سياسيون واقتصاديون سعوديون: المملكة ومصر من الشراكة إلى التكامل

الإثنين، 11 أبريل 2016 01:37 ص
سياسيون واقتصاديون سعوديون: المملكة ومصر من الشراكة إلى التكامل
زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر

أجمع خبراء السياسة والاقتصاد السعوديون على أهمية النتائج التي خرجت بها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى مصر، وفي مقدمتها اتفاق الرؤى بين الملك سلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي نحو تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ومعالجة الملفات التي تعيق مسيرة الوحدة العربية، ومواجهة ما يعتريها من تحديات.

وأكدوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية الأحد- أن حجم الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في زيارته إلى مصر يبين حجم ومكانة مصر في قلب الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يؤمن بأن العلاقة بين البلدين هي الضمانة الأقوى لأمن المنطقة واستقرارها، منوهين بمضامين الخطاب الضافي الذي ألقاه اليوم ، أمام أعضاء مجلس النواب المصري وأكد خلاله أهمية التعاون الثنائي بين المملكة ومصر كمنطلق نحو الوصول إلى وحدة الصف العربي .

وأشاروا إلى أن الاتفاقيات التي خرجت بها الزيارة تصب في صالح خدمة الشعبين الشقيقين ، من منطلق تحقيق التكامل في مختلف جوانب التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين البلدين، بجانب سير المصالح السياسية التي تخدم مكانة المملكة ومصر والأمة العربية والإسلامية جمعاء.

وقال عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الله العسكر ، "إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى مصر غير مسبوقة على المستوى العربي بحجم الوفد المرافق للملك سلمان ، ما يؤكد أهمية مصر بالنسبة للمملكة، وأهمية ما يتطلع إليه الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد الفتاح السيسي من رؤى استراتيجية لدعم علاقات البلدين الشقيقين" .

وأوضح أن ما تمخض عن هذه الزيارة الكبيرة من اتفاقيات اقتصادية تقدر بمليارات الريالات تبين مدى الاهتمام السعودي المصري ببناء رؤية جديدة ترمي لقيام وحدة عربية قوية تقود العالم العربي وسط التقهقر الذي طال معظمه بسبب أيادي بعيدة عن العروبة، وجني الكثير من الخيرات من وراء هذه الاتفاقيات ومنها بناء الجسر البري بين المملكة ومصر الذي سينتج عنه حركة تجارية متبادلة تحقق المردود الاستثماري الكبير للبلدين، وتسهم في تعزيز الوحدة العربية بين قارتي آسيا وأفريقيا من جديد.

من جانبه .. وصف أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ قرار المملكة بتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع مصر بالقرار الحكيم، مبينا أن مصر هي العمق العربي الكبير في قارة أفريقيا، وفكرة دعم الاقتصاد المصري يصب في مصلحة تحقيق الأمن القومي لمصر، ولشعبها والمنطقة الإقليمية، خاصة في شبه جزيرة سيناء التي وجهت إليها بوصلة الاستثمار السعودي المصري بوصفها منطقة جغرافية تتمتع بالعديد من المميزات الجغرافية والطبيعية والبشرية.

أما أستاذ الإعلام والكاتب السياسي الدكتور علي بن دبكل العنزي، فوصف زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر بالزيارة التاريخية بكل ما تحمله من معاني، وعدها نقطة تحول استراتيجية على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى المستوى الإقليمي والدولي، حاملة العديد من المضامين العميقة نحو التأكيد على الوحدة العربية ضد الإرهاب وضد من تسوّل له نفسه المساس بالأمن العربي، مشيرا إلى أن الحفاوة الكبيرة التي وجدها الملك سلمان من حكومة وشعب مصر الشقيق تؤكد مكانة الملك في قلوب كل المصريين من جهة بوصفه قائد الوحدة العربية والإسلامية، ومكانة المملكة من جهة أخرى بوصفها بلد الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين.

ولفت إلى أن هذا التلاحم الكبير الذي عبرت عنه اتفاقيات البلدين بقيادة الملك سلمان بن والرئيس السيسي أظهرت مدى توافق الرؤى بين المملكة ومصر تجاه العديد من الملفات البينية والإقليمية والدولية، ورغبتهما الشديدة في تخطي مرحلة الشراكة الاستراتيجية إلى مرحلة التكامل بين البلدين لتلبية مصالح الشعبين الشقيقين.

وفيما يخص الجانب الاقتصادي الذي خرجت به اتفاقيات التعاون بين البلدين، قال المحلل الاقتصادي الدكتور فضل بن سعد البوعينين، إن إقامة المنطقة الحرة شمال شبه جزيرة سيناء سيسهم في ربط الصناعات السعودية من خلال الجسر البري الذي أعلن عنه الملك سلمان، كما سيحقق التبادل التجاري الكبير بين البلدين بشكل ينعكس أثره إيجابًا على شعبي البلدين الشقيقين، مؤكدا أن المنطقة الحرة ستعالج مشكلة شبه جزيرة سيناء مع التنمية وستوفر فرص استثمارية ووظيفية متنوعة لسكانها تلبي لقمة العيش الكريم لهم، وتحقّق لمصر الأمن والاستقرار بجانب العوائد الاقتصادية التي ستجنى من الفرص الاستثمارية التي وقعتها المملكة معها.

وقال البوعينين إنه يمكن النظر لمشروع الجسر البري الذي يربط المملكة بمصر من جوانب مختلفة الأول الجانب الاستراتيجي الذي يقوم على ربط الدول العربية بعضها ببعض؛ وتوثيق العلاقات ودعم الشراكات بينها بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المختلفة، والثاني الجانب الاقتصادي الذي يضم جوانب مختلفة منها تدفق السلع ورؤوس الأموال بما يسهم في زيادة الاستثمارات المشتركة واستثمارات القطاع الخاص، فضلا عن ربط السوقين السعودية والمصرية ودفع حركة التبادل التجاري فيما بينهما.

وأشار إلى أن عبور البضائع السعودية بأنواعها إلى مصر ومن ثم إلى أفريقيا عبر شبه جزيرة سيناء سينعشها ويحقق الاستقرار لها وهو ما تحتاجه مصر حاليًا، مبينا أن الشركات الاستراتيجية والمشروعات المهمة تتطلب دائمًا تفاهمًا نوعيًا ومصالح مشتركة دائمة ورؤية شاملة تعتمد وحدة الأهداف المشتركة بما يحقق الأمن القومي والمصالح المشتركة لكلا الجانبين.

وقال الخبير الاستراتيجي في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمال مظلوم إن خطاب الملك سلمان الذي ألقاه اليوم أمام أعضاء البرلمان المصري هو أول خطاب ملكي يُلقى في تاريخ البرلمان المصري، ووجه من خلاله الملك سلمان العديد من الرسائل التي تؤكد متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية الوحدة العربية، ومحاربة الإرهاب، والتأكيد على أنه لا خلافات بين المملكة ومصر مهما حاول أعداء وحدة الأمة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن الزيارة الملكية خرجت بتفاهم سياسي وشعبي كبيرين، تجسدت معانيهما في اتفاقيات التعاون المثمرة بين المملكة ومصر، والإعلان عن بدء بناء الجسر البري بين البلدين بما يؤكد تحقيق قفزة نوعية في مسيرة العمل العربي المشترك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق