مؤتمر دولي بألسن عين شمس حول "«لنظريات المرتحلة»
الأحد، 27 مارس 2016 12:20 ص
نظمت كلية الألسن بجامعة عين شمس مؤتمرها الدولي الأول في الأدب واللغة والترجمة بعنوان "النظريات المرتحلة: أصول وتجليات" لمناقشة مجموعة من أبحاث أعضاء هيئات التدريس حول النظريات الرئيسية في التغيرات التي تطرأ على مجالات الأدب واللغة الإنجليزية وترجمتها إلى لغات أخرى.
شارك في المؤتمر- الذي افتتحته عميد كلية الألسن بجامعة عين شمس الدكتورة منى فؤاد - أساتذة من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وأيرلندا، بالإضافة إلى عدد من الجامعات السعودية والكويتية والعمانية، فضلا عن مشاركة أقسام اللغة الإنجليزية في جامعات مصر .
وأشارت رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالكلية الدكتورة فدوى كمال - وهي مقررة المؤتمر - إلى أن كلية الألسن من أعرق وأكبر كليات الترجمة في الشرق الأوسط وإفريقيا؛ حيث تم إنشاؤها عام 1835 على يد رائد التنوير الشيخ رفاعة الطهطاوي ، موضحة أن عنوان المؤتمر "النظريات المرتحلة : أصول وتجليات" يجسد فلسفة الشيخ الطهطاوي، والذي تعلم اللغة العربية من منابعها في جامعة الأزهر، ثم انتقل إلى باريس وتعلم الفرنسية ليعود إلى القاهرة، حيث أنشأ هذه المدرسة العريقة لمد جسور المعرفة بين الثقافات واللغات المختلفة تمهيدا لنهضة مصر الحديثة في عهد محمد علي.
وأوضحت أن الكاتب والمفكر إدوارد سعيد هو صاحب عبارة "النظريات المرتحلة "؛ حيث كان يعتقد أن كل نظرية أو ممارسة أو حتى نص سردي ينشأ في زمان ومكان محددين ، ولكنه لا يحتفظ بوضع الثبات وإنما يخضع لتحولات وتغيرات أثناء انتقاله عبر المكان والزمان، مضيفة أنه في عالمنا المعاصر تنتقل النظريات بسرعة أكبر إلى بيئات ومجتمعات مختلفة عن تلك التي نشأت بها متخذة أشكالا جديدة ومبتكرة، وانطلاقا من تلك النظرية يهدف المؤتمر إلى دراسة النظريات المختلفة في الأدب واللغة والترجمة والتحولات التي طرأت عليها في بيئتها الجديدة.
وقدمت أستاذة الأدب الأيرلندي والأمريكي بجامعة ليمريك بأيرلندا مارجريت هاربر - خلال فعاليات المؤتمر - بحثا يناقش أحد أعمال الشاعر والكاتب المسرحي الأيرلندي الحائز على جائزة نوبل ويليام بتلر ييتس، والذي أسس حركة ثقافية وطنية ومسرحا قوميا من أجل استقلال أيرلندا، إلا أنه وجد نفسه يعيش أزمة إبداعية وشخصية بعد أن انتهت الثورة في أيرلندا في عشرينيات القرن الماضي إلى تقسيمها.
وركز البحث على المجموعة الشعرية التي أصدرها الشاعر في تلك الفترة تحت عنوان "كلمات من أجل الموسيقى ربما"، والتي اختلفت كل الاختلاف عن أعماله السابقة لتضمنها قصائد غنائية اتسمت بالقصر والحدة واستخدام الباطنية الشعرية، واستخدمت هاربر في دراسة تلك القصائد أعمال مفكرين مثل جاك دريدا وإدوارد سعيد وغاياتري سبيفاك.
كما قدم الأستاذ المساعد في الأدب الإنجليزي بجامعة هيوستن الأمريكية الدكتور حسام أبو العلا بحثا عن النظرية العالمية ، والذي يناقش ما أثاره الأدب العالمي من جدل في الدوائر العلمية في مجال الأدب المقارن ودراسات ما بعد الاستعمار ودراسات العولمة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وجرى استبعاد بعض الأفكار والنظريات وتهميشها، مما أثار تحيزا ضد المعارف التي لم تخرج للعالم من بوابة العواصم الكبرى، وتعود أصول ذلك التحيز إلى الاستشراق الكلاسيكي.
وأشار البحث إلى أن مفهوم "النظرية المرتحلة" الذي طرحه إدوارد سعيد يعد حلا لهذه المشكلة؛ حيث يعد تغيير هذا السياق وسيلة لإبراز دور المفكر في إنتاج المعرفة، المتأثرة حتما بالموقع الجغرافي والسياق التاريخي، كما ركز البحث على ضرورة تبني نهج جديد في مجال نقد الأدب العالمي يتضمن مفكرين ينتمون لأجزاء مختلفة من العالم مثل مارلينا تشاوي، وعبد الله العروي، وبايك ناك تشانج.
وتناول المحاضر في الأدب العربي والترجمة بجامعة ليدز البريطانية الدكتور سامح حنا بحثا بعنوان " تنظير حول الجانب الاجتماعي والثقافي للترجمة : ترجمات شكسبير في مصر نموذجًا". ويوضح البحث أن أدبيات الترجمة لطالما اتبعت نهجا يهتم بدراسة الترجمة في علاقتها بالنص الأصلي، ولذا تصبح الترجمة فعلا يرتبط ارتباطا شرطيا بالأصل الذي يفرض شروط إنتاج الترجمة ، وقد أغفل هذا النهج العوامل شديدة التعقيد التي تُميز فعل الترجمة.
وركزت هذه الورقة البحثية على اكتشاف جدوى تطبيق نهج اجتماعي في دراسة الترجمة، في ضوء فهم مغاير للفهم التقليدي لها، بناء على منظور علم اجتماع الثقافة، كما طوره عالم الاجتماع بورديو ووضعه في نظرية حقول الإنتاج الثقافي، وطبقت الدراسة هذا النهج على ترجمة شكسبير إلى العربية في مصر.