«أطفال البحر الأحمر» خارج حسابات المسئولين.. يموتون صعقا بالكهرباء أو بالإهمال الطبي.. يواجهون ظاهرة خطف «حديثي الولادة» من المستشفيات.. والأهالي يتجمهرون للمطالبة بالقصاص لأبنائهم بعد تجاهل المسئولين

في محافظة "البحرالأحمر" الأطفال يواجهون الموت والإهمال حتى وهم داخل أرحام أمهاتهم، غير إنتشار ظاهرة الخطف لحديثي الولادة.. وقد أصبحت حجرات مستشفيات "الغلابة" هى الملاذ المحتمل لأطفال البحر الأحمر، وربما النجاة من الإهمال، أوالفرار من خداع التطوير الوهمى، لكى لا يطلهم صعق كهربائى أوإهمال مسئول بمؤسسات وهيئات وقطاعات الدولة الحكومية والأجهزة التنفيذية، حتى وإن سلموا ربما يصادفهم طبيب لم يراعى حلمهم فى بداية مشوارهم بالحياة..

منذ يومين ودع أهالى مدينة الغردقة الطفل عبد الرحمن، الذى لقى مصرعه نتيجة صعق بكابل كهربائى، وأصيب شقيقه وصديق له أثناء ملامستهم لـ"الكابلات المكشوفة" التى تجرى إدارة الكهرباء أعمال الصيانة بها فى منطقة "جبل العفش".

ومكث "عبدالرحمن" قبل وفاته بالمستشفيات لفترة تجاوزت 3 أسابيع دون تحسن، لأن العلاج الذي قدم له لم يؤدي إلي أى تحسن في حالته الصحية بل زادها سوءا، مما دفع الأهالي للمطالبه بفتح تحقيق موسع بالواقعة.

وقال محمد خميس، عضو الجمعية الوطنية للتغييرفى الغردقة، أن مستشفيات البحر الأحمر تفتقد للرعاية والإهتمام بالأطفال، بسبب عجز الإمكانيات، مما يدفع معظم الحالات الحرجة لدخول مستشفيات خاصة أو التوجه للمحافظات الأخرى.

وأضاف "خميس": "جميع المستشفيات الخاصة أثبتت أنها ليست سوى لجمع المال وأصحابها يحترفون النصب والكذب على مرضاهم، مما يضطر العديد للسفر خارج المحافظة، باحثين عن رعاية صحية أفضل، وغالبا تتوفي الحالة نظرا لتأخر العلاج".

وتابع: "حتى الأطفال لا تجد إهتماما من مستشفياتنا ولا من مسئولي المحافظة فنفقد العديد منهم، لما نعانيه من سوء الرعاية الطبية بجميع مستشفياتنا العامة والخاصة، وكان عبدالرحمن آخر أبناءنا، والذي توفي بسبب إهمال الدولة للبنية التحتية وإهمال المحافظ فى إنقاذه بإرساله للعلاج بالخارج".

وفى مطلع 2016 الجاري تم خطف مولود من داخل "حضانة" المستشفى العام في ظروف غامضة، ولم يستطيع أحد معرفة مكانه أو التوصل لمختطفيه بالرغم من تبليغ الشرطة بالواقعة.

وفى نوفمبر الماضى لقى طفل مصرعه صعقًا بالكهرباء فى شارع السلام بالغردقة، ويبلغ من العمر 4 سنوات، وكشفت المعاينة الأولية لرجال الشرطة عن العثور على جثة الطفل ملقاة بجانب إحدى اللوحات الكهربائية، وتبين من التحريات أن الطفل يسكن بنفس المنطقة، وأثناء لعبه بجوار إحدى اللوحات الكهربائية بها "أسلاك عارية" صعقه التيار الكهربائي، ولقى مصرعه في الحال.

وفى مايو الماضى دخل الطفل عماد محمد، البالغ من العمر 6 أشهر، إلى مستشفى الغردقة العام،لإجراء عملية "فتاق"، ولكنه دخل فى حالة غيبوبة إلى أن أعلن الأطباء وفاته، واتهمت أسرة الطفل أطباء المستشفى بالإهمال والتسبب فى وفاة ابنهم.

ومنذ أقل من عام توفى طفل مصاب بالحمة الشوكية يدعى أحمد بهاء، وتقاعست المستشفى عن علاجه بعد تحويله من حميات الغردقة لمستشفى الغردقة العام فى حاله غيبوبة تامة، وتشنجات، وارتفاع بالحرارة، وزرقة بالشفتين، دون التدخل لعلاجه من قبل أطباء الحميات.

ودخل أيضا "أندرو"، الذى يبلغ من العمر 5 سنوات، مستشفى الغردقة لإجراء عملية إستئصال "لوز"، وبسبب نقص الأكسجين، وإهمال الأطباء أصيب بالعمى المؤقت.

ولم تسلم الأجنة وأمهاتهم من كوارث الإهمال في المحافظة، فتعرضت عدد من سيدات سفاجا إلي الإصابة بإنفجار فى الرحم ووفاة الجنين، على يد "رئيس قسم الولادة"، بالمستشفي العام، ولكن وزارة الصحة عاقبته بالنقل إلى جنوب البحر الأحمر بدلا من محاسبته.

وكذلك تجمهر العشرات من الأهالى أمام مستشفى الغردقة بعد وفاة ربة منزل وجنينها نتيجة الإهمال الطبي بالمستشفيات.