ثلاث طرق للحج تغنيك عن أزمات الحج السياحي

السبت، 29 أغسطس 2015 07:08 م
ثلاث طرق للحج تغنيك  عن أزمات الحج السياحي

زيارة بيت الله الحرام هي الحلم الذي يتمناه كل مسلم، ليكمل الركن الأعظم من أركان الاسلام. حج بيت الله الحرام بات مطلب بعيد المنال، بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الحج، الذي وصل إلى أكثر من 50 ألف جنيه، مما جعل آلاف المواطنين مكتوفي الأيدي أمامه، اضافة إلى استغلال بعض شركات السياحة لاشتياق المواطن لزبارة بين الله الحرام لجني ثروات طائلة، ليتحول آمال الناس المشروعة إلى بزنس سهل يلهث وراءه الكثيرون، وينتهي الأمر برؤية الحسرة في أعين آمهاتنا وأبائنا وهم يشاهدون من كتب الله لهم حج بيته أثناء وقفهم على جبل عرفات ونصبرهم بعبارة « السنة الجايه على عرفات يا حج».

بالرغم من البرامج الاقتصادية والحج البري اللذين يعتبران الأرخص في المنظومة السياحية، والتي تقدمهما الحكومة على أنهما موجهان للفقراء والمساكين، نجد أن هذه البرنامج تصل تكلفتها إلى ما يقرب من 25 ألف جنيه، لا تدخل فيها أسعار تذاكر الطيران التي تتحكم فيها شركة مصر للطيران، والتى تزيد سنوياً من أسعارها في تصرف غير مبرر.

مشاجرات واتهامات سنوية تنشب بين السياحة والطيران حول أسعار التذاكر، تحاول كل جهة إستعراض عضلاته على الأخرى، تنتهي كل عام بزيادة الأسعار، التى لايتحملها إلا المواطن «الغلبان» الذي لا يحلم سوى برؤية الكعبة الشريفة وأن يتقبل المولى حجته.

عدد تأشيرات المستوى الاقتصادي «طيران» والمخصصة للبسطاء ومحدودي الدخل وصلت إلى 8 آلاف و500 تأشيرة، فيما بلغت حصة المستوى البري 10 آلاف تأشيرة من أصل 29 ألف تأشيرة وهي حصة السياحة من تأشيرات الحج.

إرتفاع التكلفة دفعت الكثيرين إلى الحج الفرادى أو «حجاج الفرادى» كما يطلقون عليهم، وهم الذين لا يستطعون دفع المبالغ الطائلة لشركات السياحة، ومن ثم يقومون بالتحايل حتى يصلون إلى المملكة العربية السعودية، ويعتبرون صداعاً كبيراً في رأس المملكة تريد التخلص منهم، وخاصه أنهم منتشرين يأتون من كافه جنسيات العالم، وتضع السعودية ضوابطاً صارمة في محاولة منها لتقليل أعدادهم التي تزداد سنويا مع زيادة أسعار الحج بالطرق القانونية.

ويختلف الفرادى عن نظرائهم من الحجاج الآخرين، حيث لا يعرف أين سيمكث خلال فترة وجوده بالمملكة، وما سيخبئه له القدر خلال رحلته، هل سيستطيع الوصول، أو هل ستوقفه السلطات السعودية هل سيمنعوه من دخول مكه؟ كيف سينام؟ كل هذه التساؤلات تكون فى ذهن الحاج الفردى، بينما الآخر فلديه برنامج معلوم بكل خطواته خلال الرحلة وأسماء الفنادق التي سيقيم فيها خلال رحلاته، ومدى جودتها ونظامه الغذائي.

أما المشكلة الأكبر التي تقف أمام الحاج الفرادى، فتتمثل في كيفية الحصول على التأشيرة، وهناك طريقتان للحصول عليها بخلاف الطريقة التقليدية سواء عن طريق السياحة أو الداخلية أوالجمعيات الأهليه.

الطريقة الأولى أمام الحاج الفرادى تتمثل في الحصول على التأشيرات مباشرة من السفارة السعودية بالقاهرة، والتي ربما تقدمها السفارة كمجاملات للمعارف والأصدقاء كالاعلاميين والصحفيين والقضاة وغيرهم من نجوم المجتمع، وتكثر الطلبات أمام السفير السعودي للحصول على التأشيرات سنوياً قبل بداية موسم الحج، ولا يحصل على التأشيرة بهذه الطريقة سوى من له معارف داخل السفارة، حتى لو كان سائق السفير، فيستطيع ببساطه الحصول على التأشيرة.

أما الطريقة الثانية فهي الحصول عليها عن طريق إحدى شركات العمالة والتي تحمل اسم «تأشيرة خدمة الحجاج» وتوزع هذه التأشيرات على الشركات عن طريق الأمراء بالمملكة أو أحد المستثمرين السعوديين، وتعتبر هذه الطريقة الأكثر رواجاً بين صفوف الحجاج، ولكن لابد أن تعرف إحدى هذه الشركات، كما يتعين عليك تغيير مهنتك في جواز السفر إلى مهنة عامل، لتستطيع الحصول على التأشيرة .

بالرغم من أن هذه التأشيرات تحصل عليها الشركات مجاناً من السعودية، إلا إنه يتم بيعها مقابل 3 آلاف جنيه للراغبين في العمل و20 ألف جنيه للراغبين في أداء فريضة الحج، كل ذلك تحت مسمع ونظر وزارة القوى العاملة المشرفة على عمل الشركات، وهذه الطريقة تعتبر الأكثر أمناً من نظيرتها الأولى، حيث تتطلب وجود كفيل سعودي .

بعد الحصول على التأشيرة بالطريقة الأولى يكون عليك أن تقوم بدفع شيك بمبلغ 1029 ريال ببنك فيصل الاسلامي للمطوف السعودي الذي يوفر أماكن إقامتك بالمشاعر المقدسة التي ستمكث فيها أثناء الموسم كعرفات ومنى بالاضافة إلى انتقالاتك داخل المملكة.

ويشير أحمد جمعة أحد حجاج الفرادى إلى لجوئه إلى هذه الطريقة للهروب من جشع شركات السياحة والأرقام الفلكية التي تضعها للحج، متابعاً بالقول « فبعد أن حصلت على التأشيرة عن طريق السفارة السعوديه قمت بدفع شيك باسمي ببنك فيصل الاسلامي وحجزت تذكرة السفر إلى جدة، وبمجرد نزولي إلى مطار جده، ذهبنا إلى خيمة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز، التي يصطف فيها كل الحجاج من كافه الجنسيات، ويتم أخد الجوازات التي لا نراها مرة أخرى إلا عند العودة ويتم تسليمنا كارنيه مدون عليه الاسم والجنسية واسم المطوف ورقمه وأسورة تركب باليد».

ويضيف جمعة « بعد ذلك يتم اقتيادنا إلى مكة المكرمة، وهناك نتفرق حيث يكون هناك من له حجز بأحد الفنادق، أو ايجار بعمارة سكنية، وتصل سعر الغرفة للفرد الواحد بالعمارة، يتراوح ما بين 700 الى 1000 ريال ويكون في الدور الواحد ما يقرب من 19 غرفة، أما في المدينة المنورة فيصل سعر الليلة بالفندق إلى 25 ريالاً غير شاملة الوجبات»

ويستطرد الحاج جمعة « وبعد ذلك يتم أخذنا بأتوبيسات إلى عرفات وتكون هناك خيمة تابعة للمطوف يمكث فيها أكثر من 30 فرداً، وأخرى بمشعر منى الذي نقضي فيه أيام العيد الثلاثة، ويقابلنا صعوبات بالغة في الانتقال إلى أماكن الشعائر المقدسة، من جبل عرفات إلى المزدلفة لمنى، بسبب الزحام وعدم توفير أتوبيسات كافية من قبل المطوف، كما أن هناك من يفترش الأرض لزحام الخيام».

أما محمد على أحد المسافرين عن طريق خدمة الحجاج فقد قال أنه تقدم للسفر إلى السعودية عبر إحدى شركات إلحاق العمالة المرخصة من قبل وزارة القوى العاملة والهجرة، وفؤجي بأن هناك مسئولين بالشركة يطالبونه بدفع مبلغ 3 آلاف جنيه مقابل حصوله على فرصة السفر للعمل بخدمة الحجاج، مضيفاً أنه من المفترض ألا يتحمل العمال أوالسائقون أو الجزارون أىة مصاريف سوى تكلفة أوراقه الرسمية وهى الشهادة الصحية وجواز السفر. مشيراً إلى أن هناك من يطلب 20 ألف جنيه مقابل تسفيره للحج، تحت مسمى عمالة خدمة حجاج، وهناك من يعمل فعلاً ويأخذ أجر على مايقوم به من أعمال فيما يكتفي آخرون بالحج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق