بالفيديو والصور.. الحكومة تُحيل مستشفى «أبو سلطان» للمعاش المبكر.. تتحول وكرًا لتجارة المخدرات.. آلاف الجنيهات خسائر الأجهزة الطبية.. الأهالى:«خايفين نموت ببلاش».. وصحة الإسماعلية:«الوضع تحت السيطرة»

الثلاثاء، 08 مارس 2016 06:33 م
بالفيديو والصور.. الحكومة تُحيل مستشفى «أبو سلطان» للمعاش المبكر.. تتحول وكرًا لتجارة المخدرات.. آلاف الجنيهات خسائر الأجهزة الطبية.. الأهالى:«خايفين نموت ببلاش».. وصحة الإسماعلية:«الوضع تحت السيطرة»
شيرين شلتوت

في يوم 23 يوليو 1963، أفتتح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مستشفى أبوسلطان المركزي وسمي آنذاك مبنى المجموعة الصحية ليكون ثاني أكبر مستشفيات الإسماعيلية المركزية التي تخدم قرية ابوسلطان وتوابعها، ويضم المستشفى المقام على مساحة 5 أفدنة غرفتي عمليات ومبنى اداري، وسكن للأطباء، وهيئة التمريض، ومطبخ مركزي، ومبنى داخلي يسع 350 سرير، ووحدة اسعاف، ووحدة ملاريا.

وفي عام 2009 أصدر الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة وقتها، قرار بإلغاء جميع المستشفيات التكاملية وتحويلها الى مستشفيات لطب الأسرة وتم بالفعل إستقطاع جزء من مستشفى «أبوسلطان» ليكون وحدة لطب الأسرة، وتم إهمال باقي مساحة المستشفى بمبانيه ووحداته وأقسامه المجهزة والتي كانت تخدم الآلاف من أهالي قرية أبوسلطان وتوابعها، والمصطافين، وعدد من أهالي سيناء المقيمين على الضفة الشرقية للقناة، وتحولت المستشفى من صرح طبي عملاق الى «خرابة» تأوي الهاربين من أحكام جنائية، ومدمني المخدرات.

محتويات المستشفى
قال محمد عبد الحميد_ أحد سكان القرية، إن المستشفى كان يضم 70 سرير ومعدات واجهزة وغرفتي عمليات على أعلى مستوى، ووحدة اسعاف، ووحدة لغسيل الكلى، وكانت تعمل على مدار 24 ساعة وتقدم خدمة صحية ممتازة، الا ان قرار إغلاقها تسبب في نقل جميع الاجهزة والوحدات الى مستشفيات «التل الكبير»، و«فايد»، فتم نقل جهاز الاشعة والمنظار الى مستشفى التل الكبير، ووحدة الغسيل الكلوي الى مستشفى فايد، بسبب قرار الوزير الذي قضى علي اى خدمة صحية كانت تقدمها المستشفى.

إختفاء سيارات الإسعاف
كما قال أحمد مصطفى_ أحد سكان القرية: «إننا حتى الآن لا نجد حتى سيارة اسعاف تنقلنا إلى مستشفيات المدينة التى تبعد عن القرية بحوالي 35 كيلو متر، وتوجهنا للمسئولين وعلى رأسهم محافظ الإسماعيلية السابق اللواء احمد القصاص، لحل المشكلة ومخاطبة وزارة الصحة لاعادة تشغيل المستشفى، كما أقترح بعض الأطباء وقتها بتشغيل المستشفى مرة اخرى بأجر رمزي، ولم يدرس احد الأقتراح ولم يأتي رد المحافظة على ذلك حتى هذه اللحظة، لتخفيف العبء عن الأهالي وإنقاذ هذا الصرح من المباني والتجهيزات التي قضى عليها الأهمال والدمار».

وأضاف حسن ابراهيم، أحد سكان القرية: «اننا فوجئنا بغلق المستشفى ونقل الاجهزة واختفاء معمل التحاليل وتسريح جميع الاطباء واطقم التمريض، والمستشفى كانت تخدم قطاع عريض من المواطنين وصل الى 250 الف نسمة من سكان ابوسلطان وضواحيها وتوابعها، اما الان تحول جزء منها الى وحدة طب أسرة صغيرة تعمل حتى الساعة 12 ظهرا مما يحملنا تكلفة الكشف في العيادات الخاصة، كما تم تجديد الوحدة الموجودة حاليا بدهانات تكلفت 2 مليون جنيه لم تقدم للمواطنين اى شئ».

ضعف الإمكانيات
وأشار أحمد غريب، أحد سكان القرية، إلي أن قبل إلغاء المستشفى كانت تقدم خدمات لحالات الحوادث والأمراض المستعصية، ولكن الآن فإمكانيات الوحدة محدودة جدا ولا تستطيع اسعاف احد.

وتسائل «غريب» عن موقف محدودي الدخل وعمال اليوميات مما يحدث الان وعن المستفيد من قرار تحويل المستشفى الى وحدة صغيرة، والذي صب في المقام الأول والاخير في مصلحة العيادات الخاصة التي «تكوي» جيوب الأهالي من محدودي الدخل، الذين لا يجدون قوت يومهم ويدفعون عشرات اضعاف تكلفة العلاج والدواء بالمستشفى قبل إغلاقها حسب قوله.

ويصف مصطفى حسين، أحد سكان القرية، حال المستشفى بـ«الخرابة» بعد إهدار هذه المساحة الهائلة من المباني والامكانيات والخدمات، مشيرا الى أن الأهالي توجهوا بالشكوي لجميع الجهات ولم يستجيب لهم احد.

وناشد «حسين» االدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحه، وقائد القوات المسلحة، بعودة تشغيل المستشفى المعطلة تماما لانقاذ حياة الاهالي من بعد المسافة عن مستشفيات الإسماعيلية في حالة الحوادث والأمراض المستعصية ومن تكاليف العلاج بالعيادات والمستشفيات الاستثمارية.

وأكد اسلام مصباح، أحد سكان القرية، أن المستشفى بعد قرار إغلاقها تعرضت للسرقة والسطو، وأصبحت مأوى للخارجين عن القانون و«البلطجية»، ومدمنوا المخدرات، ونهبت جميع امكانياتها دون رقيب، بحسب قوله، موضحا ان الاهالي نظموا اكثر من وقفة عام 2012 لاعادة افتتاح وتأهيل المستشفى وحصلوا على وعود بعد معاينة الوضع على الطبيعة ولم تنفذ حتى الآن.

رد الصحة
بينما أكد الدكتور محمد ابوسليمان، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الإسماعيلية، أن الوزارة طلبت ملفات المستشفيات المعطلة بالمحافظة «ابوسلطان، ونفيشة الطوارئ، ومستشفى سرابيوم»، وجاري حاليا دراستها، وتوفير القوى البشرية اللازمة لها من أطباء واداريين وفنيين وتمريض وعمال، مشيرا إلي أنه عند صدور قرار الغاء مستشفى «أبوسلطان» تم نقل الأجهزة والمعدات الطبية الموجودة به الى مستشفيات أخرى منها مستشفى «فايد»، ومستشفى «التل الكبير».

وقال العقيد احمد سعيد شعيب، نائب الدائرة الثالثة بمحافظة الإسماعيلية، انه تحدث مع رئيس الوزراء بشأن مستشفيات «ابوسلطان، وطوارئ نفيشة، وابوخليفة، والتل الكبير، والقصاصين»، مؤكدا انها مثال واضح على اهدار المال العام حسب قوله.

وأشار «شعيب» إلي أنه سيتم تشكيل لجنة لبحث صلاحية عودة مستشفيات المحافظة المغلقة للعمل مرة اخرى، وبحث توفير الامكانيات المادية والبشرية اللازمة لذلك، مضيفا: «ملف الصحة من اهم الملفات الموجودة على الساحة حاليا، وأنا أعلم جيدا حجم المشكلة منذ فترة، ولن أتركها دون حلول جذرية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق