اليونسكو تحيي غدا لأول مرة يوم التراث العالمي الأفريقي

الأربعاء، 04 مايو 2016 05:36 م
اليونسكو تحيي غدا لأول مرة يوم التراث العالمي الأفريقي
اليونسكو

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» غدا الخميس، ولأول مرة يوم التراث العالمي الأفريقي 2016، حيث يهدف الاحتفال إلى حماية التراث الإنساني الأفريقي. وكان المؤتمر العام لليونسكو قد أقر في باريس في نوفمبر 2015، الاحتفال يوم 5 مايو بيوم التراث العالمي الأفريقي، حيث يصادف الاحتفال بمرور 10سنوات على إنشاء صندوق التراث العالمي الأفريقي.

وأشارت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو في رسالتها بهذه المناسبة إلي إن هذا اليوم سيكون مناسبة خاصة للغاية حيث سيتيح الاحتفال بالتراث الثقافي والطبيعي الذي تزخر به أفريقيا، والذي يجسد أسمى القيم الإنسانية. كما أنه سيتيح للعالم بأسره العمل معًا، على صعيد الحكومات والشعوب والمجتمعات المحلية من أجل صون التراث العالمي الأفريقي الذي يندرج في عداد الثروات النفيسة للقارة الأفريقية، معتبرة أن التراث الثقافي والطبيعي الأفريقي يعد عاملًا من عوامل السلام والتنمية والابتكار.

وأضافت بوكوفا، لقد ألهم السعي إلى صون هذا التراث الدول الأعضاء في اليونسكو إعلان يوم التراث العالمي الأفريقي في شهر نوفمبر من عام 2015 من أجل تحسين التوعية بأهمية التراث الأفريقي على الصعيد العالمي وتعزيز التعاون على صونه.

وشددت على ضرورة أن يشارك الجميع في هذا المسعى، وفي مقدمتهم التلاميذ والشابات والشبان وكذلك الشركاء، ومنهم صندوق التراث العالمي الأفريقي الذي يحتفل هذا العام بالذكرى السنوية 10لإنشائه. وأشارت إلى التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال العقد الماضي في مجال زيادة عدد المواقع الأفريقية المدرجة في قائمة التراث العالمي، مما أدى إلى تحسين صون تلك المواقع وتحسين إدارة المخاطر المتعلقة بها، وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية في المحافظة عليها وزيادة المنافع التي تحصل عليها هذه المجتمعات منها.

وأوضحت بوكوفا إلي أن عدد المواقع الثقافية والطبيعية الأفريقية المدرجة في قائمة التراث العالمي بلغ 129 موقعًا، ولكن ما زال 17 موقعًا منها في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

ولفتت إلى أن قائمة المخاطر العديدة التي تهدد التراث العالمي الأفريقي تضم المخاطر الناجمة عن النزاعات المسلحة والإرهاب والسلب والنهب، وكذلك المخاطر الناجمة عن الاحترار العالمي والتوسع الحضري الجائر والتنقيب عن المعادن والنفط، وتقترن هذه المخاطر كلها بتحولات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة. وأكدت أن حماية التراث الثقافي والطبيعي الأفريقي والتوعية بأهميته تنسجم انسجامًا تامًا مع سعي اليونسكو إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل، وصون عوامل الانتماء والإبداع. وذكرت بوكوفا بأن حماية التراث يساهم في مهمة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، إذ يساعد صون التراث على إيجاد فرص العمل وتعزيز المساواة بين الجنسين والقضاء على الفقر. فلا حاجة إلى الاختيار بين التراث والنمو أو بين المناظر الطبيعية الخلابة وسبل العيش الكريم، إذ نستطيع عند امتلاك المهارات اللازمة والقدرات الكافية تسخير إمكانيات التراث لإيجاد الملايين من فرص العمل الكريم وإيجاد شعور بالكرامة والفخر والانتماء في آن معًا.

واختتمت بوكوفا بأن صون التراث العالمي الأفريقي لا يعني أفريقيا وحدها أو الأفارقة وحدهم، بل يعني الناس كافة نساءً ورجالًا في جميع أرجاء العالم، ولا سيما الشباب.

وتزخر القارة الأفريقية بشواهد ومعالم تراثية كثيرة وبالغة القيمة الثقافية والتاريخية، إلا أن وضعية الكنوز التراثية بالقارة تثير تساؤلات بشأن دور الحكومات والمنظمات الأهلية والمجتمع الدولي عموما في الحفاظ عليها وتثمين ذاكرة خصبة لم تبح بكل أسرارها. ولعل قائمة المواقع التراثية المصنفة لدى منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تكرس هذا القصور في العناية بترسانة من المعالم التي يفترض أن تكون مبعث فخر قومي وكوني وقاطرة سياحة ثقافية وتنمية مستدامة لبلدان القارة. وتشير الأرقام إلى أن من بين 981 معلما مسجلا في قائمة التراث العالمي، لا تمثل القارة السمراء إلا بـ 128 معلما تتوزع على 40 بلدا، ولا تشكل هذه النسبة سوى 13%، كما أن 43% من المعالم الأفريقية تعد ضمن التراث المهدد بالخطر.

ويستهدف الصندوق الأفريقي للتراث العالمي الذي أنشئ في عام 2006، تعزيز القدرات في ما يخص حماية وصون التراث في القارة، ولاسيما عن طريق تنفيذ أنشطة تدريبية في هذا الصدد. غير أن نقص التمويل يحد من نطاق الأنشطة التي تقرر تنفيذها. وقد أشار "سيبوسيو اكسابا" رئيس الصندوق الأفريقي للتراث العالمي، إن التمويل المتاح لنا لا يتعدى 5 ملايين دولار، وهو ما يقل بوضوح عن التمويل البالغ قدره 25 مليون دولار الذي تقرر عند إنشاء الصندوق في عام 2006، ودعا اكسابا مختلف بلدان المنطقة إلى تخصيص مزيد من الموارد المالية. أما الاحتياجات الضخمة والنزاعات المسلحة وعوامل التوسع العمراني المتزايد واستغلال الموارد الطبيعية وتغير المناخ والتهديدات الطبيعية، مثل ذوبان الكتل الجليدية في قمة كلمنجارو أو تآكل سواحل بحيرة تشاد، فهي التحديات التي تواجه مواقع التراث العالمي. وقد أشارت أيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، إلي أنه لا ينبغي لنا أن نقف مكتوفي الأيدي ونكتفي بمراقبة الأوضاع، بل يجب علينا أن نعمل وأن نحث الآخرين على التعبئة، وهذا هو ما قصدنا عمله في مالي، حيث قادت اليونسكو الأنشطة الرامية إلى صون تراث هذا البلد الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين.

وقد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" اليونسكو" منذ سنة 1978 وإلى يومنا هذا 129 مواقعا للتراث في أفريقيا ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، وتقع هذه المواقع في 37 بلدا وتسمى "الدول الأطراف". وتعد إثيوبيا الدولة الأكثر احتواءً للمواقع الأثرية في إفريقيا (9مواقع)، كما تحوي 12 دولة موقعا واحدا فقط. وقد أدرجت المواقع الأولى من القارة في عام 1978، حيث تم اختيار جزيرة غوريه في السنغال، والكنائس المحفورة في صخر لاليبلا من إثيوبيا عند تصميم القائمة. كما توجد 3 مواقع في منطقة مشتركة بين بلدين وهي: محمية جبل نيمبا الطبيعية المتكاملة بين ساحل العاج وغينيا ؛ الدوائر الحجرية في سينيغامبيا بين غامبيا والسنغال ؛ شلالات فيكتوريا أو موسي ؤوا تونيا بين زامبيا وزيمبابوي.

وتدرج لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو كل عام مواقع جديدة على القائمة، أو تلغي إدراج المواقع التي لم تعد تفي بالمعايير. ويستند الاختيار على 10 معايير: 6 للتراث الثقافي من الأول إلى السادس، و4 للتراث الطبيعي من السابع إلى العاشر، وتسمى بعض المواقع بالمواقع المختلطة، لتوفرها على عناصر التراثين الثقافي والطبيعي. ويوجد في أفريقيا 83 موقعًا ثقافيا، و41 موقعًا طبيعيا، و5 مواقع مختلطة.

وقد كرست عدة جهود لزيادة عدد المواقع والمحافظة على التراث في المواقع الموجودة في القارة، فعلى سبيل المثال في 5 مايو 2006، تم إطلاق الصندوق الأفريقي للتراث العالمي من قبل اليونسكو لاستهداف منطقة جنوب الصحراء الإفريقية.

ويهدف الغرض من الأموال المخصصة في إطار الصندوق إلى مساعدة الدول الأفريقية الموقعة على اتفاقية التراث العالمي على إعداد الحصر الوطني لمواقعها، وإعداد ملفات ترشيح المواقع لإدراجها في قائمة التراث العالمي، وتقديم الدعم أيضا لإعداد العاملين الذين تناط بهم هذه المهمة،وتمويل مشاريع الصون والإدارة لممتلكات التراث ولا سيما المواقع المدرجة من قبل في قائمة التراث العالمي، وكذلك مشاريع إحياء مواقع التراث المدرجة في قائمة التراث العالمي المعرَض للخطر. ولقد دعمت دولة جنوب أفريقيا انطلاقة الصندوق بمبلغ 20 مليون رند أي نحو 3.5 مليون دولار أمريكي كما وعدت مجموعة من الدول بالمساهمة فيه. وسيشجع القطاع الخاص على المساهمة ويتوقع له أن يكون في وقت ما شريكا رئيسيا في المشروع.

واعتبارا من مارس 2011، جمعت 4.7 مليون دولار من مختلف البلدان، مع إضافية 4.1 مليون دولار في انتظار التعهدات. وقد حاولت منظمة اليونسكو أيضا زيادة التوعية بأهمية مواقع التراث الإنساني ذو الأصول الأفريقية في إثيوبيا، بهدف حفظ وحماية المناطق من التدهور.

وتحدد لجنة التراث العالمي المواقع المهددة بالانقراض، وتحدد أيضًا الظروف التي تهدد الخصائص المميزة والتي بفضلها أدرجت تلك المواقع على قائمة التراث العالمي.ومثل سائر مواقع التراث العالمي، تخضع المواقع المهددة بالخطر لإعادة التقييم من قبل لجنة في كل عام خلال الدورات العادية. وتملك أفريقيا أعلى نسبة من المواقع المهددة بالخطر: 17 موقع، وهو ما يمثل 13% من المواقع الأفريقية و44% من المواقع المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم التي يبلغ عددها 39، وتعد جمهورية الكونغو الديمقراطية هي الدولة الوحيدة التي لديها أكثر من موقعين مهددين بالخطر ومدرجين على لائحة التراث العالمي. وتم تصنيف المواقع في أفريقيا ضمن المواقع المهددة بالخطر لمجموعة متنوعة من الأسباب، مثل إزالة الغابات والصيد، والحرب الأهلية، والتهديدات بأخذ الرهائن من الموظفين،ومشاريع النفط والغاز وإستخراج المعادن، والتدهور في التنوع البيولوجي، والأضرار الهيكلية التي لحقت بالمواقع.

وصفت 3مواقع سابقا على أنها في خطر، ثم رفعت عنها هذه الصفة: نجورونجورو منطقة الحفظ 1984-1989، جبال رونزوري1999-2004، وتيبازة 2002-2006، وسحب موقعا حديقة غارامبا الوطنية وتمبكتو أيضا من حالات المواقع المعرضة للخطر في عامي 1992 و2005 على التوالي، ولكن في وقت لاحق صنفا من جديد كموقعين معرضين للخطر في عام 1996 و2012.

وعلى الرغم من العدد الكبير للمواقع المعرضة للخطر والظروف المحيطة بها، لم يتم إلغاء مواقع التراث العالمي الأفريقي من لائحة التراث العالمي، وهو الأمر الذي حدث مرتين فقط لموقعين في قارات أخرى.

ومن أشهر المواقع التي تم إدراجها في مصر وهي: أبو مينا 1979؛ القاهرة الإسلامية 1979؛ مدينة طيبة القديمة ومقبرتها 1979؛ معالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة 1979؛ ممفيس ومقبرتها منطقة الأهرام من الجيزة إلى دهشور 1979؛ منطقة القديسة كاترين 2002؛ وادي الحيتان 2005.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق