«العسكرية الأفريقية» تشيد بقرار السيسي لتدريب 1000 عسكري أفريقي بمصر
السبت، 26 مارس 2016 03:31 م
أشادت الوفود العسكرية الأفريقية التي شاركت في مؤتمر وزراء الدفاع لدول الساحل والصحراء الذي اختتم أعماله أمس في شرم الشيخ، بقرار الرئيس السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة بتدريب ما يقرب من 1000 من العسكريين الأفارقة في الكليات والمعاهد العسكرية المصرية على عمليات حفظ السلام والتدخل في مناطق النزاعات في أفريقيا.
واتفق المشاركون في المؤتمر على أن مؤتمر شرم قد لفت انتباه تجمع الساحل والصحراء الذي يضم 27 دولة أفريقية الى ما تواجهه أفريقيا من مخاطر كارثية تهدد عمليات التنمية بها، خاصة خطر الإرهاب وتزايد أعداد العصابات المسلحة وتهريب السلاح وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة.
وصرح العقيد مصطفى توري نائب رئيس أركان عمليات القوات المسلحة لدولة مالي، بأن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوت المسلحة المصرية بتدريب 1000 من الكوادر العسكرية الإفريقية لرفع كفاءتها القتالية يعيد للأذهان ما كان يقوم به الاتحاد السوفيتي السابق عندما كان يتولى تدريب الجيوش الأفريقية.
وأضاف العقيد توري في تصريحات له، إن قرار مصر بتدريب العسكريين الأفارقة يعد خطوة عملية على أرض الواقع حيث افتقرت الجيوش الأفريقية هذا النوع من التدريب المتطور منذ تفكيك الاتحاد السوفيتي السابق في بداية تسعينات القرن الماضي.
وقال توري، إن هذا القرار يساهم بقوة في توحيد الإستراتيجية القتالية التي ستواجه بها الجيوش الأفريقية المخاطر التي تحيق بها ليس فقط فيما يتعلق بالإرهاب ولكن أيضا فيما يتعلق بتهريب السلاح وتجارة المخدرات وفض النزاعات في المناطق الساخنة.. مؤكدا أن قرار مصر بتدريب العسكريين الأفارقة أثبت أن مصر أصبحت القائد والمحرك من أجل أفريقيا آمنة.
وأوضح نائب رئيس أركان عمليات القوات المسلحة بمالي، أن مؤتمر شرم الشيخ أبهر المشاركين الأفارقة بمستوى التنظيم لاسيما من حيث دقة المواعيد والتحضير الجيد لجدول أعمال المؤتمر بمدينة شرم الشيخ الساحرة، مشيرا الى أن هذا التنظيم المبهر يعكس فقط الشكل، لكن من حيث المضمون فقد تمكنت مصر من خلال أهمية الموضوعات التي تم طرحها من إيقاظ منظمة الساحل والصحراء بعد فترة خمول خلال السنوات الأخيرة رغم تزايد خطورة التحديات التي تواجه دول المنظمة.
وأضاف العقيد مصطفى توري، أن المؤتمر نجح في توجيه رسالة للعالم مفادها "أن الإرهاب أصبح آفة تضرب جميع الدول ولم يعد مقصورا على قارة بعينها" ، مشيرا إلى أن حرص مصر على الوقوف حدادا على ضحايا العملية الإرهابية التي جرت مؤخرا في بروكسل وجميع دول العالم الأخرى يعد بمثابة رسالة واضحة و ي "أن الإرهاب لم يعد يقتصر على أحد".
وردا على سؤال حول ازدواجية المعايير التي تتبناها بعض الدول الغربية حيال مكافحة الإرهاب فعندما يضرب الإرهاب دول الغرب يعتبرونه إرهابا ولو ضرب دول العالم الثالث يعتبرونه بأنه يندرج في إطار حرية الرأي والتعبير رغم أن الإرهاب يضربهم في عقر دارهم وهم يتشدقون بالديمقراطية.. قال توري، إن الغرب للأسف الشديد يعالج الإرهاب بما يحلو له وبما يؤمن حدوده فقط ولذلك لم يكن مستغربا من جانب الأفارقة التأكيد على أن المجتمع الدولي لا يتعامل بجدية مع مكافحة الإرهاب في أفريقيا.
و أضاف أن موقف جانب من المجتمع الدولي قد ساهم بشكل كبير في ازدهار الإرهاب في العديد من الدول الأفريقية مما أدى إلى صعوبة السيطرة على الحدود المشتركة لدول الساحل والصحراء خاصة وأنها حدود صحراوية شاسعة نائية، فضلا عما تعانيه هذه الدول من تداعيات النزاعات التي فرضت على الدول الأفريقية رغما عنها.
من جانبه، أشاد ياتي بانجي قائد عمليات التدخل في مناطق النزاعات بهيئة أركان القوات المسلحة في أفريقيا الوسطى، بمستوى تنظيم مؤتمر دول الساحل والصحراء ووصفه بأنه تنظيم جيد للغاية عكس عظمة مصر.. مشيرا الى أن التنظيم تميز بدقة المواعيد والإهتمام بأدق التفاصيل وقدم جدول أعمال زاخر بالموضوعات الحيوية التي تشغل القوات المسلحة الأفريقية.
وأضاف بانجي، أن حسن التنظيم انعكس على الموضوعات التي تم تناولها مما أخرج قرارات مهمة للغاية مثل تدريب الكوادر العسكرية الأفريقية في مصر ومهد لقرارات أخرى لن تقل أهمية مثل تأسيس مركز تحتضنه القاهرة في مجال مكافحة الإهاب.
وقال بانجي، إن المؤتمر بعث برسالة مفادها أن الإرهاب أصبح آفة تضرب الجميع وأن الأفارقة عاقدون العزم على الوقوف بقوة في مواجهة الإرهاب لأنه يعوق علميات التنمية في ربوع القارة السمراء.
وأكد أن مؤتمر شرم الشيخ أعاد الحياة لتجمع دول الساحل والصحراء ودشن قاطرة لوضع إستراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب والتدخل لاعادة الأمن في مناطق النزاعات في أفريقيا.
ووصف مدينة شرم الشيخ بأنها مدينة في غاية الجمال وهي تستحق بالفعل لقب عاصمة السياحة ، معربا عن أمنياته بأن تتجاوز المدينة حادث الطائرة الروسية، داعيا الجميع إلى الوقوف بجانب مصر والنظر إلى الأمام.
ووجه في نهاية تصريحه رسالة شكر للرئيس عبد الفتاح السيسي ولوزير الدفاع صدقي صبحي لحسن التنظيم ولأهمية الموضوعات التي تم تناولها مما ساهم في إعادة الحياة للتجمع الذي يضم أكثر من نصف الدول الأفريقية.
من جهته ، أكد رئيس وفد النيجر جيبو طاهر، أنه من النادر أن نجد مؤتمرا بهذا الإتقان في التنظيم سواء فيما يتعلق بالنتائج أو فيما يتعلق بالقضايا الهامة التي تم تناولها .
وقال طاهر، إنه أستفسر عن الشركة التي تولت تنظيم المؤتمر فتبين له أن القوات المسلحة المصرية هي من تولت التنظيم بتكلفة تقل بنحو 90 في المائة عن التكاليف التي كانت ستتحملها الخزانة المصرية لو كانت شركة خاصة قد تولت تنظيم المؤتمر.. مشيرا الى أن هذه المعلومة تعني أن القوات المسلحة المصرية تتمتع بقدرة التنظيم بأقل التكاليف بقدر المهنية العالية في القتال.
وعن سؤال بشأن النتائج التي تمخض عنها المؤتمر، قال جيبو طاهر، إن الوفود الإفريقية غادرت المؤتمر وهي راضية تماما عن نتائجه لاسيما وأن مؤتمر شرم الشيخ نجح في إعادة الحياة لتجمع دول الساحل والصحراء بعد أن عانى من خمول شديد خلال السنوات الماضية.
وأكد أن مؤتمر شرم الشيخ قد أعطى للتجمع دفعة قوية للأمام خاص فيما يتعلق بضرورة اتخاذ إستراتيجية عسكرية موحدة في مواجهة الإرهاب.
وعن سؤال حول التعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب في ليبيا خاصة وأن مصر والنيجر لديهما حدود مشتركة مع ليبيا التي أصبحت اليوم خاضعة بشكل كبير للجماعات الإرهابية المسلحة في غياب سيطرة الجيش الوطني الليبي على الأراضي الليبية بفعل السماح بدخول الأسلحة للجماعات المسلحة.. قال جيبو طاهر، إن المؤتمر تطرق إلى هذا الموضوع المهم، مشيرا إلى أن الجميع اتفق على ضرورة تضافر جهود كافة الدول خاصة تلك التي لديها حدود مشتركة مع ليبيا لوقف تدفق الأسلحة والأموال للجماعات الإرهابية.
وطالب الدول التي تساعد على وصول الأسلحة لأيدي الإرهابيين بالتوقف عن ذلك خاصة وأن الإرهاب أصبح لا حدود له وأن من يستفيد اليوم من الارهاب سيصبح غدا ضحية له وأدل على ذلك من العلميات الإرهابية التي ضربت فرنسا في نوفمبر الماضي ورجت بروكسل عاصمة بلجيكا منذ أيام قليلة.
وأكد جيبو طاهر، أن المؤتمر حذر من التحالف القائم حاليا بين مهربي السلاح والمخدرات وقادة الجماعات الإرهابية، محذرا من أن هذا التحالف ازداد قوة بعد أن أدرك مهربو السلاح والمخدرات ومن يعملون على نشر الفوضى في الدول الأفريقية من خلال افتعال نزاعات عسكرية أن الإرهاب هو أفضل وسيلة لتهيئة الأجواء للممارسة أنشطتهم الهدامة لأن الفوضى تؤدي لزعزعة استقرار الدولة الوطنية المركزية مما يسهل من نشاط كل الخارجين عن القانون.