كواليس ومعلومات جديدة عن صفقة بيع «أون تي في» لـ«أبوهشيمة».. تشمل وكالة «برومو ميديا» و«أونا».. و«ساويرس» حصل على موافقات للاستحواذ على «سي آي كابيتال» و«باركليز».. عملية البيع جزء من تأميم الإعلام
الإثنين، 16 مايو 2016 12:32 م
كشفت مصادر معلومات خطيرة عن الصفقة التي عقدها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، مع الملياردير نجيب ساويرس، والتي انتهت بشراء كافة أسهم قناة «أون تي في»، حيث شملت الصفقة المثيرة أسهما في وكالة «برومو ميديا»، المتحكمة في سوق الإعلان المصري، فضلاً عن أكاديمية «أونا» و«وكالة أنباء أونا»، وغيرها من المؤسسات التي كان يستخدمها ساويرس كذراع إعلامية قوية في حماية مصالحه الاقتصادية الكبرى هو وعائلته
وتمت الصفقة منذ أسبوع وكواليس البيع كانت منتشرة، ولكن المقابل الذي سيحصل عليه «ساويرس» هو الأمر المثير للجدل، لاسيما أن «هوا ليمتد»، التي تضم قناتي «أون تي في» العامة و«اللايف الإخبارية»، بمثابة الكنز الإعلامي الذي يستمد منه ساويرس قوته عبر سوق الميديا.
ماذا وراء صفقة الــON TV
صفقة «أون تي في»، لا تعتبر بحسب مصادر مطلعة، صفقة بيع لقنوات فضائية من رجل أعمال إلى آخر، يمتلك مزيجًا من القوة عبر السلعة الاستراتيجية الأولى وهي “الحديد”، وبعض المؤسسات الإعلامية المؤثرة التي يتم تعضيدها بصفقة «أون»، بل إن الصفقة تمت بتواجد الدولة التي تنظر إلى تأميم الإعلام، بطريقة لا تتعلق بامتلاكه المباشر بقدر السعي للسيطرة عليه.
مصادر مطلعة على الصفقة، قالت لـ«إرم»، إن «أون» صاحبة المساحة الشاسعة في بيوت المصريين، والحضور القوي في تحركات صناع القرار، خرجت من ساويرس مقابل الصفقة المالية الأهم التي تتحكم فيها الدولة، وهي «سي آي كابيتال»، التي يرغب رجل الأعمال الطموح في الاستحواذ عليها عبر «بلتون»، بالإضافة إلى السماح له بشراء بنك «باركليز».
وأشار المصدر إلى أن انتقال “أون” من ساويرس، الرجل المشاغب مع الدولة، إلى أبو هشيمة، الذي يعمل في ظل الدولة أو النظام بمعنى أدق، يمنح الأول “كابيتال” التي تتحكم فيما بين 30 إلى45 % من تنفيذات البورصة وسوق المال المصري، مقابل رغبة الدولة في السيطرة على المنابر الإعلامية، حيث تأتي “أون” على رأس هذه المنابر، بالإضافة إلى أنها أكثر المؤسسات الإعلامية تماسكًا، وصاحبة نفوذ في توصيل المحتوى الخبري والتعامل مع الرأي العام.
مخطط تأميم الإعلام – بحسب مصادر مطلعة – يتم تنفيذه من جانب الدولة وأجهزتها بشكل منتظم ومحكم، في ظل إيمان النظام ومؤسساته بخطورة الإعلام في بناء الدولة في هذا التوقيت، وسيتضح ذلك رسميًا للعلن، مع نهاية هذا العام مع إطلاق شبكة قنوات “دي إم سي”، التي تقف وراءها أجهزة سيادية، حيث تجهز الشبكة للانطلاق في بداية عام 2017.
معالم تأميم الإعلام
التعامل مع “تأميم الإعلام الخاص” بحسب المصادر يقوم على اتجاهين، الأول هو إطلاق شبكات جديدة من القنوات الفضائية تكون تحت طوع الدولة عبر أجهزتها بشكل مباشر، حتى لو كان هناك مساهمون من رجال الأعمال يشاركون في قيامها وتمويلها، أما الاتجاه الثاني فهو التعاون بين الدولة ورجال مال وإعلام، يؤمنون بما يسمى “الإعلام الهادف”، الذي تطمح إليه القيادة السياسية، ويكون ذلك من خلال شخصيات تكون جديدة على المشهد والرأي العام، تقوم بتجميع الوسائل الخاصة في قبضة أيادٍ محددة.
هذا التوجه بحسب المصادر الذي تكونت الصورة الكاملة بخصوصه من خلال صفقة “أون”، متواجد في أكثر من مشهد، فمنهم مثلاً شركة «بلاك آند وايت»، التي قامت بالاستحواذ على موقع «دوت مصر»، ثم انتقلت إلى إنتاج برنامج التوك شو الرئيسي على التليفزيون المصري “أنا مصر”.
ويتكرر نفس المشهد من خلال شخصية إعلامية تعود من الخارج بتمويل عربي، تعمل حاليًا في الاستحواذ بشكل كامل على شبكة قنوات “الحياة” التي تغرقها الديون، ونفس الحال لشبكة تليفزيون “النهار”، التي تصاغ بشأنها آلية للدخول في هذه الأطر، التي تضعها الدولة من خلال رجال صناعة الإعلام الجدد.