ننشر تفاصيل ندوة التعاون المصري الياباني في مجال التعليم
الثلاثاء، 08 مارس 2016 10:09 م
افتتح الدكتور عبد الوهاب عزت نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والقائم بعمل رئيس الجامعة ندوة تحت عنوان "نظام التعليم فى اليابان الدروس المستفادة وسبل دعم التعاون المصرى اليابانى فى مجال التعليم "، والتى نظمها قسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية بكلية التربية.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الوهاب على أهمية التبادل الحضارى والثقافى والفكرى بين الدول وبعضها وأن الدولة التى تنغلق على ثقافتها تندثر فلا بد من مد جسور التفاهم بين الدول المختلفة ونقل الأفضل وبصورة تلائم ثقافتنا وتقاليدنا فمن هنا تأتى أهمية دراستنا لتجربة اليابان وخاصةً أنه نظام تعليمى أقرب ما يكون إلى الكمال.
وأوضح الدكتور سعيد خليل عميد كلية التربية جامعة عبن شمس، أن قضية التعليم وتطويره فى مصر هى قضية رئيسية تشغل الحكومات والوزارات والجامعات وكليات التربية فى كل انحاء الجمهورية لكن العنصر التشريعى والحكومى ليس وحدة هو السبيل لتطوير منظومة التعليم فى مصر فالعمود الاساسى فى العملية التعليمية هو المعلم فعلى المعلم أن يكون صاحب فكر متنور وثقافة عالية وأن يكون إدارى جيد قادر على توجيه وإعداد قادة المستقبل.
وأشار هيدياكى ياما موتو مدير مركز الثقافة والإعلام بسفارة اليابان بالقاهرة، إلى زيارة السيد الرئيس عبد الفاتح السيسى إلى طوكيو الحالية التى من المنتظر أن تثمر عن كثير من التعاون المشترك وخاصةً فى مجال التعليم حيث تسعى مصر الاّن لتبادل الخبرات مع اليابان فى المنظومة التعليمية وإدارتها وسيتم التدريس طبقًا للنظام اليابانى فى بعض المدارس النوذجية وهذا دور السفارة اليابانية فى زيادة ودعم تعاون والتفاهم بشكل صحيح وفعال بين الشعبين.
وقامت أكى هوشينو المستشار التعليمى بسفارة اليابان بالقاهرة بشرح تصور عام حول نظام التعليم فى اليابان والإختلافات بينه وبين نظام التعليم فى مصر.
واستهلت أكى هوشينو شرحها عن مراحل التعليم فى اليابان بأنها تبدأ بالحضانة وهى ليست إلزامية ثم 9 سنوات إلزامية 6 للمرحلة الإبتدائية و3 إعدادية ثم المرحلة الثانوية والمدارس الفنية باليابان، والمدارس باليابان إما حكومية تابعة لوزارة التعليم بشكل رئيسى أو مدارس تابعة للمحافظات والمدن وهى الأوسع إنتشارًا ومدارس خاصة.
وأعداد الطلاب فى اليابان تزيد عن 6 مليون طالب يدرس لهم 41 أإلف مدرس وإذا ما قارنا نسبة الطلاب للمدرسين فى مصر واليابان ما يسمى بكثافة الفصل سنجد أن باليابان كثافة الفصل منخفضة جدًا عن مصر وهو ما ينعكس لصالح العملية التعليمية ويرجع هذا إلى إرتفاع نسبة الأطفال والشباب بمصر من كبار العمر على عكس المجتمع اليابانى فأعلى نسبة فيه لكبار السن وهذا لصالح مصر إذا ما أحسنت توظيف هذه الميزة.
وأشارت أكى هوشينو إلى التشابه بين القوانين التى تخص التعليم بين مصر واليابان فحق المواطن أن يتلقى التعليم المناسب له ولقدراته ويكون مجانى منصوص عليه فى الدستور المصرى واليابانى ولكن اليابان بها قانون يحدد الرواتب وقوانين مزاولة التعليم وشروطها وقانون عن الكتب والمكتبات المدرسية.
وعن خطة التعليم الرئيسية فى اليابان فتحدثت أنها تحدد من قبل الحكومة وتوضع لمدة 5 سنوات والآن اليابان أنهت الخطة الخماسية الثانية وتشتمل كل خطة على المبادئ الرئيسية للتعليم فمثلًا فى هذه الخطة مبادئنا الإعتماد على الذات والتعاون والخلق والإبتكاروالحذف من الخطط هو الحفاظ على مستوى التعليم وتقيمه وتطويره بشكل مستمر.
أما عن وزارة التعليم فى اليابان فهى تشتمل على 7 وزارات فى مصر فهى تشمل وزارة التعليم ووزارة التعليم العالى ووزارة البحث العلمى والأوقاف والآثار والثقافة والشباب ودورها تحديد الإطار العام لنظام التعليم ومعاير التعليم على اليابان كلها وتقوم بدعم وتوجيه المدارس الموحدة بالمحافظات فنظام الإدارة التعليمية فى اليابان يشتمل على نظام مركزى فى وضع السياسات ولا مركزى تابع للمحافظة فى إدارة التعليم وكيفية تطبيق السياسة وتحقيق الأهداف.
وعن طريقة تعيين وإختيار المعلم فى اليابان يتم اختياره من قبل لجنة التعليم فى المحافظة والتى تتكون من رئيس و4 أعضاء يتم الموافقة عليهم من المجلس التشريعى بالمحافظة والشروط المؤهلة للمعلم هى تخرجه من كلية التربية ثم حصوله على رخصة التدريس التى تجدد كل 10 سنوات ويمر المعلم باختبارات تقيمها المحافظة وهى اختبارات تحريرية فى مواد التخصص وعملية وتربوية تجريبى وايضًا من المهم جدًا وجود خبرات لدية فى العمل التطوعى وقدرة على العمل الجماعى وإدارة المجموعات والمظهر الشخصى والجسمانى اللائق.
وعن وضع المعلم فى اليابان أوضحت أكى هوشينو فإن المعلم يكرث حياته للبحث العلمى والتدريس وتقويم وتطوير نفسه وثقل المعرفة ليؤهل لمهمته النبيلة وهى تنشئة وتربية بذور المجتمع لتنبت نبت صالح.
أما عن دور أولياء الأمور فى إدارة وتقويم المدرسة فقامت اليابان بعمل مبادرة تهدف لدمج وتفاعل المدرسة مع المجتمع المحلى بحيث يشكل مجلس إستشارى من أولياء الأمور وكبار أهالى المنطقة ومتطوعين من شباب البلدة يجتمعوا مع الإدارة ليطلعوا على ما يدور داخل المدرسة ومحاولة حل المشكلات التى تواجه الطلاب أو الجهاز الإدارى وكذلك تقييم أداء المدرسة والمناهج والأنشطة والخطة الأمنية لمواجهة الكوارث التى تتبعها المدرسة.
وأشارت أكى هوشينوالى أن العام الدراسى باليابان الذى يبدأ فى أول أبريل وينتهى فى أول مارس من العام التالى أى عام ميلادى كامل يتخلله إجازة واحدة لا تتجاوز الأسبوعين ولا ينقطع الطلاب فيها عن المدرسة بل يأتون فقط لممارسة الأنشطة المختلفة.
أما عن اليوم الدراسى فهو يبدأ من 8 صباحاُ وينتهى فى 4 مساءًا ويبدأ بالطابور المدرسى ثم اجتماع لمدرس الفصل بطلابه فلكل فصل مدرس مسئول عنه يتحاور مع طلابه لمعرفة مشكلاتهم أو توجهاتهم وطموحاتهم وآمالهم وعليه توجيههم وإرشادهم فى كل شئ سواء متعلق بالدراسة أو بحياة الطالب الشخصية ثم يبدأ الطالب بالدراسة فى تمام 8:40 صباحا ويحصل على 4 حصص مدة كل واحدة 50 دقيقة ثم تأتى فترة الراحة والطعام فيها ينقسم الطلاب إلى مجموعات واحدة لتحضير الموائد والكراسى لتحويل الفصل إلى مطعم لتناول الطعام وأخرى لتقديم الطعام المعد مسبقًا بمطبخ المدرسة وفقًا لمعايير التغذية والصحة التى تقررها الوزارة ويتم مراقبتها بشكل صارم ودقيق.
أما عن المنهج الدراسى فتقوم الوزارة من خلال متخصصين وباحثين بوضع الخطوط الرئيسية والموضوعات العامة التى يجب أن يدرسها الطالب فى كل مرحلة ثم تقوم كل محافظة بوضع المنهج وعدد الساعات الأزمة لتدريس كل مادة وللمعلم الحرية فى كيفية مناقشة الموضوع والقدر الذى يقوم بشرحه فى كل يوم ويتم تغير المنهج كل 10 سنوات لضمان تطوره المنهج ومواكبته لأحدث النظريات العلمية التى تم التأكد من ثبوتها وصحتها ويكون تغيره من خلال متخصصين قاموا بعمل أبحاث دقيقة على المنهج.