية والخدمات التعليمية وقطاع التوزيع والخدمات البيئية وغيرها.

وقد اجتذب هذا المعرض منذ ان عقدت اول دورة له فى عام 2012 نحو 391 الف عميل من حوالى 154 دولة ومنطقة من شتى انحاء العالم ووصل الحجم الاجمالى للصفقات التى تمت خلال دوراته الثلاث الماضية 220.63 مليار دولار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة