وزير التجارة: مبادرة «مصر-لبنان إلى أفريقيا» تستهدف ضم دول عربية
الخميس، 12 مايو 2016 02:41 م
أكد وزير التجارة والصناعة طارق قابيل أن مصر أطلقت مبادرة "مصر-لبنان إلي أفريقيا " التي تستهدف في مرحلة لاحقة دمج دول عربية أخري لتكون نواة لمشروع تكامل عربي أفريقي بأدوات القرن الحادي والعشرين.
وقال قابيل - في كلمة ألقاها اليوم الخميس في منتدى الاقتصاد العربي في بيروت - "لقد أخذت المبادرة شكلها المؤسسي عقب نجاح بعثة المصدرين المصريين من قطاع مواد البناء إلي لبنان خلال شهر فبراير من هذا العام لاستهداف الأسواق الأفريقية عن طريق رجال الأعمال اللبنانيين الفاعلين في دول القارة، مشيرا إلى أن عدد الصفقات والتعاقدات التي تمت عن طريق رجال الأعمال اللبنانيين للتصدير لعدد من دول غرب القارة الأفريقية، هي المؤشر الحقيقي لنجاح هذه البعثة.
وأضاف لقد توجت هذه المبادرة بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وكانت علي رأس أجندة اجتماعهما الثنائي في القاهرة مارس الماضي.
وتابع قابيل "عملا على منح المبادرة دفعة حقيقية للمضي قدما، فقد قمت بتشكيل لجنة من قيادات القطاع الخاص في مصر لوضع خارطة طريق لعدد من المشروعات الاقتصادية العربية الأفريقية المشتركة، وذلك بالتعاون مع نظرائهم اللبنانيين، كما تم تأسيس شركة مصرية لبنانية للتجارة والاستثمار في أفريقيا ستفتح أبوابها قريبا للأخوة العرب لكي يكونوا شركاء في هذه التجربة الفريدة في تاريخ التعاون الاقتصادي العربي الأفريقي".
وأوضح أنه جاري العمل الآن علي عدد من المشروعات المشتركة منها علي سبيل المثال: مشروع إطلاق علامة تجارية بتصميم أفريقي من الملابس الجاهزة موجه للتصدير إلي أفريقيا، والذي يعمل به مجموعة من كبار مصنعي الملابس الجاهزة في مصر وشباب المصممين في كل من لبنان وليبيريا.
وشدد قابيل على أنه لم يغفل الدبلوماسية الشعبية، وقد دشن منتدي مصري لبناني للتعاون في أفريقيا يضم كبار الشخصيات العامة والسياسية في مصر، بالإضافة إلي قيادات القطاع الخاص جنبًا إلي جنب مع قيادات مجتمع الأعمال اللبناني، في دول القارة الأفريقية، لافتا إلى أنه يريد لها أن تكون منبرا للدبلوماسية الشعبية العربية الأفريقية.
وألمح إلى عمق العلاقات العربية الإفريقية حيث شهدت القاهرة عام ١٩٧٧ أول قمة عربية أفريقية جسدت حلم جيل بأكمله.
وقال "نحن الآن في بيروت عام ٢٠١٦ في ظل تحديات كبيرة عنيفة تهدد منطقتنا ومرحلة تحول تاريخية، أصبح لدينا جميعا يقين بوحدة المصير ويتجدد حلم التكامل العربي الأفريقي السبيل الوحيد لمواجهة تلك الأزمات، ولكن تلك المرة ستكون من خلال استخدام آليات علمية براجماتية تتوافق وطبيعة المرحلة الراهنة".
وأضاف "دعونا جميعًا نوحد جهودنا نحو تحقيق مزيد من التعاون العربي الأفريقي من خلال الاستغلال الأمثل لمواردنا وثرواتنا لتعظيم الدور العربي اقتصاديا واستثماريا في القارة السمراء، الأمر الذي من شأنه أن يعود بلا شك بالنفع على جميع دول المنطقة وشعوبها".
ولفت إلى أن العمل العربي الأفريقي المشترك إن كان قد حقق نجاحات خلال هذه الفترة فقد حققها علي مستوي إنشاء عدد من المؤسسات المالية الموجهة للمشروعات التنموية في دول القارة، ولم يتجاوز ذلك إلي مجالات التجارة والاستثمار والتعاون الاقتصادي.
ونوه إلى أن حلم التعاون - بل والتكامل - العربي الأفريقي مازال موجودا، ولكن آليات تحقيقه يجب أن تختلف عن الآليات التي تم الاعتماد عليها في القرن السابق.
مشيرا إلى أن مصر قد أخذت علي عاتقها مهمة توسيع دائرة التكامل الاقتصادي في دول القارة الأفريقية، فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بعقد قمة اقتصادية لأبرز تكتلات اقتصادية في أفريقيا وهم: الكوميسا، والسادك، والإياك، والتي تضم نصف سكان القارة بناتج قومي قيمته ٤ تريليونات دولار سنويا بهدف الوصول لمنطقة تجارة حرة تضم معظم دول القارة، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الاقتصادية علي مستوي القارة.