«مارس» شهر عظماء الكنيسة «الأرثوذكسية».. رحل فيه القمص «فلتاؤس السريانى» والقمص «بيشوى كامل».. وفقد العرب البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث
السبت، 12 مارس 2016 11:02 ص
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى شهر مارس من كل عام برحيل عظمائها، فهو يرتبط برحيل 2 من الباباوات الذين أثروا بشكل كبير في تاريخها، ورحيل راهبا، وكبير شيوخ دير السريان بوادى النطرون، ووفاة البابا كيرلس السادس، رجل الصلاة، والبابا شنودة الثالث، بابا العرب ومعلم الاجيال، وابونا فلتاوس السريانى، شفيع المستحيلات.
«البابا كيرلس السادس»، رجل الصلاة.. تحتفل الكنيسة بالذكرى الـ 45 لرحيله فى 9 مارس من كل عام، وهو البابا الـ116 فى تاريخ باباوات الكنيسة القبطية الارثوذكسية.
«كيرلس» من مواليد بلدة طوخ في عام 1902، باسم «عازر» وكان الثانى بين إخوته، وسلك الطريق الرهبانى بعد حصوله على البكالوريا، تاركًا عمله باحثا عن الصحراء «الرهبنة»، ورسم راهبًا عام 1928 بكنيسة السيدة العذراء في دير البراموس، باسم الراهب مينا، وهرب من رسامته أسقف لرغبته في الوحدة، ومن ثم توحد في «الطاحونة» بمصر القديمة والتي كانت مهجورة آنذاك – لمدة خمس سنوات، وتعد الطاحونة مزارًا للكثيرين من المسيحيين الآن، وكان خادمًا للفقراء يعمل على حل مشكلاتهم بالصلوات.
وفي عام 1944 أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بمغاغة، وتتلمذ علي يده الكثير منهم، وقام بتعمير الدير وإعادة أبناء الأسوار والمبانى المتهالكة، مما جعل أسقف بنى سويف وقتها يعطيه درجة القمصية، لاسيما بناء كنيسة باسم مارمينا بمصر القديمة.
وترشح لمنصب الباباوية، ليكون السادس بين المرشحين، في 2 نوفمبر 1957، بعدما تنحى المرشح الخامس ليتقدم هو لإجراء القرعة الهيكلية، وفى 19 أبريل عام 59 جاء بطريركًا للكنيسة بالقرعة الهيكلية.
وقام «كيرلس» برسامة بطريرك لإثيوبيا وعقدت اتفاقية بين كنيستي مصر وإثيوبيا لتأكيد أواصر المحبة بينهما.
وفي نوفمبر سنة 1959 أرسي حجر الأساس لدير الشهيد مارمينا العجايبي بصحراء مريوط، وأعاد له جزء من جسده، وبني به كنائس وكاتدرائية، وفي 25 يونيو 1968 استقبل كيرلس السادس جسد مارمرقس بعد غيبته عن أرض مصر أحد عشر قرنًا من الزمان، وأودعه في مزار خاص بني خصيصًا تحت مذابح بالكاتدرائية بالقاهرة.
كما اتسم بعلاقة وثيقة مع الرئيس عبد الناصر وقاما سويا بافتتاح الكاتدرائية الحالية بالعباسية، بحضور إمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسي، لعب دورًا وطنيًا في توطيد العلاقة بين مصر وإثيوبيا وإنهاء الخلافات على ملف المياه، وكان أول المنادين بعد الذهاب للقدس طالما تحت وطئة الاحتلال.
وعرف بأنه رجل المعجزات، لشفاء الكثير من المرضى ونجاح الطلاب الذين يطلبون صلواته وغيرها، وقبل لفظ أنفاسه الأخيرة قال"الرب يدبر أموركم"؛ ولهذا اعترفت به الكنيسة قديسًا عام 2013.
«البابا شنودة الثالث»، بابا العرب.. تحتفل الكنيسة القبطية برئاسة البابا تواضروس الثانى، بالذكرى الرابعة لرحيله وذلك باقامة القداس الإلهي بدير الأنبا بيشوى بوادي النطرون الخميس المقبل، ورسامة 37 كاهنا، لاسيما بأن المركز الثقافى خصص كل عام جائزة للحكمة باسمه لاحدى لشخصيات بارزة.
ولد «البابا شنودة الثالث» في قرية سلام بمحافظة أسيوط في 3 أغسطس 1923، وفقد والدته وهو في مهده فتوالت نساء القرية مسلمات ومسيحيات على إرضاعه، تدرج في التعليم إلى أن وصل لدرسة التاريخ في جامعة فؤاد -آنذاك، وكان شاعرًا وأديبًا وعضوا بنقابة الصحفيين، وكان على صلة برجال السياسة.
ترهب بدير السريان عام 1954، وعاش الوحدة من عام 1956 إلى عام 1962، ومن ثم أختير سكرتيرا للبابا كيرلس السادس، ورسم أول أسقف للتعليم المسيحي عام 62، وجاءت به القرعة الهيكلية بطريركا للكنيسة القبطية عام 1971.
ولعب البابا شنودة دورًا رائدا في القضية العربية كلها، ولاسيما القدس المحتلة، اجتاز مراحل كثيرة وأزمات متتالية حفاظا على الوحدة المصرية ولذا لقبوه بابا العرب.
وكان رافضًا لمظاهرات 25 يناير 2011، ودعا للعدول عنها لأنها تستهدف فوضى، وظل يخدم أبناء الكنيسة طيلة باباويته ولقبوه معلم الأجيال إلى أن وافته المنية في 17 مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عامًا، توافد مئات الآلاف مسلمون ومسيحيون لإلقاء نظرة الوداع عليه بالكاتدرائية واستقر كوصيته ودفن جسده بدير الأنبا بيشوى الذي شهد مدة تحديد إقامته.
القمص «فلتاؤس السريانى»، شفيع المستحيلات.. فى يوم 17 مارس من كل عام تحتفل الكنيسة بذكراه، واقدم رهبان برية شيهي، وأحد الرهبان الناسكين الذي وافته المنية عام 2010، واشتهر بالقداسة والمعجزات، ويعود مولده لمحافظة الشرقية، بتاريخ 1 أبريل 1922، وترهبن فى دير السريان 1948، وخدم بالعزباوية «مقر الدير بالقاهرة» أكثر من 4 سنوات وعاد فى سنة 1975.
بنى له أبونا أنطونيوس السريانى «قداسة البابا شنودة الثالث» قلاية منفردة بالجنينة عام 1962م، وأحتفل باليوبيل الذهبى لرهبنته عام 1998، وتوفى فى 17مارس2010.
«القمص بيشوى كامل»، راعى كنيسة «مارجرجس» بإسبورتنج بالإسكندرية.. ولد فى 6 ديسمبر 1931 في «دمنهور – البحيرة»، وحصل على بكالوريوس علوم «قسم جيولوجيا» من جامعة الإسكندرية سنة 1951 بتقدير جيد، وخدم بقوة هناك وله مكانة خاصة في قلوب الأقباط والمسلمين، وتوفى في 21 مارس سنة 1979، واقيمت له جنازة مهيبة بالإسكندرية بحضور البابا شنودة الثالث.