الكنيسة الارثوذكسية تحتفل بـ«بابا العرب».. ضابط إحتياط بالجيش المصري.. «ذهبى الفم» عمل كرئيس تحرير لمجلة مدارس الأحد.. بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ 117

تحتفل الكنيسة الارثوذكسية والمصريين أجمع يوم 17 مارس، بالذكرى الرابعة لرحيل البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ 117، والذى اشتهر بألقاب بابا العرب والبابا المعلم ومعلم الأجيال ومعلم المسكونة ومعلم الشعب وذهبى الفم والقلم وبابا العرب وكاروز العصر.

ولد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رقم «117»، في تاريخ البطاركة ولد باسم نظير جيد روفائيل، في يوم الجمعة الموافق 3 أغسطس 1923 في قرية سلام بمحافظة أسيوط التابعة لإبراشية منفلوط.

وعندما توفيت والدتة انتقل إلى دمنهور مع أخيه الأكبر روفائيل الذى قام بتربيتة، فدرس في مدرسة الأقباط الابتدائية ثم بمدرسة الأمريكان ببنها، وانتقل مع الأسرة إلى القاهرة وسكنوا في حي شبرا، حيث درس بمدرسة الإيمان الثانوية، ونال إعجاب معلميه لتفوقه ودماثة خلقه.

وبعد حصوله على شهادة الثانوية التحق بجامعة فؤاد الأول بكلية الآداب قسم تاريخ، وحصل على الليسانس في الآداب سنة 1947م، عمل بعد ذلك بالتعليم في المدارس الثانوية ولكنه تركها لرغبته في تكريس وقته لخدمة الرب، ويعد البابا شنودة أول بابا يحصل على مؤهل عالٍ.

وتم تجنيده ضابطًا احتياطيًا بالجيش برتبة ملازم عام 1948، كما التحق بالكلية الإكليريكية، وتخرج فيها 1949م بتقدير «ممتاز» وكان الأول على دفعته وكان يخدم بمدارس الأحد في أماكن كثيرة خاصة بكنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بشبرا، وكنيسة القديسة مريم بمسرة، وجمعية النهضة الروحية بشارع فؤاد بشبرا، كما كان يرأس ملجأ مدارس الأحد بشارع روض الفرج.

واختير مديرًا لتحرير مجلة مدارس الأحد وكان عضوا بنقابة الصحفيين، وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة، وذهب الى دير السريان ببرية شيهيت، وقام الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير، برسامة راهبًا باسم الراهب أنطونيوس في يوم 18 يوليو سنة 1954م، وكان عمرهانذاك 31 عامًا وقت رهبنته فأخلى ذاته وتدرج في الخدمة في الدير أمينًا للمكتبة، ومسئولا عن المطبعة ونشر المخطوطات، وعن الضيوف الأجانب وأحيانا كان مسئولا عن الزراعة والمباني.

وقد اشتاق لحياة التوحد فاعتكف في قلايته داخل الدير، وتركها إلى أخرى بالحديقة خارج الدير الذي تركه بعد ذلك، فأرشده الله إلى مغارة أحد القديسين، تبعد عن الدير نحو 12 كيلو مترًا، وكانت تمر عليه فيها أسابيع لا يرى وجه إنسان، وكانت فرصة للخلوة مع الله والقراءة والتأمل والدراسة والتشبع بأقوال الآباء.

صار أول أسقف للتعليم فى 30 سبتمبر 1962 فاهتم بمدارس الأحد ومناهجها وتنظيمها واهتم بالإكليريكية ومستوى التعليم فيها وكان يقوم بعظته الأسبوعية لكل الشعب والتف الناس حوله في حب شديد.

وحينما تنيح “توفى” البابا كيرلس السادس يوم 9 مارس 1971 م، اجتمع المجمع المقدس برئاسة الأنبا أنطونيوس القائم مقام البطريرك، ليتدبر أمر اختيار البطريرك الجديد لمرات عديدة طال فيها النقاش، حتى استقر الرأي على اختيار خمسة من مجموع المرشحين، تمت بينهم الانتخابات واستقرت على اختيار ثلاثة منهم؛ هم نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم، والأنبا صموئيل أسقف الخدمات، والقمص تيموتاؤس المقاري، وأجريت القرعة الهيكلية يوم الأحد 31 أكتوبر 1971م، فاختارت العناية الإلهية الأسقف شنودة ليكون البابا الـ117 في سلسلة باباوات الإسكندرية.

وفي عهده بنيت كنائس كثيرة في داخل مصر وخارجها في كثير من بلاد العالم، واهتم قداسته بإكمال بناء الكاتدرائية، والمقر البابوي الجديد، ووضع حجر أساس مستشفى مارمرقس، كما تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب وأكثر من 400 كاهن، وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية، وكنائس المهجر.

وقد أولى اهتمامًا خاصًا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وفى عهده أيضًا زادت الإبراشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس، سواء داخل أو خارج جمهورية مصر، لكن بسبب اعتراضاته التي أبداها أثناء كتابة الدستور المصري في عهد أنور السادات، حدد السادات إقامته في دير النطرون.

ومنذ ذلك الحين أصبح شنودة بطريركًا للكرازة المرقسية ولم يفارقها إلا حين أبعده الرئيس الراحل محمد أنور السادات عنها في اعتقالات سبتمبر 1981 الشهيرة، إلا أنه عاد في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بعد حكم المحكمة. وقد رحل البابا يوم 17 مارس عام 2102، عن عمر يناهز 89 عامًا.

وتمتع البابا شنودة الثالث بخفة الظل التي جعلته قريبا إلى جميع المصريين حيث اعتاد على إطلاق النكات في عظاته وكل المناسبات فلاتوجد مناسبة او ظرف الامانتمتع بخفة ظلة
ودعونا نتذكر احد المواقف منها حينما التقى البابا مع الشيخ محمد سيد طنطاوى، شيخ الجامع الأزهر، وكان على المنضدة موبايل وجاءت مكالمات كثيرة وعندما يرن الموبايل يرد البابا: "مشغول..عندى اجتماع"، فسأله الشيخ طنطاوى يا قداسة البابا أليست لى مكالمة؟، فرد البابا، يا فضيلة الشيخ التليفون الآن بيضرب جرس.. لما يأذن حدهولك".

وعلى الرغم من ان البابا صعيدى الاصل حيث ولد فى محافظة اسيوط إلا أنة اشتهر بخفة ظلة ةقفاشتة مع أبناء الصعيد وفي أحد اللقاءات سأله شخص:" يا قداسة البابا هل في يوم القيامة هنقوم صعايدة زى ما إحنا ولا لع؟ فرد عليه في الدينونة – القيامة - مش هتقوم صعيدى ربنا هيكون صلحك على الآخر".

ومن اهم مااتسم بة ايضا البابا شنودة الثالث الوطنية وحبة الشديد لبلادة وحكمة الشديدة فى التصرف فى الامور وانة يضع المصلحة العلياالى البلاد قبل اى مصلحة طائفية حيث اشتهر بمقولة «مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا».. كلمات تلخص الوطنية العالية التي كان يتمتع بها البابا شنودة.