تفاصيل أجتماع المخابرات المصرية بحركة حماس

الإثنين، 14 مارس 2016 01:20 ص
تفاصيل أجتماع المخابرات المصرية بحركة حماس
حركة حماس
إبراهيم مطر

طالب رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء خالد فوزي "حماس"، خلال اجتماع مع وفدها في القاهرة، بإنهاء ارتباط الحركة بـ"جماعة الإخوان المسلمين".

وتدرس القاهرة عددا من المطالب، تقدمت بها الحركة خلال الاجتماع، الذي جرى وسط أجواء إيجابية، وفق وكالة "معا" الفلسطينية، وشهد تقديم وفد "حماس" قرائن وأدلة، تثبت عدم ضلوع الحركة في هجمات وقعت في مصر، أو ارتباطها بـ"الإخوان المسلمين".
ويأتي على رأس تلك المطالب وقف إغلاق الجيش المصري للشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر في إطار خطة القضاء على الأنفاق، وفتح معبر رفح.

وفد "حماس" ضم أعضاء من قيادة الحركة في الداخل والخارج، وترأسه عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق؛ وقام الوفد بزيارته إلى القاهرة أمس (12 03 2016)، في جولة لن تقتصر على مصر؛ بل ستشمل قطر والسعودية وإيران وتركيا ولبنان خلال الفترة المقبلة، من أجل توضيح الأوضاع السياسية والمعيشية الصعبة، التي يمر بها القطاع؛ إضافة إلى دعم انتفاضة القدس، واتخاذ مواقف سياسية عبر منظمة التعاون الإسلامي.

ومن المعلوم أن العلاقات بين مصر والحركة الفلسطينية تشهد توترا شديدا منذ سقوط نظام "الإخوان" والرئيس الأسبق محمد مرسي؛ إذ تعَدُّ الحركة فرعا لـ"جماعة الإخوان المسلمين" في الأراضي الفلسطينية، وقد وُجهت إلى "حركة المقاومة الإسلامية" اتهامات عديدة لهذا السبب، منها: مساعدتها "للإخوان" في اقتحام السجون عام 2011، ومساعدة أفراد من الجماعات الإرهابية الموجودة في مثلث رفح–العريش– لشيخ زويد. وتواصلت الاتهامات للحركة إلى درجة إصدار إحدى المحاكم المصرية حكما باعتبارها جماعة إرهابية؛ لكن الحكم استُدرك في إحدى درجات التقاضي، ليتم إسقاطه فيما بعد.

غير أن التوتر المصري مع "حماس" عاد ليبلغ أقصاه مؤخرا، مع إعلان وزارة الداخلية المصري عن تورط عناصر من "حماس" في اغتيال النائب العام المصري الأسبق هشام بركات؛ الأمر، الذي ردت عليه الحركة بالنفي القاطع، وبإعلان مسؤولي "حماس" عن استعدادهم للتعاون مع السلطات المصرية في التحقيق الجاري حاليا في هذه القضية.

وتأتي هذه الزيارة في مسعى لترميم جسور الثقة المتبادلة بين القاهرة وغزة؛ وصرح المتحدث باسم "حماس" صلاح البردويل بأن الوفد التقى رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، مشيرا إلى أن الوفد يحمل أدلة براءة الحركة من تهمة اغتيال النائب العام، وأكد حرص "حماس" كل الحرص على أن تبقى العلاقات بين القاهرة والشعب الفلسطيني و"حماس" قائمة على الاحترام، ودعا إلى فتح معبر رفح وتخفيف حالة الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.

ويمكن القول إن "حماس" في حاجة إلى مصر لأسباب، منها معبر رفح المغلق بشكل شبه دائم؛ وهو الذي يمثل للفلسطينيين نافذة على العالم، وذلك إلى جانب حاجة "حماس" الماسة إلى استعادة جزئية للأنفاق الغارقة في المياه، التي قضت على تجارة رائجة، كانت تمثل مصدرا من مصادر الدخل لسلطة "حماس".

وفي المقابل، تحتاج القاهرة إلى "حماس" لإحكام السيطرة على مثلث "رفح–العريش-الشيخ زويد"؛ تلك المنطقة التي لا تتجاوز مساحتها 50 كيلومترا مربعا، لكنها تمثل صداعا لرأس النظام المصري، وتساور السلطات المصرية شكوك دائمة في ارتباط بين الجماعات الإرهابية في سيناء و"حماس".

وزير الخارجية المصري الأسبق وعضو مجلس النواب السفير محمد العرابي أكد أن اعتبارات كثيرة تحكم علاقة مصر بحركة "حماس"؛ وبالتالي، فإن أي إجراءات ضدها تتطلب حرصا وحكمة سياسية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق