جولة بين أروقة معرض تونس الدولي للكتاب

السبت، 26 مارس 2016 01:27 ص
جولة بين أروقة معرض تونس الدولي للكتاب
معرض تونس الدولي للكتاب

تأهب محبو القراءة في تونس منذ صباح الجمعة للحدث السنوي الأكبر في بلادهم للكتاب ألا وهو "معرض تونس الدولي للكتاب" الذي يحتفي هذا العام بدولة فرنسا كضيف شرف للدورة 32.

فهذة مناسبة ليس فقط لممارسة الحق في الثقافة – كما ينص الدستور التونسي في الفصل الثاني والأربعين منه – ولكنها أيضا فرصة للانفتاح على ثقافة الآخر القريب والآخر البعيد بحسب وزيرة الثقافة التونسية سنيا مبارك.

وتعتبر مبارك هذا الانفتاح نوعا من الصداقة فتقول في يومية المعرض إن معرض تونس الدولي للكتاب هو "فضاء ضيافة تعقد فيه منذ سنوات وسنوات صداقات متجددة هدفها الدفاع عن الفكر الحر والإعلاء من شأن الكتاب."

وفي هذة الدورة العارضين كثر والمعروض بالتأكيد سيلقى صدى لدى جمهور الكتاب الذي سيسعد بتكوين صداقات جديدة مع ناشرين من مختلف دول العالم بالإضافة إلى التزود من الثقافة التونسية من خلال 237 جناحا في قصر المعارض بمنطقة الكرم.

وتولي هذة الدورة اهتماما خاصا بالأطفال حيث يحرص الناشرون على جذب أكبر عدد منهم من خلال سلسلة من القصص وكتب التقوية المدرسية.

وتقول إيناس كلبوس – أحد المسئولين عن جناح دار اليمامة للنشر (تونس) – أن كتب الأطفال التعليمية تلقى قبولا كبيرا خاصة مجموعة "جسر النجاح" التي تغطي المناهج من الفصل الأول وحتى السادس الإبتدائي. وتضيف أن سلسلة "مكارم الأخلاق" للأطفال أيضا عليها طلب كبير. كما تعرض دار اليمامة قصصا عالمية مترجمة إلى العربية مثل "بينوكيو" و"ثلجاء والأقزام السبعة" و"ذات القبعة الحمراء", وكلها تباع مع أقراص مضغوطة (السي دي).

ويوجد أيضا جناح "كتابي للنشر والتوزيع" من تونس وهو يصدر سلسلة قصص للأطفال تحمل اسم "زينة وزيزو" وأخرى بعنوان "نونو", هذا بالإضافة إلى سلسلة قصص الأنبياء.

وعلى بعد خطوات من هذا الجناح يكون الموقع المخصص ل"دار المتوسطية للنشر" من تونس وبه مجموعة من الكتب التي تلبي المتطلبات الفكرية والثقافية لمختلف الزائرين بدءا من كتب التراث، مثل كتاب "ابن خلدون بين القدامى والمحدثين" لدكتور أحمد الطويلي، مرورا بالكتب الدينية، مثل كتاب "بإسمك نحيا" للداعية المصري عمرو خالد وصولا إلى الروايات مثل رواية "لافاييت" للكاتبة هند زيادة وهو يضم قصصا حقيقية معاصرة حدثت في هذا الحي التونسي بعد ثورة 2011.

ويحتل "دار الجيل للنشر" من تونس موقعا متميزا في المعرض وبة كمية هائلة من الكتب بمختلف أنواعها وعلى رأسها الكتب الدينية مثل "صحيح مسلم" و"صحيح البخاري" و"فقة السنة" بالإضافة إلي مجلدات شرح الأحاديث القدسية للشيخ محمد متولي الشعراوي وتصدر في ثلاثة أجزاء.

ولمحبي الفيلسوف والكاتب المصري الكبير مصطفى محمود تعرض دار الجيل العديد من مؤلفاته منها "الشك واليقين"، "تجليات الموت بين الفلسفة والدين" و"الحب في زمن العواصف".

وتشارك مصر في هذا المعرض من خلال "الهيئة المصرية العامة للكتاب", التي حرص المسئولون أن تكون حاضرة بقوة في هذا المعرض بالرغم من الصعوبات التي واجهتهم في الحصول على التأشيرة, وذلك لإيمانهم بأهمية الحدث.

ويقول المسئول عن جناح "الهيئة المصرية العامة للكتاب" أدهم محمود إن الناشرين المصريين هم الأكثر عددا من حيث المشاركة في المعرض، مضيفا أن كتب التراث والكتب الأدبية يكون عليها اقبال زائد من الجمهور التونسي. وأكد محمود أن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" تبدأ بعمل خصومات تصل في بعض الأحيان إلى 35 في المائة في منتصف فترة العرض.

ومن أبرز الكتب التي تعرضها "الهيئة المصرية العامة للكتاب" في جناحها "صوت باريس"، "جنة الحيوان" و"الأيام" للأديب الكبير طة حسين، وكتب للروائي الكبير جمال الغيطاني، مثل "الأزرق والأبيض" ومجموعة "الأعمال القصصية".

كما تعرض "الهيئة المصرية العامة للكتاب" أيضا "ديوان الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي" ومجلدات "لسان العرب" للإمام العلامة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم. ويوجد أيضا بنفس الجناح بعض مؤلفات الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور مثل "الناس في بلدي"، "أقول لكم" و"أحلام الفارس القديم".

ومن بين الناشرين المصريين في المعرض أيضا "الدار المصرية للعلوم"، "الدار المصرية اللبنانية" "الذهبية" و"الفرسان". ويقول محمود الخطيب المسئول عن جناح "الفرسان" في المعرض، إن كتب المفكر الكبير الدكتور إبراهيم الفقي هي الأكثر مبيعا من بين معروضات دار النشر. ويؤكد أن أغلب الكتب تباع بتخفيض يصل إلى 15 في المائة.

أما جناح وزارة الثقافة الجزائرية فيضم مجموعة صغيرة ولكن مميزة من الكتب من أحدث إصدارات دور النشر الجزائرية، بحسب دعاس فريد المسئول عن الجناح. ويقول فريد أن كتاب "حكاية العربي الأخير 2084" للكاتب وسيم الأعرج من أكثر الكتب المطلوبة في تونس, مضيفا أنه يعد من كتب الأدب الإفتراضي ويعرض للخصومات بين الدول العربية في قالب روائي ويفترض أن ينقرض العرب بعام 2084..وأوضح فريد أن مشاركتهم بالمعرض تهدف إلى نشر الثقافة الجزائرية, مضيفا أن جميع الكتب هي لمؤلفين جزائريين.

ويبعد عن جناح الجزائر بخطوات جناح وزارة الثقافة المغربية الذي يضم كتب لعشرة ناشرين. ويقول جاد حب الله المسئول عن الجناح المغربي، إن التونسيين يولون اهتماما خاصا للتاريخ الأمازيغي, ويتوقع أن يكون هناك إقبالا على كتب مثل "الحضارة الأمازيغية" و"البربر".

كما تشارك سوريا في المعرض من خلال "دار علاء الدين للنشر" التي تقدم خصومات تصل إلى 50 في المائة على أغلب المنشورات. ويقول رسلان علاء الدين المسئول عن الجناح, أن جميع الكتب المعروضة يكون عليها اقبال من القراء التونسيين. ومن بين الكتب المعروضة في الحناح "موسوعة تاريخ الأديان" لفراس السواح و"أعلام في السياسة والأدب والفن", بالإضافة إلى كتب شعرية لنزار قباني.

ويوجد بالمعرض كذلك أقسام كاملة مخصصة لكتب برامج الكمبيوتر والتكنولوجيا وكتب الطب وكتب المالية والتسويق لراغبي التعمق في هذة المجالات.

وسوف يستمر معرض تونس الدولي للكتاب حتى 3 أبريل القادم وسيتخلله العديد من الندوات على مدار العشرة أيام لتسليط الضوء على الكتاب وأهم أعمالهم, بالإضافة إلى عروض مسرحية للأطفال وورشات عمل عن الكتاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق