يسري عبدالله: "شوق المستهام" تعبير جمالي عن جدل التسجيل والتخييل.
الإثنين، 04 أبريل 2016 07:56 ص
ناقش منتدى المستقبل للفكر والإبداع في ندوته النقدية في مركز البلد الثقافي بوسط المدينة مؤخرا رواية الكاتبة سلوى بكر "شوق المستهام"، الصادرة حديثا عن مركز الأهرام للنشر، وقد شارك في مناقشة الرواية كل من الناقد الدكتور يسري عبدالله، والناقد الدكتور أحمد بلبولة، وقدم الندوة وأدارها الشاعر والكاتب علي عطا.
وقد أشار الشاعر والناقد الدكتور أحمد بلبولة في مداخلته النقدية إلى عرفانية العنوان الذي اختارته الكاتبة لروايتها، فضلا عن امتلاكها ثقافة تاريخية واسعة، واعتماد الرواية على تيمة الوباء التي تبرز في العمل الأدبي، منوها إلى بعض الملاحظات اللغوية في السرد.
بينما بدأ الناقد الدكتور يسري عبدالله مداخلته النقدية مبرزا ملامح المشروع السردي لدى سلوى بكر، وخاصة ما يتعلق بالرواية التاريخية عندها، مشيرا إلى القواسم المشتركة بين شوق المستهام و رواية سلوى بكر الأثيرة "البشموري".
وأضاف: "في رحلة تتجادل مع رحلة الشماس ثاونا وصاحبه بدير في روايتها الفارقة البشموري، تستعيد سلوى بكر تيمة الرحلة، ويبدأ بطلها المركزي أمانيوس ارتحاله القلق في روايتها الجديدة (شوق المستهام)، مصحوبا بوصايا الراهب مانتينوس، حول الصفح والمغفرة للمخالفين، يخرج أمانيوس من البيعة متجها صوب أمه في بلدته البعيدة قربيط، حيث السفر لمسافة بضعة أيام مسكونة بالشجن والأسى الرهيف".
وأشار إلى أن الكاتبة اعتمدت تقنيا على تفعيل صيغة (الفلاش باك)، مثل تذكر البطل لخالته التي تزوجت رجلا عربيا من قبيلة جذام التي كانت تحط في أراضي أهله وتتعايش معهم في صيغة تتأسس على مفهوم التجاور، ثم تركت الخالة كل شيء ، وظلت أختها ووالدة مانيوس في حزن مقيم حتى لحظة مرضها التي يبدأ عندها خط القص الرئيسي في الرواية.
وأضاف: "إن عون والحرانية ومنف ودندرة الواردة في الرواية تحيل إلى أمكنة مركزية في الحضارة المصرية القديمة بعلومها ومعارفها الإنسانية المختلفة ، وإلى إمكانية التعاطي مع التاريخ المصري بوصفه حلقة واحدة ممتدة تحمل كل منها خصوصية حضارية في إطار الهوية المصرية بتراكماتها وطبقاتها الثقافية والمعرفية المختلفة، عبر امتدادات الرواية جميعها، التي تبدأ زمانيا منذ القرن الثامن الميلادي في إشارة دالة".
ولاحظ أن مساحات الماضي والحاضر تتداخل وتتقاطع، فنرى عودة لما قبل الميلاد، وإشارات إلى معبد أمحوتب إله الطب عند الفراعنة، وبردية زويجة الطبية المكتوبة باللسان القديم والمترجمة إلى اللغة القبطية أيضا، والتي تبدأ الكاتبة من الإشارة إليها في الإهداء الذي يعد جزءا مركزيا من بنية السرد الروائي، وإطارا مرجعيا بوصفه ممثلا لما يعرف بخارج النص.