كاتب أمريكي: رحلة أوباما إلى آسيا هي لطمأنة دول الجوار الصيني
الإثنين، 23 مايو 2016 07:22 ص
أعاد الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس إلى الأذهان كيف سخر البعض من إعلان الرئيس أوباما عام 2011 اعتزامه توجيه اهتمام السياسة الخارجية الأمريكية إلى آسيا، واصفين الخطوة بأنها محاولة خرقاء للهروب من فوضى الشرق الأوسط.
لكن محور آسيا قد أثبت جدواه – كما سيتضح ذلك في الرحلة التي يقوم بها الرئيس أوباما إلى آسيا حاليا.. إن كافة دول المنطقة (جنوب شرق آسيا) تسعى إلى توثيق علاقتها بالولايات المتحدة.. وأبرز هذه الدول هي فيتنام، التي خاض معظم قادتها الحرب ضد الولايات المتحدة.. إن النظام الشيوعي بات يسعى بشكل واضح إلى تعزيز علاقته العسكرية مع أمريكا.. ومن المتوقع أن يعلن أوباما في زيارته عن توسع في المبيعات العسكرية الأمريكية إلى فيتنام.
ورأى مكمانوس -في مقال نشرته (لوس انجلوس تايمز)- أن الدافع لهذا التقارب هو الصين، تلك القوة الآسيوية الضاربة الطامحة إلى تأكيد هيمنتها في المنطقة.. وقال " إن سعي بكين إلى فرض سيادتها على الجزر الواقعة في بحر الصين الجنوبي، التي تدعي دول أخرى مجاورة تبعيتها لها، قد قذف بهذه الدول المجاورة إلى أحضان الولايات المتحدة الأمريكية".
يقول ديريك كوليت، المسئول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، "في كل مرة تحاول الصين المساس بأي من الدول المجاورة لها فإنها تدفعهم دفعا إلى الاقتراب أكثر من أمريكا".. وهنالك على بُعد مئات قليلة من الأميال من ساحل فيتنام، تقف فرق بناء صينية تسعى لتدشين بنية تحتية (جزر اصطناعية) لدعم المنشآت العسكرية الصينية.. على أن الجزر الاصطناعية الجديدة ليست ذات جدوى إذا ما أريد استخدامها لشن صدام مع الولايات المتحدة؛ فهي أهداف سهلة بحسب وصف قادة بالبحرية الأمريكية، لكن كقواعد عسكرية، فإنها تستطيع مساعدة بكين في إرهاب جيرانها الضعفاء أمثال فيتنام والفلبين.
كما أن بناء تلك الجزر سيُمّكن الصين - حسب الكاتب - من ادعاء الحق الاقتصادي في نحو 11 مليار برميل نفط راقد في قاع البحر، إضافة إلى ادعاء حقوق الصيد الذي تتصدر الصين صناعته عالميا؛ إذ يعمل فيه نحو 14 مليون صيني.
وقال مكمانوس "إننا إذن بصدد صراع غير متكافئ بين الصين ودول جوارها.. وليس في وسع الولايات المتحدة عمل الكثير لإيقاف الصين .. وترسل وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) سفنا تجوب المياه بالقرب من الجزر الجديدة للتأكيد على حرية أمريكا في الملاحة، لكن ذلك الإجراء لم يبطئ وتيرة أعمال البناء الصينية للجزر... وإذا كانت أمريكا ليست بصدد الذهاب للحرب، فإنها في المقابل تستطيع تدشين تحالف أقوى مع الدول القلقة المجاورة للصين – ليس فقط فيتنام، ولكن أيضا الفلبين وماليزيا وغيرهما: إن تقوية البحرية الفيتنامية، بحيث تستطيع القيام بمناورات مشتركة مع البحرية الأمريكية، كفيل بتخييب آمال الصين المعقودة على ما تنشئه على تلك الجزر من مهابط للطائرات.
وأوضح صاحب المقال أن الفكرة باختصار هي رفع التكلفة بعيدة المدى على بكين.. بالطبع هذه الاستراتيجية لن تكون ذات فاعلية إلا إذا كانت أمريكا مستعدة للاستثمار في تلك العلاقات المعزَزة – ليس فقط عبر الوجود العسكري، ولكن أيضا عبر تعزيز التعاون التجاري.. وعليه، فإن أوباما يواجه ما يسمه المستر كوليت بـ"تحدي طمأنة الحلفاء" .. كل هذه الدول تتطلع للاطمئنان إلى أن الولايات المتحدة ستكون موجودة إلى جوارها.
وفي ختام مقاله، نوه مكمانوس إلي ما توّعد به المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب من إنهاء اتفاقية الشراكة عبر الباسيفيكي، بما يمثل مشكلة خطيرة بالنسبة لـفيتنام ودول نامية أخرى ذوات دخول منخفضة وتستفيد بشكل كبير من الاتفاقية ، بحيث لن تجد أمامها غير ربط اقتصاداتها أكثر بالاقتصاد الصيني .. بعبارة أخرى، إذا فاز ترامب بالرئاسة، فإن المنتفع الأكبر من هذا الفوز في منطقة جنوب شرق آسيا ستكون الصين.