تفاصيل معركة تحرير «تدمر» الأثرية من أنياب داعش.. استمرت نحو 3 أسابيع.. أسفرت عن مقتل 400 إرهابى.. أكبر خسارة يتكبدها التنظيم في معركة واحدة منذ ظهوره.. وبوتين يهنئ الأسد بعد نجاح العملية

الأحد، 27 مارس 2016 05:49 م
تفاصيل معركة تحرير «تدمر» الأثرية من أنياب داعش.. استمرت نحو 3 أسابيع.. أسفرت عن مقتل 400 إرهابى.. أكبر خسارة يتكبدها التنظيم في معركة واحدة منذ ظهوره.. وبوتين يهنئ الأسد بعد نجاح العملية

ألحق الجيش السوري بدعم روسي الأحد، هزيمة ساحقة بتنظيم «داعش» الجهادي عبر استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية ووعد بطرده من معاقله الرئيسية في سوريا.

وهذا الانتصار هو الأكبر للنظام على الجهاديين منذ بدء تدخل روسيا الحليفة الكبيرة للرئيس بشار الأسد في الحرب الدائرة في سوريا في سبتمبر 2015.

وبعد استعادة المدينة الاثرية التي يعود تاريخها الى أكثر من الفي عام، لم يبق أمام الجيش إلا طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية على بعد 60 كلم جنوبا لإستعادة البادية السورية بالكامل والتقدم نحو الحدود العراقية الخاضعة بالجزء الاكبر منها للتنظيم.

وأشاد الرئيس بشار الأسد باستعادة السيطرة على المدينة معتبرا ذلك «انجازا مهما». وقال الأسد خلال استقباله وفدا برلمانيا فرنسيا في دمشق، أن استعادة تدمر تعد «انجازا مهمًا ودليلًا جديدًا على نجاعة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب».

واعتبر أيضا أن ذلك يظهر «عدم جدية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم أكثر من ستين دولة في محاربة الإرهاب بالنظر إلى ضآلة ما حققه هذا التحالف منذ إنشائه قبل نحو عام ونصف.

كما هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحد نظيره السوري باستعادة تدمر. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف انه خلال اتصال هاتفي مع الاسد، «هنأ فلاديمير بوتين نظيره بتحرير مدينة تدمر التي استعادها الجنود السوريون من الارهابيين»، مشددا على أهمية حماية هذه المدينة التاريخية الفريدة ضمن التراث العالمي.

وأضاف المتحدث، أن الأسد «عبر عن تقديره الكبير للمساعدة التي قدمتها القوات الجوية الروسية وشدد على أن تقدما مثل تحرير تدمر لما كان ممكنا من دون دعم روسيا».

وكان مصدر عسكري قال لمراسل وكالة فرانس برس من تدمر بعد معارك عنيفة طيلة الليلة «الفائتة»، «يسيطر الجيش السوري والقوات الرديفة على كامل مدينة تدمر بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية». وأضاف أن الجهاديين «انسحبوا من المدينة».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن «معارك تدمر التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 من تنظيم الدولة الإسلامية»، مؤكدا «أنها أكبر حصيلة يتكبدها في معركة واحدة منذ ظهوره» في اوج النزاع السوري في 2013.

وأضاف أن «ما لا يقل عن 180 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين قتلوا» في هذه المعارك أيضا. ونقل التلفزيون الرسمي صور الدمار داخل متحف تدمر الذي شهد معركة عنيفة، حيث بدت رؤوس تماثيل منقلبة على الأرض التي غطاها الركام تحت فجوة كبرى في السقف.

وأفاد مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس، أن «وحدات الهندسة في الجيش تعمل على تفكيك عشرات الالغام والعبوات الناسفة داخل المدينة الأثرية» التي تحتوي على كنوز دمر التنظيم المتطرف بعضها.

وأعلنت موسكو من جهتها، أن المقاتلات الروسية قامت بأربعين طلعة في منطقة تدمر في الساعات الـ 24 الأخيرة ووجهت ضربات الى 117 هدفا «ارهابيا».

-الرقة ودير الزور تاليا

وقد بدأت القوات السورية مدعومة بالطيران الروسي وقوات خاصة روسية ومقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني، في السابع من مارس هجومها لإستعادة تدمر من تنظيم الدولة الإسلامية.

وكان التنظيم الجهادي سيطر منذ مايو 2015 على المدينة المعروفة بآثارها ومعالمها التاريخية وادرجتها منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو» على لائحتها للتراث العالمي.

وفي وقت سابق الأحد، أفاد مصدر عسكري لفرانس برس أن مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية «انسحبوا باتجاه السخنة والبعض باتجاه الرقة ودير الزور» معاقلهم في شمال وشرق سوريا.

كما أكد عبد الرحمن لفرانس برس أن «عناصر التنظيم انسحبوا بأوامر من قيادتهم في الرقة» مع بقاء «عدد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين رفضوا الخروج من المدينة».

وارتكب التنظيم الجهادي فظائع في المنطقة التي سيطر عليها ودمر آثارا مهمة في المدينة بينها معبدا با وبعل شمين بتفجيرهما. وفي سبتمبر الماضي دمر أضرحة برجية في المدينة قبل أن يهدم قوس النصر الذي يشكل رمز هذه المدينة التي يبلغ عمرها أكثر من الفي عام.

لكن مدير عام الأثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم، أعلن الأحد أن غالبية التماثيل التي دمرها الجهاديون في تدمر قابلة للترميم وأن هذه المدينة الأثرية «ستعود كما كانت».

وقال عبد الكريم لوكالة فرانس برس «كنا نتوقع الأسوأ، لكن المشهد العام بخير».

هزيمة ساحقة

وتشكل خسارة تدمر الهزيمة الكبرى الثانية لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، بعد طرده من كوباني (شمال) فى يناير 2015 في معركة قادتها فصائل مسلحة كردية بدعم من طائرات تحالف دولي بقيادة اميركية.

وفي العراق حيث يخضع التنظيم للضغط ايضا، تنوي وزارة الدفاع الاميركية تعزيز دعمها للقوات الحكومية التي بدأت مؤخرا عملية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل المعقل الرئيسي للجهاديين في شمال البلاد.

وتبدو القوى الكبرى مصممة على القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى اعتداءات بروكسل (28 قتيلا و340 جريحا) بعد أربعة اشهر على إعلان مسؤوليته عن اعتداءات باريس 130 قتيلا.

وقبل النزاع في سوريا الذي بدأ في 2011، كان اكثر من 150 الف سائح يزورون هذه الواحة الواقعة في البادية على بعد 210 كلم شمال شرق دمشق.

وياتي هذا الانجاز الميداني بعد نحو شهر على سريان هدنة في سوريا بين النظام وفصائل المعارضة، تلته جولة أولى من المفاوضات غير المباشرة في جنيف بين الأطراف برعاية الأمم المتحدة في سبيل حل سياسي لنزاع قتل حتى الأن أكثر من 270 ألف شخص وهجر الملايين. وتسعى الأمم المتحدة إلى تنظيم جولة ثانية في 9 - 10 إبريل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق