مناقشة «التراث الأندلسي» على هامش معرض الكتاب بالإسكندرية

الإثنين، 28 مارس 2016 06:30 م
مناقشة «التراث الأندلسي» على هامش معرض الكتاب بالإسكندرية
صورة تعبيرية

أكد الدكتور محمد الجمل الخبير بشئون التوثيق التاريخى أن التراث الأندلسى يمثل حقبة مهمة في التراث العربي والإسلامي.

وأضاف خلال ندوة "التراث الأندلسي" على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب بحضور القنصل الاسبانى بالاسكندرية "خورخى دى لوكاس"، أن أسبانيا قبل دخول العرب كانت تحت غزو "القوط" مما جعلهم يرحبون بالفتح الإسلامى الذى دخل بسماحة كبيرة ولم يجبر أحد على اعتناق الإسلام أو دفع الجزية ونقل إليها أحدث ما توصلت إليه الحضارة الإنسانية فى هذا العصر.

وفى سياق متصل قدم الدكتور محمد عبد السميع الباحث فى التراث الأندلسي محاضرة عن التراث الأندلسي الأعجمى المسمى بالتراث الموريسكى، قائلًا: "أن هذه الحقبة تمثل جزءًا هامًا من التراث الإسلامى، ولابد من تقديم إضافة من قبل الباحثين العرب لتوضيح هذا التراث".

وأضاف أن هذه الحقبة وما حدث بها من اضطهاد للمسلمين الأسبان لم تصل إلينا أى معلومات عنها إلا فى بداية الثمانينييات، وذلك بالرغم من اكتشافها فى الأبحاث الغربية منذ عشرينيات القرن التاسع عشر، ولكنها وصلت إلى العرب بشكل متأخر جدًا، ولو كان العرب أدركوا هذه الحقبة مبكرًا لكان من الأسهل تفادى مشكلات كثيرة حدث للأقليات الإسلامية مثل البوسنة والهرسك؛ لأن التاريخ يعيد نفسه وعند دراسته يمكننا تلافى الوقوع فى نفس الأزمات.

وعلى صعيد آخر قدم الدكتور إبراهيم عبد المنعم سلامة أستاذ التاريخ الاسلامى والحضارة الاسلامية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، بحثًا عن انتقال كتاب "السند هند للخوارزمى" من العراق إلى الأندلس وأثره فى تطور علومها الرياضية.

وأشار إلى أن هذا الكتاب يعد إضافة فى تاريخ الحضارة الإنسانية جمعاء ومن أمهات الكتب التى علمت العالم، خاصة فيما يتعلق بالعلوم الرياضية والفلك بشكل عام، موضحًا أن مؤلف الكتاب هو الخوارزمى بعد أن بنى بحثه بناءً على ما انتهى إليه كتاب العالم الهندى الذى يدعى "مالكا" بعنوان "سيد هانتا" بمعنى الدهر الداهر أو الوقت الذى لا ينتهى، وتم ترجمت هذا الكتاب إلى اللغة العربية وحول العرب لفظ بمعنى إلى "السند هند الكبير".

وأضاف أن الخوارزمى من أصحاب علوم الفلك كما أنه مؤلف جغرافى رياضي وهو واضع أسس علم الجبر، وجعله الخليفة المأمون العباسي أمين على خزانة كتبه وطلب منه ترجمة واختصار الكتب الهامة، وقام الخوارزمى باختصار كتاب السند هند الكبير، وأضاف علومًا مرتبطه به فى كتابه "السند هند" ولكنه خالف الكتاب السابق فى عدة أمور وأضاف معلومات لم تكن فيه مما لقى استحسان كبير من المعاصرين فى زمانه، ثم انتقل الكتاب لعدة بلاد منها الأندلس وكان له أثر كبير على الحضارة الأندلسية.

وعلى صعيد آخر قدم الدكتور محمد زكريا عنانى أستاذ الأدب الأندلسي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية محاضرة حول "الموشحات الأندلسية" موضحًا أن هناك جدلًا حول إذا ما كانت هذه الموشحات مشرقيه أم أندلسية، مؤكدًا أنه لا يساوره الشك فى أنها أندلسية بناءً على عدد من الأدلة التاريخية.

وأوضح أن كل نص من هذه الموشحات تمثل عالم من البهجة كما أن نصًا واحدًا قد يُوّلد خمسون نصًا آخر على وزن نفس الموشح الأندلسي، مؤكدًا أن ديوان أحمد شوقى ضم موشحة هامة أطلق عليها "صقر قريش" ولم يكن الأندلسيون يضعون أسماءً للموشحات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق