عندما تخلى الرئيس عن مؤيديه

الإثنين، 25 أبريل 2016 08:50 م
عندما تخلى الرئيس عن مؤيديه
محمد رجب


في مصر وليس غيرها ، طريقة واحدة لوأد المعارضة ، فقوائم وتبريرات التخوين ما اكثرها وأسهلها ، والضغط في اقناع شخص او مجموعة موجود ومستقر بشكل يؤدي الي النتائج المرجوة ، فما حدث في ازمة تيران وصنافير يبقي علامة فارقة في نظام الرئيس السيسي ، الذي يبدو – السيسي – انه بات مقتنعا أن المؤامرات التي تقودها مجموعة من الافاعي والثعابين تحاصره وما حدث في 25 ابريل هو مثال صارخ ، وان قرار المواجهة قد اتخذ بالفعل
فقوى الشر التي تحدث عنها الرئيس – ويبدو انه يعرفها ويعلمها كنفسه – اصبحت كيانات استدعت مستشاريه الذين اقنعوه بوجودها في ان يخرجوا كتاب المظاهرات من ارشيف الرئاسة ليستعينوا به في مواجهة داعوات التظاهر ، وفي الفصل الثالث الصفحة كذا وجدوا ضالتهم في ان يسبقوا المتظاهرين ويضعوا المتاريس لاغلاق الميادين .
نعم الرئاسة مع مؤسسات الدولة ، هم الاقوى والاكثر دراية وقوة في الحصول علي ادوات المواجهة وايضا المعلومات ، لكن هي في النهاية وجدت بفعل اجتماع المصريين حولها ، هؤلاء المصريين انفسهم من رقصوا في السابق وغنوا واحتفلوا وايدوا حتي اصبحت قوة الدولة في مؤسساتها ، هؤلاء المصريين المؤيدين – حتي الان - الان بين حيرة ، فهم يريدون حقيقة واحدة وهي لمن تؤل الجزيرتين.
نعم " الجزيرتين " تابعتين للسعودية – حسب الدولة - ، لكن هناك غليان في الشارع – حتي بين انصار الرئيس - فالمؤيدين يدافعوان ويستميتون لتأكيد وطنية السيسي لكن في صدورهم غصة سواء بسبب غموض موقفه وايضا لانهم لا يملكون معلومة حقيقية وواضحة لتبرر موقفه ، ومع ذلك تخلي عنهم الرئيس .
قبل عامين رقص المصريين وخرجت السيدات والرجال والاطفال ليعلنوا وقوفهم خلف الرئيس ، اما في 25 ابريل استدعت النساء والاختلاف واضح ، ففي هذا اليوم عادت للاذهان الطريقة التي لجأ لها مبارك ومرسي ، احشد مؤيدين ، هات ناس ترقص وهات ناس تغني وهات ناس تحتفل رغم انه ليس هناك مناسبة لذلك ، وهنا وقع الرئيس في فخ زن مستشاريه ، فهو اقتنع بان هناك مؤامرة ضده واقتنع ايضا بضرورة وأدها ، وايضا اقتنع بان هناك في الشارع مؤيدين كثر له ، لكن غاب عنه انه في السابق كان يرى ببؤبؤ عينه اما الان فيراها في التقارير المهدئة لاعصابه .
المقلق بشده هو ان تغيب تلك التقارير الرئيس عن وعيه ويصبح مدمنا لها رغم علمه انها ذهبت بسابقيه الي حيث هم الان ، فمن يخيلون له ان مؤسسات الدولة مستقرة يكذبون عليه ، ومن يوهمونه بان الشارع يؤيده فهم ايضا يخدعونه .
نعم هناك مؤيدين ولكن لاستقرار الدولة وليس لرئيس يري انهم اغبياء وجهلاء وقد يكونوا خونة لا يقدرون اهمية ما يخفيه عنهم ، الان وليس بعد او قبل الشعب يريد ان يعرف ، يعرف ماذا يدور في الكواليس ، يعرف ماذا تخفيه الدولة عنه ، نعم هو يثق في الرئيس والحكومة لكنه يريد ان يطمئن .
متابعين من الشارع يؤمنون فعلا بان السيسي رجل وطني ونزيه ومخلص لكنهم اصحاب ارض ، واصحاب موقف ايضا ، وتركهم الان لقمة سائغة امام معارضيهم ، يعني اعلان من الرئيس بالتخلي عنهم ، وهو ما قد يكون اخطر علي الرئيس من معارضيه ، فالمؤيدين كثر بالفعل لكن تركهم دون غطاء معرفي يضعف موقفهم ويدفعهم للعوم نحو الشاطئ الاخر علي الاقل للوقوف بين هم من اقتنعوا بمواقفهم ودوافعهم به ، اما هؤلاء فلاهم يرون شيئا ولا هم يملكون ما يتحدثون به او عنهم
ويبقي ان استمرار تخلي الرئيس عن مؤيديه سيكون دافع ليس بقليل في ان يخلخل دعائم الاستقرار الذي يحلم به السيسي ، واذا حدث ذلك فلن يستطيع احد ان يجمعهم ثانية الا مخلص جديد .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق