الخطة السرية للإطاحة بوزير الداخلية.. ضابط لـ«السيسي»: الوزير بيدبح فينا منذ توليه.. ومظاهرات للمواطنين تطالب برحيل «عبد الغفار».. التعدي علي ميرهان يغضب النقابة.. و«أمناء الشرطة»: أحنا بنادمين

السبت، 05 مارس 2016 03:45 م
الخطة السرية للإطاحة بوزير الداخلية.. ضابط لـ«السيسي»: الوزير بيدبح فينا منذ توليه.. ومظاهرات للمواطنين تطالب برحيل «عبد الغفار».. التعدي علي ميرهان يغضب النقابة.. و«أمناء الشرطة»: أحنا بنادمين

يبدو أن الخطة الموضوعة للاطاحة بوزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، تسير بوتيرة متسارعة قبل إعلان التعديل الوزارى الجديد، فالصراعات داخل الوزارة وصلت لذروتها، والمطالبة بإقالة «عبد الغفار» وصلت إلي مديرية أمن القاهرة، حيث تجمهر المئات من أهالي الدرب الأحمر، مطالبين بعزله، بعد مقتل أحد الأهالي علي يد أمين شرطة، كما وصل الغضب داخل أوساط الفنانين ذروته، بعد القبض علي الفنانة ميرهان حسين، وتعرضها للاعتداء من قبل ضباط شرطة، بالإضافة إلي فشل الوزارة في التعامل مع الإرهاب الذي يحصد عشرات الأروح من ضباط الشرطة والمجندين، والذي دفع العديد من زملائهم للمطالبة بتغير الوزير.

 

ويستعد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلي انطلاق ثورة رجال الداخلية ضد «عبد الغفار»، وذلك بعد حالة الغضب التى تسود الأوساط داخل وزارة الداخلية، وخاصة بين صغار الضباط وأمناء الشرطة من ناحية، ووزير الداخلية من ناحية أخرى، فضلا عن أزمة أمناء الشرطة مع الوزارة، ومصرع العديد من المواطنين علي يد رجال الداخلية، بالإضافة إلي صراع القوة بين الشرطة والفنانين.

 

صراع رجال الشرطة مع «عبد الغفار»

وفي ذات السياق أعرب العديد من الضباط علي صفحاتهم بموقع الـ«فيس بوك» عن الفجوة بين الوزارة وابنائها.

 

فمنذ أيام نشر نقيب بقوات الانتشار السريع يدعى «أحمد مصطفي»، رسالة متوجها بها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، متسائلاً خلالها عن وضع ضباط الشرطة مقارنة بنظرائهم في القوات المسلحة. 


وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: هو إحنا مش زي أولادك اللي في الجيش ولا إحنا أقل منهم، وهل يجوز أن نتعامل مثلهم أما نترك وزارة الداخلية ونعمل أعمال أخرى.


وتابع: وزير الداخلية بيدبحنا منذ تولي الوزارة، حيث أن الحالة النفسية للضباط سيئة للغاية، قائلا: بعض الضباط ستفقد انتمائها وحبها للوزارة وأصبحوا يعملوا من غير نفس أو هدف وكل يوم بنتدبح من الشعب والحكومة والوزير، وإحنا الشماعة اللي بيتعلق عليها كل أخطاء القيادات والدولة وإحنا أصبحنا شوية صراصير بيضحوا بيها».


بينما حذر رائد «فهمي بهجت»، الرئيس عبدالفتاح السيسي، من خلال رسالة، مما يدور داخل الوزارة، مشيرا إلى أن الوضع أصبح خطر، موضحا أن هناك أجهزة أمنية قادرة على وصف الروح المعنوية لرجال الشرطة من ضباط وأمناء، مستكملا: بنواجه الإرهاب بكل بسالة، وبنواجه البهوات والمسنودين وقله الأدب بمنتهى الصبر بنواجه ظلم قياداتنا وتلفيقهم وجزاءاتهم المؤلمة بمنتهى الاحترام والخضوع، وبنواجه ضغوط العمل وضغوط الحياة علينا كمواطنين ومحدش فتح بقه، لكن إلى متى يا سيادة الرئيس ؟. 

وقال الرائد: أعلم جيدا أن كلامي ده يغضب البهوات والقيادات عندنا فى الوزارة وعلى رأسهم العبقري مجدي بك عبد الغفار اللي قدر فى أقل من سنه يجيب معنوياتنا تحت الصفر، سيادة الرئيس مازال رجال الشرطة جميعا حتى الآن يحبونك جدا ويدينون بالولاء لهذا الوطن؛ ولكن إلى متى هيفضل الوضع كده. 

بينما قالت زوجته في رسالة موجهة للرئيس عبر البريد الإلكتروني للرئاسة: «سيدي الرئيس أنا زوجة مصرية أموت في اليوم ألف مرة لِمَا تعرضتُ له أنا وزوجي الرائد فهمي بهجت وأبنائي وأشقائي من أكبر عملية ظلم من وزارة الداخلية ضد مواطن مصري، وللأسف الشديد إنه من أحد أبناء تلك الوزارة».


وتابعت: «سيدي الرئيس قد يكون زوجي أخطأ ونسي قواعد مهنته ورُتبته الصغيرة وتدخل في أمور أكبر من واجباته الوظيفية ولكن عذره الوحيد أنه يعشق هذا الوطن ويعشق رسالة وزارته ويحلم كثيرًا بأن يراها تحقق أمن هذا البلد».

وعبر ضابط آخر، عن غضبه من تجاهل وزير الداخلية لجنازات عدد من الشهداء بينما حضر لعدد آخر، منتقدا تصرف عبدالغفار بلقائه والد شهيد واقعة الدرب الأحمر وتقبيل رأسه، متابعا: في حين إن كل يوم ضابط مننا يستشهد ولا يكلف نفسه في مقابله أهالي الشهيد، متسائلا: لماذا لا يحضر الوزير جميع الجنازات ؟. 

ورد ضابط آخر، أن الوزارة في حاجة إلى رجل مثل وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، مشيدا بدوره في الحفاظ على معنويات رجال الشرطة خلال فترة عمله، وطالب بسرعة إقالة وزير الداخلية من منصبه حفاظا على الوزارة. 

وقال آخر: الوزير راح باس علي دماغ أهل شهيد الدرب الأحمر عشان خايف على الكرسي، وتسأل أدمن صفحة الشرطة المصرية: وزير الداخلية منذ عام 2011 لم يجد اي تجديدات أو وسائل للحفاظ علينا أو تجديدات لتعامل مع المواطنين. 

وذلك بالإضافة إلي احتجاجات أمناء وأفراد الشرطة أمام مبنى مديرية أمن الشرقية، للمطالبة بمجموعة مطالب، ثم تطور الأمر إلى إضراب واشتباكات بين قوات الأمن المركزي والمحتجين.. وأخيرا انتهت الأزمة بتعليق الإضراب.

والتي اعقبها وصمة عار، حسبما اشار لها الإعلامي وائل الإبراشي: والذي كان من المقرر أن يستضيف ببرنامج «العاشرة مساءً»، مجموعة من أمناء الشرطة، وعلى رأسهم الأمين منصور أبو جبل المسئول عن اعتصام الشرقية، لكن أمناء الشرطة اختفوا وهواتفهم مغلقة، وتقريبًا اتقبض عليهم كلهم، وفيه أمناء شرطة عاملين وقفة احتجاجية اعتراضًا منهم على ضبط زملائهم.

 
وتابع: «لو طلع موضوع القبض على أمناء الشرطة قبل ظهورهم معايا في البرنامج ده حقيقة تبقى دي وصمة عار وفضيحة جديدة».


وأشارت مصادر مطلعة أن حالة الغضب التي تشهدها أروقة وزارة الداخلية، رفع بها تقرير إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، للوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة، وسرعة بحث الأمر، في حين قرر عدد من الضباط عقد اجتماع خلال ساعات للإعلان عن مطالبهم.


أزمة الداخلية مع المواطنين

تعيش الدول بأكملها حالة من الصراع مع «أمناء الشرطة»، حقًا ليس بالجديد علينا بطشهم واستغلالم للنفوذ، ولكن علي ما يبدوا أنهم لم يعوا حجم التغير الذي مرت به البلاد، كما انهم لم يدركوا أن المصريين «فاض بهم الكيل».

شهدت الدولة فى الأيام الماضية، عودة لمسلسلات «التعدي، والسحل، والقتل»، وهى ما أثارت حاظة المصريين تجاه الداخلية من جديد، وكان أبرز تلك الأحداث هو: مقتل السائق «محمد دربكة»، علي يد أمين شرطة، بسبب «أجرة العربة».

بدأت أحداث الواقعة في منتصف يوم عمل للسائق الراحل «دربكة»، الذي خرج إلي صراع الحياة باحثًا عن فرصة كسب «لقمة عيشه»، وأثناء عمله بخط الدرب الأحمر لنقل المواطنين، استقل سيارته احد أمنا الشرطة، والذي رفض أن يدفع له «أجرة السيارة»، وعندما طالب السائق بحقه، أعترض «أمين الشرطة» علي دفع الأجرة، حتي قامت مشاد لفظي بينهما أدت إلي مقتل «دربكة».

مقتل «دربكة» كان «القشة التي قسمة ظهر البعير»، فلم تكون هي الواقعة الأولة لرجال الداخلية، ففى يوم الجمعة 5 فبراير، اعتدى «أمين شرطة» بالضرب على ممرضة بمستشفى كوم حمادة، فى البحيرة، ما دفع نقابة التمريض لإرسال رسالة استغاثة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزير الداخلية، للتحقيق فى وقائع الاعتداء على المنشآت والأطقم الطبية، وإحالة المعتدين لمحاكمات جنائية، فضلًا عن تحرش أمين شرطة أخر بسيدة أمام محطة مترو المرج، وتهديدها بالسلاح لاصطحابها لمنزله، بالإضافة إلي كارثة جديدة شهدتها محافظة بورسعيد اليوم، وهو قتل أمين شرطة لزميلة داخل السكنات الخاصة بقسم شرطة بوسعيد، بواسطة سلاحه الميري.

 

أزمة الداخلية مع الفنانين

والتى كان آخرها واقعة الفنانة «ميرهان حسين»، وكشف الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، أنه توجه إلى قسم شرطة الهرم برفقة زميله إيهاب فهمي وقيادة أمنية كبيرة، وقابل الضابط الذي اتهم الفنانة بضربه والاعتداء عليه، وعندما حاول الحديث معه لمعرفة تفاصيل الواقعة غضب الضابط ووجه سيلا من السباب للفنانين، ووصف الفنانة ميرهان حسين بالعاهرة، وكرر سبها بألفاظ أخرى لا تليق، وقال طالما هي فنانة فهي عاهرة، وكان ذلك أمام الجميع بمن فيهم القيادة الأمنية الكبيرة ومأمور قسم شرطة الهرم.

 

وقال «زكي»: عندما جلسنا مع الفنانة التي أتوا بها من محبسها كانت مبلولة، وقالت لنا إن الضابط ألقى عليها بجردل من البول، مضيفا أن الشرطة ألقت القبض على مساعدة الفنانة أيضا وتحفظت على هاتفها المحمول.

 

وحول اتهام الضابط للفنانة بتناول الخمور وقيادتها لسيارتها وهي مخمورة قال زكي، تقرير المستشفى قال إن تحليل عينة الدم إيجابية، وهذا لا يعني أنها تتناول الخمور، لأن هناك أدوية بها كحول وتظهر آثارها في عينة الدم، وقد تكون تناولت الخمور من قبل، ولكن وقت قيادتها لسيارتها أثناء الواقعة لم تكن مخمورة بشهادة مساعدتها التي نثق فيها.

 

وطالب نقيب الممثلين وزير الداخلية بالتدخل في الواقعة، مؤكدا أنه لن يتنازل عن حق فنانات مصر اللاتي تعرضن للإهانة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق