مأساة الأرمن في عدد أبريل من «ناشيونال جيوغرافيك العربية»

الخميس، 31 مارس 2016 04:32 م
مأساة الأرمن في عدد أبريل من «ناشيونال جيوغرافيك العربية»
مجلة ناشيونال جيوغرافيك

تطل مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية على قرائها في عدد أبريل 2016، بمجموعة تحقيقات مصورة شائقة، أهمها «علم الموت» و«التحنيط بالكاميرا» و«واحات المدن» و«أرض المنافي».

يتصدر المجلةَ تحقيقٌ مثير يرصد طبيعة الوعي في لحظات انتقال البشر من الحياة إلى الموت. فمع تقدم العلوم الطبية، أضحى عدد متزايد من المرضى يلج تلك "المنطقة الرمادية" الغامضة فيمكث فيها وقتًا قد يطول أو يقصر، لينتقل بعد ذلك إلى عالم الأموات أو يعود إلى عالم الأحياء فينقل لهم ما شاهده من عجائب بدقة متناهية ما زال يقف عندها العلماء مشدوهين.

أما التحنيط بالكاميرا، فهو تحقيق يعرض صورا رائعة لأنواع حيوانات حبيسة بحدائق العالم ومحمياته. التُقطت الصور وما تزال ضمن مشروع رائد يقوده مصور ناشيونال جيوغرافيك، جويل ساتوري، الذي يسعى لتوثيق تلك الأنواع بكاميرته حتى تبقى خالدة في ذاكرة الأجيال، إذا ما كُتبَ لها الانقراض والفناء. أما غاية سارتوري القصوى من هذا المشروع الذي سيستغرق سنوات طويلة، فهي توعية الجمهور العالمي بمصير ذلك الوحش المهدَّد بالانقراض قبل فوات الأوان.

وتأخذنا المجلة في نزهة عبر منتزهات مدن عالمية وجدَتْ لها موطئ قدم راسخ في قلب الحواضر الكبرى وما يهيمن عليها من "كائنات" إسمنتية. فهذا النوع من "البراري الحضرية" لم يعد ترفا في عصرنا الحاضر، بل أضحى من أسس التخطيط العمراني السليم، لِما له من فوائد صحية ونفسية لسكان المدن.

أما الجديد في أمر هذه المنتزهات فهو أنها باتت تتشكل من الأراضي المستصلحة والمهملة في المدن، مثل القواعد العسكرية القديمة والمطارات المهجورة والمقالع المُستنفَدة أو حتى مقالب النفايات، كما حدث مع حديقة الأزهر بمصر.

وتواصل ناشيونال جيوغرافيك العربية مواكبتها رحلة «بول سالوبيك» على خطى أسلافنا الأوائل، في محطتها الرابعة التي تعرِّج على أرضٍ ما زالت شاهدة على مذبحة انقضت قبل قرن من الزمان لكن ذكراها لم تنمحِ بعدُ من عقول أسلاف ضحاياها وقلوبهم.

يُصرُّ الأرمن على أنها إبادة جماعية مليونية ارتكبها الأتراك في حقهم، فيما يرفض الأتراك هذا التوصيف. وفي غضون ذلك، تبقى جراح الماضي مفتوحة لتزيد العلاقات الأرمنية التركية توترًا على توتر، وتزج بالشعبين في أُتون العداوة والبغضاء. فهل ستظل دار القوقاز على حالها.. أم سيكون لأجيال المستقبل شأن آخر؟.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق