ترقب لزيارة «وفد مصر» إلى إيطاليا لعرض تحقيقات مقتل «ريجيني».. صحف إيطالية تتهم اللواء خالد شلبي.. و«السيسي» نأسف للحادث وسنقدم الجناة للعدالة.. «الجارديان»: العالم يتنظر نتائج اجتماع روما
الأربعاء، 06 أبريل 2016 12:14 معبدالرحمن محمد
تتواصل ردود الأفعال في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو روجيني داخل مصر وخارجها، مع اقتراب موعد اجتماع الوفد المصري المكون من 3قضاة و4 قيادات أمنية الذي يطير للعاصمة الايطالية روما، ومن المقرر أن يصل اليوم الأربعاء ليشرح للجانب الإيطالي ملابسات القضية ويطلعه على آخر ما وصلت إليه التحقيقات، وسط تصاعد حدة المطالبات الإيطالية والمصرية بالكشف عن الجناة، والتهديد بأزمة في العلاقات المصرية الايطالية حسب تقديرات متابعين.
ويرأس الوفد المصري المستشار مصطفى سليمان، النائب العام المساعد، كما يضم الوفد أحد نواب اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، واللواء محمد شعراوي، مدير جهاز الأمن الوطني، إضافة إلى وفد من نيابة الجيزة الكلية.
وبحسب صحف ايطالية أن من بين هذه الأسماء: اللواء عادل جعفر والعميد عبد العال عبدالمجيد، والعميد مصطفى معبد، ولم تشر الصحف الإيطالية إلى أي جهة أمنية تنتمي تلك القيادات أو تخصصها الأمني وذلك للقاء للقاء مدعي الجمهورية "جوزيبّي بينياتوني" والمدعي العام في روما "سيرجو كولايوكّو".
وكذبت النيابة العامة بروما أنباء تداولتها وسائل إعلام مصرية تحدثت عن طلب المدعي بينياتوني على أن يتألف الوفد المصري إلى روما من أربعة عشر شخصا، برئاسة مستشارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للأمن القومي، فايزة أبو النجا.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية أن الجميع يترقب نتائج اجتماعات الوفد المصري الذي سيصل روما لعقد اجتماعات هامة يومي الخميس والجمعة.
وكذبت النيابة العامة بروما أنباء تداولتها وسائل إعلام مصرية تحدثت عن طلب المدعي بينياتوني على أن يتألف الوفد المصري إلى روما من أربعة عشر شخصا، برئاسة مستشارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للأمن القومي، فايزة أبو النجا.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية أن الجميع يترقب نتائج اجتماعات الوفد المصري الذي سيصل روما لعقد اجتماعات هامة يومي الخميس والجمعة.
وتابعت: هذه الاجتماعات ستحدد ما إذا كان سيتم استئناف التعاون الكامل بين القاهرة وروما في قضية مقتل ريجيني، أو تنفيذ إيطاليا لتهديداتها باتخاذ إجراءات ضد مصر".
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات وزير الخارجية الإيطالي زادت من أجواء التشاؤم عشية هذه الاجتماعات، وعكست ما سمته تدهورا كبيرا في العلاقات بين روما والقاهرة. وأضافت أن "الاعتقاد السائد بين كثيرين في إيطاليا أن ريجيني تعرض قبل مقتله بمصر لتعذيب وحشي على يد أجهزة أمنية، رغم نفى القاهرة بشدة مثل هذا الأمر."
وتوقع رافاييل ماركيتي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لويس الإيطالية، في تصريحات صحفية، أن تقدم مصر ضابطًا متوسط الرتبة باعتباره قاتل جوليو ريجيني، في محاولة للإفلات من الضغط الإيطالي عليها.
وقال ماركيتي "إن تأجيل زيارة الوفد المصري إلى إيطاليا، كان سببه وجود اختلافات وصراعات بين الأجهزة الأمنية المصرية حول هذه الخطوة" حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية: "بطبيعة الحال إذا تعلق الأمر بتورط مسؤولين بارزين مقربين من عبدالفتاح السيسي، فإن إيطاليا لن تريد إضعاف حليفها المهم، وقد تقبل أن يتم إخراج الأمر في صورة حادث فردي ارتكبه ضابط ذو سلوكيات خاطئة".
وخلال اليومين الماضيين، تداول عدد من الإعلاميين من المقربين من السلطات المصرية، تلميحات تفيد بتوصل إيطاليا إلى قاتل ريجيني.
ومن بين هؤلاء الإعلاميين، محمد عبد الهادي علام، وكتب في صحيفة الأهرام،: "قبل أن تحين لحظة مواجهة الحقيقة في العلاقات المصرية - الإيطالية كلمة يجب أن تقال في وجه الجميع في مصر. فهناك نذر بمشكلة كبيرة في العلاقات بين البلدين تلوح في الأفق ولن تجدي معها معاملات سقيمة أو مبالغات مفرطة من جانب بعض من لا يعي خطورة حوادث بعينها".
وأضاف في مقاله: قبل لحظة الحقيقة، نناشد الدولة التعامل بجدية تامة مع القضية وتقديم مرتكبي الجريمة إلى العدالة، والإعلان بشفافية عما تم التوصل إليه من حقائق لا لبس فيها أو استقالة المقصرين من المسؤولين مسئولية مباشرة في تلك الواقعة إنقاذا لسمعة مصر ومكانتها ومصداقيتها دوليا.
وكان البرلمان الأوروبي قد طالب في العاشر من مارس الماضي مصر بكشف "الحقيقة" بشأن مقتل ريجيني، وأدان الاختفاء القسري في مصر.
وقالت صحيفة "أي جي أي" الإيطالية، أن المتهم الرئيسي في الجريمة هو ضابط الشرطة خالد شلبي الذي يتولى منصب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة.
وأوضحت الصحيفة أن هناك العديد من الأسباب التي تؤكد تورط شلبي في الجريمة، من بينها إدانته سابقًا في قضايا تعذيب، بالإضافة إلى أنه كان أول من أعلن عن مقتل ريجيني في حادث سير، ونفيه وجود شبهة جنائية وراء مصرعه.
وفي صفحته على "تويتر"، كتب وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني أيضا "إيطاليا تصر.. نريد الحقيقة".
ونقلت "رويترز" عن وزير الخارجية الإيطالي قوله لبرلمان بلاده:"إذا لم يطرأ تغير في المسار -الذي تتخذه السلطات المصرية- فإن الحكومة مستعدة للتصرف واتخاذ إجراءات ستكون فورية وملائمة".
من جانبه رفض المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على تصريحات جنتوليني وقال في تصريح له "نمتنع عن التعقيب على هذه التصريحات التي تزيد من تعقيد الموقف، لا سيَّما أنَّها تأتي قبل يوم واحد من وصول فريق المحققين المصريين إلى إيطاليا لإطلاع الجانب الإيطالي على كل ما وصلت إليه التحقيقات".
ومن ناحية اخرى أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعاون مصر الكامل بشأن ملابسات مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني وتقديم الجناة للعدالة، وذلك عقب تهديدات روما باتخاذ إجراءات فورية ضد الحكومة المصرية.
وقال السيسي مساء اليوم الثلاثاء خلال استقباله وفدا من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي "إن مصر تبدي عميق الأسف لمقتل ريجيني على المستويين الرسمي والشعبي".
وأعرب عن ثقته في أن العلاقات المصرية الإيطالية الوثيقة والممتدة عبر التاريخ قادرة على التعامل بحكمة مع مثل هذه الحوادث الفردية وعبورها دون تداعيات سلبية على علاقات البلدين والشعبين الصديقين".
وكان ريجيني قد اختفى في الخامس والعشرين من يناير الماضي، اليوم الذي وافق الذكرى الخامسة لثورة يناير، وتم العثور على جثته أوائل فبراير وعليها أثار تعذيب ملقاة في منطقة حازم حسن بمدينة 6 أكتوبر.