الأعشاب المغشوشة.. «بزنس» تجار الأرواح فى مصر- تقرير

الخميس، 10 سبتمبر 2015 10:05 م
الأعشاب المغشوشة.. «بزنس»  تجار  الأرواح  فى مصر- تقرير

الأعشاب الطبية أحد الطرق التى يلجأ إليها المواطن كبديل عن الدواء، اعتقادا منه أن تلك الأعشاب أكثر فاعلية وسريعة العلاج، وهو ما يستغله بعض تجار الأعشاب أثناء حاجت المواطن للعلاج. يقدم تجار الأعشاب لطالبى العلاج إرشادات طبية خاطئة من الممكن أن تودى بحياة المريض، الذى يتشدق بأمل الشفاء.

ينتحل تجار الأعشاب- المتاجرون بأرواح المرضى- صفة طبيب معالج بالأعشاب، ويزعمون قدرتهم على تقديم علاج لأمراض كثيرة منها السرطان والسكر، الخطير فى الأمر أن العلاج بات يستخدم فى «رد المطلقة وجلب الحبيب، وسرعة الانجاب، والإقلاع عن التدخين، فضلا عن إضفاء نزعة دينية على ما يقدموه من علاج واستخدام أحاديث إسلامية للترويج للأعشاب.

ضحايا بائعى الوهم

عبد الرحمن العقاد.. طفل لم يتجاوز الـ12 ربيعا، ولد بمشكلات مزمنة فى وظائف الكلى، استلزم ذلك خضوعه لعملية جراحية فى سن مبكرة جدا، حيث كان عمره لا يزيد على الأشهر الثلاثة، مما حصر أسرته فى حيرة ما بين أن تتوجه به لمعهد الكلى لغسل الكلى ثلاثة مرات أسبوعيا أو الانصياع لنصائح المقربين منها، وهو اللجوء إلى دكتور أعشاب وتغذية علاجية ومناعة له برنامج شهير على أحد القنوات الفضائية دون الحاجة إلى «الدواء المر» و«الأمرّ منه»، بزعم أنه يعالج الكلى عبر نظام تغذية مثالى وعلاج بالأعشاب دون أى تدخلات جراحية.

ووقعت الأم المكلومة، فى براثن مشايخ الطب البديل الذين يتاجرون بالأعشاب باسم السنة والدين.

الأعشاب تسبب التسمم

يقول الدكتور محمد رؤوف، أستاذ فى مركز البحوث الدوائية، إن الطب البديل والمنتجات الطبيعية تتمثل فى الأعشاب أو المنتجات بحرية العلاج الطبيعى، لافتا إلى أن الطب البديل موجود بالعديد من بلاد العالم مثل الصين و الهند وأوروبا وألمانيا والسويد.

ويضيف: التقيم العلمى للطب البديل ليس أمر سهل، لأنه هنالك معايير ونسب للاعشاب يتم تحديدها بشكل علمى دقيق للغاية ليثبت مدى فاعليتها.

ويؤدى استخدام الأعشاب الغير مرخصة إلى تسمم الكبد والكلى بحسب «رؤوف». يقول: استخدام الاعشاب الغير مرخصة من وزارة الصحة يؤدى إلى الاصابة بتسمم الكبد و الكلى، بينما الأعشاب الطبية المختوم عليها تصريح وزارة الصحة آمنة تماما على صحة الإنسان.

ويعتقد رؤوف أن من يدعى أن هناك أعشاب تعالج الأمراض المزمنة كالسرطان وأمراض الكبد، عليه أن يظهر ذلك من خلال الأبحاث العلمية، أنه اذا كان هذا الأمر موجود بالفعل لانتشر فى بلاد العالم ، وأعلن عنه لعلاج المرضى، ولكن معظم الأطباء أغلقوا عياداتهم وتفرغوا لبيع الأعشاب.

أطباء يبيعون الأعشاب

كشف وائل هلال، وهو عضو بنقالة الصيادلة، أن أغلب الأدوية مستخلصة من الأعشاب، مؤكدا على أن هذا الأمر «لا يوجد به مشكلة»، اذا استخدمت هذه الأعشاب أو بعضا منها فى علاج بعض الأمراض. لكن شريطة أن تتم على يد طبيب متتخص، بحسب هلال,

يضيف عضو نقابة الصيادلة، المسئولة عن الإشراف على الأدوية، االالكما أن هنالك «تجار الشنط العلاجية» فى الشوارع، يبيعون «الوهم للمريض» الذى يتعلق بأى أمل فى شفائهم، مستغلين قلة حيلتهم للتربح منهم.

وينصح هلال المرضى بالإبتعاد عن الأعشاب أو العلاج دون «روشتة طبية»، والذهاب لصيادلة متخصصين فى حال رغب بالحصول على بعض الأعشاب، تجنبا لحدوث أية أضرار على صحتهم.

يؤكد هلال أنه لايوجد أعشاب تعالج جميع الأمراض كما يدعى البعض،« ليحققوا مكاسب مالية وعلى المريض أن ياخد جرعات مناسبة، وفقا لما وصفه الطبيب المتخص حتى لا يؤثر عليه بالسلب ويزيد من حالته المرضية».

ويحذر هلال من الأعشاب المغشوشة التى تباع على الارصفة وفى بعض العيادات الطبية كعيادات الباطنة، والكبد، والمخ، والأعصاب دون وجود إشراف طبى عليهم، لمنع تداول الأعشاب المميتة داخل العيادات الخاصة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة

لماذا «رأس الحكمة»؟

لماذا «رأس الحكمة»؟

السبت، 05 أكتوبر 2024 05:00 ص