عظام بشرية ترجح وقوع حرب أوروبية كبرى قبل 3200 عاما

السبت، 02 أبريل 2016 01:24 ص
عظام بشرية ترجح وقوع حرب أوروبية كبرى قبل 3200 عاما
صورة ارشيفية

رجّح عالم آثار ألماني أن تكون قارة أوروبا شهدت قبل نحو 3200 عام، معركة كبيرة شارك فيها آلاف الأشخاص وقُتل المئات، كما شهدت مجتمعا أكثر تقدما مما كان يظنه العلماء، وذلك بعد اكتشاف جماجم وعظام بشرية وحيوانية مهشمة بأسلحة، وتعود لذلك التاريخ.

وكانت سلسلة من أعمال التنقيب ما بين عامي 2009 و2015 قد كشفت عن مذبحة على نطاق لم يتوقعه أحد، إذ تم العثور على 10 آلاف عظمة، بينها ما تم التعرف عليه على أنه لخمسة أحصنة و130 شخصا.

ولأن الباحثين لم ينقبوا حتى الآن سوى داخل أقل بكثير من 10 بالمائة فقط من "طبقة الاكتشاف"، يعتقد عالم الآثار توماس تربيرجار أنهم سيعثرون في النهاية على بقايا 750 شخصا ميتا من تلك الفترة، وبفرض مقتل خمس المشاركين في تلك المعركة، فإنهم بذلك يبحثون عن دليل على معركة شارك فيها 4 آلاف مقاتل، وذلك حسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الجمعة.

وقال تربيرجار لدورية "ساينس" العلمية الأمريكية، إن تلك المعركة المزعومة كانت "على نطاق حتى الآن غير معلوم كليا في شمال (جبال) الألب" -التي تمر في بلدان أوروبية عدة شرق وغرب القارة العجوز- في ذلك العصر.

ووفقا لما نقلته "واشنطن بوست" عن "ذي جورنال ساينس"، كان أثري هاو قد عثر، عام 1996، على عظمة لذراع بشري تنبثق من ضفة منحدرة لنهر تولنس، شمال ألمانيا، وكان مثبت في أحد طرفيها سهم من حجر الصوان، قبل أن يُسفر تنقيب اختباري عن اكتشاف مزيد من العظام، بالإضافة لجمجمة متشمهة وعصا تشبه مضرب لعبة البيسبول.

وأوضحت الأشعة الراديوكربونية أن تلك الآثار تعود لحادثة واحدة في حوالي العام 1250 قبل الميلاد، ما يعني وقوع نوع من أنواع القتال آنذاك. وأدى ذلك الاكتشاف لاهتمام مكثف داخل المجتمع الأثري، ليُفضي إلى عمليات التنقيب في السنوات اللاحقة.

ومكّنت التقنيات المعقدة العلماء من تكوين صورة للحدث؛ إذ توضح الصور الجيومغناطيسية أنه وقع على جسر طوله نحو 120 ياردة.. كما بيّن الفحص باستخدام النظائر المشعة لأسنان الضحايا، التي تعكس الطعام والمياه التي ابتلعها هؤلاء في طفولتهم، أن كثير من المحاربين وُلدوا على بعد مئات الأميال من موقع مقتلهم.. مما يدل على قدومهم من مناطق تعتبر في الوقت الراهن دولا في جنوب ووسط أوروبا.

وتُبين الأدلة على الإصابات التي شُفيت قبل أعوام من تلك الحرب أنهم كانوا جنودا محترفين وليسوا مزارعين بدائيين وقعوا في شجار واحد، كما تكشف الأسلحة الموحدة عن تنظيم اتسم به الحجم الهائل من القوات المتحاربة.

وقالت "واشنطن بوست" إن المفارقة تكمن في أن النطاق الواسع للنزاع يُرى كدليل على أن الحضارة في شمال أوروبا آنذاك كانت أكثر تقدما بكثير مما كان يُعتقد في السابق؛ إذ كان يُنظر لتلك المنطقة على أنها في حالة ركود وإنعزال، على عكس الحضارات المتقدمة في العصر البرونزي في الشرق الأوسط أو آسيا.

ونقلت عن عالم الآثار ديتليف جانتزين قوله إنه "كي تنظم معركة كذلك على مسافات هائلة وتجمع كل هؤلاء الناس في مكان واحد كان إنجازا هائلا"، في إشارة إلى درجة التنظيم والتحضر التي وصلوا لها في ذلك الوقت.

يشار إلى أنه في ذلك الوقت وقعت معركة قادش في عام 1274 قبل الميلاد وقدر عدد المشاركين في المعركة بنحو 70 ألف مقاتل 20 ألف مصري و50 ألف من الحيثيين ومشاركة 5700 مركبة حربية 2000 مركبة للجيش المصري و3700 للجيش الحيثي.. غير أن المعركة الأخيرة تعتبر حدثت في منطقة كثيفة السكان في ذلك العصر مقارنة بمنطقة شمال أوروبا في ذلك الوقت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق