القيادي الجهادي «محمد أبو سمرة» يفتح خزائن أسراه: أفكار «داعش» انتشرت في السجون..«العقرب» يصنع جيلا من التكفيريين.. إقرارات التوبة أكذوبة كبرى.. وأعمل بحي العجمي منذ 2006 ولم أحصل على أي ترقية

الإثنين، 25 أبريل 2016 07:56 م
القيادي الجهادي «محمد أبو سمرة» يفتح خزائن أسراه: أفكار «داعش» انتشرت في السجون..«العقرب» يصنع جيلا من التكفيريين.. إقرارات التوبة أكذوبة كبرى.. وأعمل بحي العجمي منذ 2006 ولم أحصل على أي ترقية
لقيادي الجهادي «محمد أبو سمرة»
أحمد السيد

الأمن الوطني عقد جلسات مع شباب الإخوان
قيادات الجماعة الإسلامية والجهاد لم يتفاوضوا مع الأمن
قيادات الإخوان في السجن رفضت كل أنواع التفاوض
مبارك وأحمد عز السبب في نقلي من ميناء الإسكندرية
شباب الإخوان يؤيدون جبهة «محمد منتصر»
أنصح القيادات بالتنحي وإتاحة الفرصة للجيل الجديد
مبادرة محمود عزت للمصالحة كارثة إن صحت
الإخوان أخطأوا أثناء حكمهم وحان الآن وقت الاعتذار

إفراجات كبرى أعلن عنها النظام الحالي عن عديد من قيادات تيار الإسلام السياسي، كان على رأس المفرج عنهم الشيخ محمد أبو سمرة، أمين عام الحزب الإسلامي أحد الأذرع السياسية للجهاد في مصر، الذي تسبب في جدلا واسعا بعد هذا الإفراج وخاصة بعد تعيينه في منصب مدير الإشغالات بحي العجمي، حيث اتهمه عديد من الإسلاميين بالعمالة للأمن مقابل هذا الإفراج وهذه الوظيفة الجديدة.

كما هاجمته الجماعة الإسلامية وذراعها السياسي حزب «البناء والتنمية» بعد ادعاء البعض قوله بوجود مراجعات فكرية داخل السجون وتفاهمات مع الأمن، كانت سببا في تلك الإفراجات الكبرى عن قيادات الجماعة.

الشيخ محمد أبو سمرة في يكشف فى حواره لـ«صوت الأمة» كواليس الإفراج عنه وحقيقة ما قيل بشأن وجود تفاهمات بينه وبين الأمن كان نتيجتها هذا الإفراج، كما يروي كثير مما حدث على مدار عام قضاها في السجن الأشهر في مصر وهو «سجن العقرب».. وإلى نص الحوار.

-ما حقيقة تنسيقك مع الأمن من أجل إخراجك من السجن.. ثم ترقيتك في العمل؟

هذا الكلام محض كذب وافتراء، وللعلم أنا معين من عام 1984 وتم نقلي عام 2006 من ميناء الإسكندرية بعد محاربتي لفساد مبارك وأحمد عز وذهبت إلى حي العامرية الذي هو الآن حي العجمي، وشغلت فيه منصب مدير الإشغالات منذ عام 2008 وحتى عام 2011.

وبعد خروجي من السجن بدأ رئيس الحي في حملة كبرى ضد الإشغالات، وكان يريد أحد يمتلك الخبرة والنزاهة لمواجهة المقاولين ورجال الأعمال، فتم ترشيحي له، ولما كلمني أخبرته بأني كنت مسجون فقضية سياسية، فأكد على حاجته لي وأن الأمن غير ممانع في توليتي المنصب، ولكن للأسف تم إقالة رئيس الحي لأسباب أخرى منها مشاكله مع رجال الأعمال ولم أحصل على المنصب الذي لا يعد ترقية على الإطلاق كما روج الكثيرين للإساءة لشخصي.

-ما القضية التي قبض عليك فيها؟

قضية تأسيس تحالف دعم الشرعية، وهذه مصيبة فقد كنت أول الداعين للخروج من هذا التحالف وأبرز المهاجمين له، ومع ذلك قضيت عام من عمري في سجن العقرب بسببه.

-كانت هناك قضية أخرى ضدك فما مصيرها الآن؟

كانت مجرد تشابه أسماء بيني وبين قيادي إخواني بدمياط، والحمد لله تم اكتشاف الخطأ وتداركه.

-بعد عام من سجن هل أنت مع المصالحة مع النظام أم الاستمرار في المعارضة؟

أنا مع الاستمرار في المعارضة دون أية مصالحات وخاصة في ظل الانقسام المجتمعي الذي حدث والذي يحتاج إلى مصالحة مجتمعية لا سياسية كما يروج البعض.

-قلت أن السجون بها مظلومين كثر.. ما السبب؟

لأني وجدت ناس ليس لهم أدنى علاقة بالإخوان مسجونين بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية، ومن ضمن الأمثلة الكثيرة رجل داخل السجن لأنه طلق زوجته فاتهمته بالانتماء للإخوان، وهذا أمر في منتهى الصعوبة كونه ظلم كبير، وهذا الظلم كما يعلم الجميع يجعل الإنسان أكثر تشددا، وكان سببا رئيسيا الآن في انتشار التكفير في السجون المصرية، وهو انتشار رهيب كالنار في الهشيم.

-هل ظهرت داعش بقوة في السجون؟

بالفعل، أفكار داعش ظهرت بطريقة مهولة داخل السجن نتيجة الظلم الشديد وهذا ما حذرنا منه في السابق، وأنا أرى أن النظام يخطأ نفس أخطاء عبدالناصر مع الإخوان في الستينات مما قد يتسبب في ظهور جيل كبير من التكفيريين.

-هل رصد الأمن انتشار تلك الأفكار؟

نعم.. وأصاب الأمن القلق من تحول هذا الشباب إلى دواعش، ولذلك بدأ يقدم ورقة أسئلة لشباب الإخوان لمعرفة إلى أين وصلت أفكارهم وهل من الممكن أن يتحولوا إلى دواعش في المستقبل، كما عقد الأمن الوطني عديد من الجلسات معهم للاطمئنان على أفكارهم واعدا إياهم بالخروج قريبا من سجنهم في حال عدم تحولهم إلى أفكار داعش الإرهابية.

-كيف حال سجن العقرب الآن؟

الأحوال تحسنت منذ شهر ونصف تقريبا، وبدأ يتم السماح بالزيارة والتريض على عكس ما كان يحدث في السابق من تضييقات كبرى على المساجين.

-هل بالفعل شاركت في الإضرابات عن الطعام؟

بالفعل، وكدت أن أموت مرتين تم إنقاذي فيهم في اللحظات الأخيرة بعد أن قضيت 3 شهور مضربا عن الطعام.

-رددت صفحتك على «فيسبوك» أثناء وجودك في السجن أن إضرابات الإخوان عن الطعام أكذوبة.. هل هذا صحيح؟

لم أقل هذا تحديدا، وعلى كل فالإضراب عمل سياسي فقط كون الشرع يحرم على المسلم قتل نفسه، وكان الإضراب في السجن ليس إضراب عام عن الطعام بل إضراب عن التعيينات وهو الطعام الذي تقدمه إدارة السجن للمساجين، أو إضراب عن الكنتين أي عدم شراء وجبات من كنتين السجن، وكان قليل جدا من يضرب بشكل كامل عن الطعام.

-ما حقيقة المبادرات التي خرجت من السجون من قبل قيادات الإخوان للصلح مع النظام؟

هذا ليس صحيح بالمرة، فلم تخرج أي مبادرات من قيادات الإخوان في السجون على الرغم من جلوسهم مع الأمن أكثر من مرة إلا أنهم في كل مرة كانوا يصرون على موقفهم المطالب بعودة مرسي إلى سدة الحكم وهذا ما انتقدناه عليه وطالبناهم بالتفاوض لإيجاد أي حل وسط للأزمة الراهنة.

-وهل تحدثت معهم في هذا الشأن؟

نعم وبالتحديد مع عدد من القيادات الوسطى في الجماعة وطالبتهم بترك مساحة للحوار والتفاوض وخاصة في ظل عدم وجود أي حراك إخواني يوحي باقتراب من حسم الموقف المستمر على حاله من 3 سنوات، وتأكدت أثناء حديثي مع تلك القيادات أن القرار الإخواني ليس من داخل السجون بل من خارجها وبالتحديد من خارج مصر وبشكل أكثر تحديدا من خلال برلمان الإخوان وما يعرف باسم المجلس الثوري المصري بقيادة جمال حشمت الذي ظهر في عديد من اللقاءات الإخوانية ببرلمانات العالم ومنهم الكونجرس الأمريكي.

-من أبرز من تحدثت معهم عن الأمر؟

عدد كبير من أعضاء مجلس شورى الجماعة بالإضافة إلى القيادي الإخواني البارز الدكتور محمد علي بشر الذي أكد لي على عدم وجود أي مفاوضات حالية مع النظام.

-هناك أنباء خرجت من داخل الإخوان تفيد بإطلاق محمود عزت مرشد الإخوان المؤقت مبادرة للصلح مع النظام تقتضي باعتزال الإخوان العمل السياسي لمدة 7 أعوام.. ما تعليقك على تلك المبادرة؟

أشكك في صحة هذا الكلام أولا.. لكنه وإن حدث بالفعل تبقى كارثة كبرى، ففشل الإخوان في الحكم وفي إدارة المشهد السياسي لا يعني اعتزالهم، فالكل يخطأ، ولكن الصواب هو الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه وتصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها.

-ما حقيقة جلوسكم كقيادات جهاد ومعكم قيادات الجماعة الإسلامية مع الأمن للإفراج عنكم؟

أقسم بالله لم يحدث، لم تجرى معنا أي اتصالات قبل الإفراج عنا كون الأمن يعلم جيدا أننا ليس لنا أي علاقة بالإخوان ولا أزماتهم وكل اتهامنا هو أننا أكدنا على دعمنا للديمقراطية التي أتت بمرسي رئيسا لمصر وتمسكنا به.

-لكن الجماعة الإسلامية هاجمتك بعد ترديدك هذا الكلام؟

الدكتور نصر عبدالسلام رئيس حزب البناء والتنمية هاجمني بشدة ووصل هذا الهجوم إلى حد التطاول على شخصي دون أن يتأكد مني عن صحة ما قلته ولو باتصال هاتفي، وها هنا أؤكد على عدم وجود أي مفاوضات مع الأمن قبل الإفراج عنا، انما تم فهمي كلامي خطأ من قبل وسائل الإعلام عندما تحدثت عن مبادرة الأستاذ عمر عزام مؤسس حزب التوحيد العربي التي كانت عبارة عن رؤية لمصالحة مجتمعية شاملة بين جميع أبناء الشعب المصري بعيدا عن أي مصالحات سياسية.

-ما حقيقة إقرارات التوبة التي ملأت السجون ووقعها شباب مقابل الخروج من السجن؟

لم يحدث هذا.. بل كما قلت لك مجرد أسئلة كان يوزعها الأمن على شباب الإخوان للتأكد من عدم تأثرهم بفكر داعش وخاصة بعد مقالة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وبعدها مقالة الأستاذ مكرم محمد أحمد وتحذيرهم للدولة من تحول شباب الإخوان إلى دواعش.

-هل رصدت وجود انشقاقات داخل الإخوان في السجون كما روجت بعض وسائل الإعلام؟

لم يحدث انشقاقات بالمعنى الدقيق، بل رصدت تقدم شباب الإخوان واتساع أفقهم ورؤيتهم وانفتاحهم على جميع القوى السياسية الأخرى الموجودة داخل السجون، كما رصدت أيضا تأييد الشباب لمحمد منتصر المتحدث الإعلامي للإخوان في مواجهة محمود حسين أمين عام الجماعة، وأنصح الإخوان بشكل شخصي وخاصة القيادات الحالية بالتنحي عن القيادة والرجوع خطوة للخلف من أجل هذا الشباب المستنير.

-بعد خروجك من السجن.. هل تنوي إطلاق مبادرة للمصالحة بين الدولة والإخوان؟

لا.. فأي مبادرة سياسية ستفشل في ظل عدم عرضها على طرفي النزاع وفي ظل إصرار كل طرف على رأيه.

-هل ستعتزل العمل السياسي إذا بعد عام كامل قضيته في السجن؟

لا لن أعتزل العمل السياسي بل سآخذ فترة نقاهة استوعب فيها التغييرات التي حدثت في مصر على مدار عام من سجني، ومن وجهة نظري لا يوجد رجل محترم يعتزل العمل السياسي فلا يجب أن نتخلي عن مصر في ظروفها الصعبة الحالية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة