«الجارديان»: انفجارات «بروكسل» تشير لتورط محليين متأصلين في أوروبا

الثلاثاء، 22 مارس 2016 03:09 م
«الجارديان»: انفجارات «بروكسل» تشير لتورط محليين متأصلين في أوروبا

اعتبرت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن الانفجارات التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل، صباح اليومالثلاثاء، تؤكد العديد من النقاط الأساسية والمهمة في حال كانت بالفعل، كما تبدو بشكل قوي، نتيجة لهجوم إرهابي،
وأبرزها هو تورط أشخاص محليين متأصلين في أوروبا لا تسلط عليهم قوات الأمن الضوء.
وطرحت الصحيفة عددا من الأسئلة حول ماهية الانفجارات وما إذا كانت ضربة انتقامية، أم دليل على خلية إرهابية جديدة وعدم كفاءة الخدمات الأمنية، وربما إشارة الى أن شبكة الإرهابي صلاح عبدالسلام، العقل المدبر لهجمات باريس في نوفمبر الماضي الذي اعتقل ببروكسل يوم الجمعة الماضي، لا تزال تمارس أانشطتها، أو ربما لا يكون أي من هذه الأسباب نظرا لأننا لا نمتلك إلا معلومات ضئيلة حول الأحداث حتى الآن، والتي بالتأكيد تركت العديد من النقاط المهمة.
وأضافت الصحيفة أن أولى هذه النقاط هي أن تهديد المتطرفين لأوروبا قد يرتفع وينخفض ولكنه لا يختفي عندما يتم القبض على شخص واحد فقط من بينهم، مؤكدة أن "الضربة القوية" كما أسماها السياسيون والتي تحققت يوم الجمعة الماضية بالقبض على عبدالسلام، تبدو الآن بعد انفجارات بروكسل أقل أهمية.
وتابعت الصحيفة، أن النقطة الثانية هي أن كلا من الإرهابيين وهؤلاء الذين يحاولون إيقافهم يسعون للابقاء على المبادرة، وهذا له جانب عملي وآخر نفسي، موضحة أن هيئات مكافحة الإرهاب هدفها الحصول على المعلومات بسرعة كافية تسمح لها بتنفيذ مداهمات ضد المشتبه بهم قبل حتى أن يتاح لهم الوقت لمعرفة من منهم تم اعتقاله وأيهم قد يكون أفشى بأسراراهم في التحقيقات، ناهيك عن التخطيط لضربة جديدة، وبذلك تنهار الشبكات الإرهابية بسرعة أمام هذه الضغوط الحثيثة.
وقالت الصحيفة إنه بالنسبة للإرهابيين فإن هدفهم هو إظهار أنه لا يزال بإمكانهم الترهيب والتعبئة والاستقطاب باستخدام العنف، معتبرة أن هذا الامر لا يتعلق كثيرا بالانتقام ولكنه ببساطة يعكس قدرة مستمرة من جانب الإرهابيين؛ لأنهم ربما يكونوا قد عانوا من خسائر فادحة ولكنهم يقولون إنهم لم ينسحبوا بعد.
وأشارت (الجارديان) إلى أنه رغم تمكن قوات الأمن البلجيكية والفرنسية من اعتقال صلاح عبدالسلام مدبر هجمات باريس، فإن الشبكة الإرهابية التي تضمنته تحتوي على كثيرين، لافتة إلى أن قضاء عبدالسلام كل هذا الوقت طليقا يشير إلى وجود عشرات آخرين كانوا يرعونه.
وأكدت الصحيفة أن هذه هي حقيقة التطرف المعاصر في أوروبا، وأن الامر لا يتعلق بما يطلق عليه اسم (الذئاب المنفردة)، ولكن بمجموعة صغيرة لكنها مهمة من الاشخاص المتأصلين في مجتمعات اوأحياء أوسع نطاقا.
ولفتت الصحيفة إلى أن هؤلاء الأشخاص إما يشاركون المهاجمين في الآراء المتطرفة ذاتها، أو على الأقل مستعدين لدعمهم من باب الصداقة أو صلة قرابة تجمعهم، مدللة على ذلك بدراسات أظهرت أن نسبة كبيرة من المتشددين المهاجمين يشاركون ملامح من خططهم مع آخرين في دوائرهم الاجتماعية المقربة.
وتابعت (الجارديان):"إحدى المشكلات بالنسبة للأجهزة الأمنية تتمثل في أن هؤلاء الذين يدعمون المتطرفين فقط دون أن يتصرفوا هم أنفسهم بعنف يمكن أن يصبحوا هم أنفسهم بشكل سهل وسريع من المسلحين او الانتحاريين في ظروف معينة".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه خلال العقود الماضية كانت كل الهجمات تقريبا في أوروبا قد شهدت تورطا لأشخاص محليين يهاجمون أهدافا محلية بمواد وأسلحة محلية؛ وإذا كانت انفجارات بروكسل صباح اليوم بالفعل هجمات إرهابية، فمن المرجح أن يكون هذا هو الحال في تنفيذها والتخطيط لها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة