المطيري: التعاون العربي يشهد قفزة نوعية تلبي احتياجات المنطقة

الإثنين، 11 أبريل 2016 12:45 ص
المطيري: التعاون العربي يشهد قفزة نوعية تلبي احتياجات المنطقة
المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري

قال المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري ، إن التعاون العربي يشهد قفزة نوعية تلبي إحتياجات المنطقة، وتعزز القضايا المشتركة ، مشيرا إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي تعد نقطة تحول هامة في إطار التكامل الإقتصادي العربي .

جاء ذلك في كلمة المطيري ، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العمل العربي ، في دورته الثالثة والأربعين، والتي تعقد بالقاهرة، خلال الفترة من 10 إلى 17 أبريل ، برعاية الرئيس السيسي.

ولفت إلى أن مصر احتضنت مقرّ منظمة العمل العربية ، ولم تبخل في تقديم كلّ ما يلزم من عون ورعاية وتسهيلات لتمكين المنظمة من القيام بمهامها على أكمل وجه، معتبرا أن هذا يعكس اهتمام مصر وقيادتها الحكيمة بقضايا العمل والعمال، وإيمانها بأهمية العمل العربيّ المشترك، وبدور منظمة العمل العربية الرائد في توفير منبر حرّ للحوار، وتهيئة المناخ الملائم لرصّ الصفوف، وتوحيد الأهداف، لمواجهة التحديات التنموية والمتغيرات الاقليمية والتحولات الكبرى التي تهدّد أمن واستقرار ونماء وطننا العربي .

وأضاف المطيري أنه حرص خلال العام الماضي، ومنذ توليه مسئولية المنظمة، على أن يتواصل مع العديد من قيادات وممثلي أطراف الانتاج في الدول العربية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبعضا من قيادات منظمات العمل العربيّ المشترك، كما التقى برؤساء منظمات دولية واقليمية بهدف تعزيز دور المنظمة، مؤكدا ان كل هذه اللقاءات جاءت لتأكيد استعداد المنظمة الدائم لتقديم كل عون مخلص، وإيجاد مناخ مناسب لتوازنات إيجابية عربية ودولية تحقق المصالح العربية المشتركة.

وأشار إلى أن المنظمة أطلقت هذا العام الاستراتيجية العربية للإعلام والاتصال في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وقضايا العمل، والتي تهدف إلى إيجاد إعلام متطور يخدم مصالح الدول العربية وشعوبها، ويدعم مشاريعها وبرامجها التنموية، كما تهدف إلى توفير بيئة إعلامية ملائمة لمنطقتنا العربية، تضطلع بمهام تنموية، وتسعى إلى إيجاد كوادر إعلامية متخصصة في مجالات مختلفة، ليكونوا شركاء فاعلين في عملية التنمية المستدامة.

واستطرد قائلا "إن الدورة الثالثة والأربعين لمؤتمر العمل العربي تنعقد في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة العربية، التي تعاني من الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فبعض من الدول العربية أنهكتها الصراعات والأزمات، وتجاوزتها لتلقي بظلالها على المنطقة، وتتسبب في تراجع وانتكاس عقود من التقدم المحرز في عملية التنمية في تلك الدول، في حين أنّ دولا عربية أخرى، مرت بتحولات سياسية، ودخلت في مرحلة التعافي بأشكاله المختلفة، في ظلّ تراجع ملحوظ في معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما أدى إلى شحّ في فرص العمل، فتفاقمت معدلات البطالة وخاصة بين الشباب."

وأضاف "علينا ألا ننسى أنّ مشكلة البطالة المزمنة بين الشباب العربيّ هي أحد الأسباب الرئيسية التي أشعلت فتيل الأزمات والصراعات التي تمرّ بها بعض البلاد العربية اليوم، حتى وصلت إلى أعلى معدلات لها على مستوى العالم".

وقال المدير العام للمنظمة إنه في ظلّ هذه المتغيرات، قررت المنظمة أن يكون عنوان تقريرها لهذا العام "التحديات التنموية وتطلعات منظمة العمل العربية"، موضحا أن الواقع الراهن كشف عن تحديات تنموية كبرى، لا تزال جاثمة على الأوطان العربية، خصوصا مع تزايد معدلات البطالة غير المسبوق وخاصة بين الشباب المتعلم، وزيادة التهميش، وتفشي الفقر، وضعف الحماية الاجتماعية، وانخفاض الانتاجية، وتنامي النزاعات، وزعزعة الأمن والاستقرار، وما نتج عنها من هجرات قسرية ونزوح جماعيّ وتحولات ديموجرافية.

وأضاف "نحن مطالبون اليوم بإعادة النظر في أولوياتنا وتوجهاتنا، بما يتناسب مع التحديات التي تواجهنا، ولن نتمكن من التعامل معها إلا من خلال رؤية واضحة ومشاركة فاعلة وحقيقية من أطراف الانتاج الثلاث في الوطن العربي، لوضع آلية عملية تتعامل مع التطورات والتحولات الراهنة".

وأوضح المطيري "لقد أشرنا بشكل مفصل - في تقرير - إلى هذه التحديات التنموية، ومحدداتها، وتوصيفها، وتحليلها، لإدراك خطورتها وأبعادها الآنية والمستقبلية، وأبرزنا جهود منظمة العمل العربية في مختلف هذه المجالات، وحاولنا من خلال هذا التقرير طرح رؤى جديدة لسوق العمل من زاوية تحليلية، تستند إلى المعالجات الجزئية لتعبئة الموارد البشرية والاقتصادية غير المستغلة، ومنها الاقتصاد الريادي الذي أصبح منفذا للشباب العاطل عن العمل، وكذلك الاقتصاد المعرفي وتكنولوجيا المعلومات الذي يوفر فرص عمل لائقة للشباب الجامعي."

وأشار إلى أن التقرير تناول أيضا إشكالية القطاع غير المنظم، وضرورة الاهتمام به بشكل أعمق، لاسيما بعد انخراط نسبة كبيرة من اللاجئين والنازحين به، وتنظيمه للرفع من أدائه الاجتماعي والاقتصادي.

وأضاف "حاولنا أن نوجه الأنظار إلى ظاهرة الانتقال الديموغرافي التي شملت عدة دول عربية بدرجات متفاوتة، وما ينتج عنها من توسع لحجم طالبي العمل، وضرورة اعتماد سياسات تنموية مبكرة واستباقية للاستجابة لمتطلبات المرحلة القادمة."

وأكد المطيري على أهمية إعادة النظر في الأولويات والتوجهات، لإيجاد نموذج تنمويّ جديد يتواءم مع المعطيات الجديدة، مضيفا "لابدّ من السعي لتحسين النموّ الاقتصادي والاجتماعي كما ونوعا، بتضافر الجهود العربية في إطار التكامل الاقتصادي العربي الذي يلبي احتياجات شبابنا المتطلع للعمل اللائق والحياة الكريمة".

وفي سياق أخر "وانطلاقا من إيمان منظمة العمل العربية العميق بعدالة قضية شعبنا في فلسطين العربية المحتلة، وحقّه في مقاومة الاحتلال، وإنهائه؛ لإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، تبقى هذه القضية قضيتنا المحورية، فهي قضية شعب عربيّ أراد الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية؛ فواجهته جرائم الكيان الصهيوني، وانتهاكاته، وممارساته العدوانية الشرسة، فقاومها بأروع ملاحم الصمود والتضحية والفداء، وأبسط ما نقدمه اليوم لهذا الشعب العظيم، أن نضافر جهودنا ونعمل معا تحت مظلة منظمة العمل العربية لدعم دولة فلسطين، فالمسؤولية الملقاة علينا كبيرة."

ودعا جميع الأطراف المشاركة إلى توفير الدعم اللازم لتهيئة المناخ الاقتصاديّ المناسب، ودفع عجلة التنمية؛ لإنعاش سوق العمل، وتوفير فرص عمل لائقة وكريمة، لأبناء الشعب الفلسطيني كي يعيش حرا كريما، فوق أرض وطن المستقل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق