مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية

الجمعة، 04 مارس 2016 08:53 ص
مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية
الصحف المصرية

اهتم كبار كتاب الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة بجولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية، والتي استغرقت 9 أيام وشملت عددا من الدول الآسيوية وانتهت بكوريا الجنوبية.
فمن جانبه، أكد الكاتب محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" في مقاله الصادر صباح اليوم أن عبء بناء سياسة خارجية جديدة ومتوازنة تصب في مصلحة الشعب المصري كان واحدا من الأولويات القصوى للرئيس السيسي بعد وصوله إلى السلطة، مشيرا إلى أننا لو استعرضنا ما جرى في العامين الماضيين فسنجد أننا أمام سجل يحمل الكثير من الإنجازات السياسية والدبلوماسية التي لا يختلف عليها المراقبون ولا يمكن التقليل منها بسهولة.
وقال إن الزيارات الآسيوية التي أخذت الرئيس إلى دولة تلو الأخرى في الشهور الأخيرة تحمل عبقا خاصا وقربا مميزا بين مصر والدول الصديقة في شرق وجنوب آسيا، ويأتي حصاد رحلات الشرق على قدر تاريخ التقارب والعلاقات الجيدة مع الأصدقاء هناك.
ونبه الكاتب إلى اهتمام الرئيس بإصلاح العلاقات الخارجية واستعادة الزخم مع الشركاء الدوليين على عدة محاور، موضحا قيام الرئيس بتوجيه مؤسسة الدبلوماسية بإجراء اتصالات حثيثة للحفاظ على الشراكات التقليدية مع الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا، ومواجهة سيل الأكاذيب ضد التحول العميق في مصر بعد ثورة 30 يونيو، وواجه بنفسه أحاديث مغلوطة في الدوائر الغربية، كانت تنظر إلى ما جرى في مصر بعيون متحيزة سواء في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا وألمانيا.
ولفت الكاتب إلى أن الرئيس وضع أولوية واضحة لبناء علاقة جديدة مع روسيا التي وقفت موقفا تاريخيا مع إرادة المصريين، وساندت المواقف الرسمية للدولة المصرية في محافل دولية عديدة، وبالمثل طورت مصر علاقاتها مع إيطاليا والصين والهند في إطار من المشاركة الإيجابية الفاعلة.. مشيرا إلى أن في كل ما سبق من تحركات كان العنوان الأبرز للزيارات الخارجية والمحادثات الرفيعة المستوى هو «المصالح قبل العواطف» الذي تحول إلى سياسة مستقرة للتوجه الجديد بما يسمح اليوم برفع سقف التوقعات من الشراكة مع دول عديدة تدفع بمزيد من الاستثمارات إلى شرايين الاقتصاد المصري.
فيما تناول الكاتب فهمي عنبة رئيس تحرير صحيفة الجمهورية في مقاله الصادر صباح اليوم الحديث عن كوريا الجنوبية التي حيرت الخبراء والسياسيين وأهل المال والأعمال هم يتعجبون كيف صنعت هذه الدولة اقتصادا قويا وضعها في مصاف "مجموعة العشرين" التي تتحكم في الاقتصاد العالمي.
ولفت الكاتب إلى أن كوريا واليابان تتفقان في أنهما تمتلكان موارد طبيعية فلا بترول ولا غاز ولا معادن ثمينة.. ولكن كوريا تختلف في طبيعتها الجبلية التي ربما كانت سببا في صلابة شعبها وقوة إرادته.. مشيرا إلى أن سول كانت حتى عام 48 ثاني أفقر دولة على المستوى العالمي ودمرتها الحرب الكورية تماما ولم تبدأ خطواتها نحو التقدم إلا في نهاية الخمسينيات وفجأة أبهرت العالم بصناعتها وبالتكنولوجيا وبصادراتها التي تتطور كل يوم.
وقال إن من المتناقضات في هذه الدولة أنها سادس أكبر مصدر في العالم.. وفي نفس الوقت تحتل المرتبة السابعة دوليا في جدول المستوردين.. أي أنها تغزو الأسواق ببضائعها وتستقبل المنتجات من كل مكان ولكنها تحافظ على ميزانها التجاري إما معتدلا أو مائلا جهة صادراتها.. خاصة وأن الشعب يقف إلى جانب منتجاته الوطنية ويشجعها.. مشيرا إلى أن الكوريين يعتقدون أن إنجازهم الاقتصادي يعود إلى معجزة نهر الهان الذي يجري في أراضيها ويمنحهم الخير والنماء والحياة.
ولفت الكاتب إلى أنهم في كوريا الجنوبية يتميزون بالبساطة في كل شيء.. ولا تجد عندهم البذخ ولا الإسراف.. حتى في "البيت الأزرق" القصر الجمهوري فلا فخامة ولا تبذير.. والمركز الصحفي لا يوجد به إنترنت وليس كما نفعل في مؤتمراتنا بتوفير كل التجهيزات.. فهم شعب يقابلك بحفاوة وترحاب وأدب لكنه لا يسرف في الكرم لأنه يريد أن يبني بلده ويعتبر أن كوريا مازالت دولة نامية مع إنها ضمن أقوى 15 اقتصادا عالميا.. يعملون لمستقبل بلادهم وأطفالهم ولا يعرفون الكسل.. فالمعجزة هي في الإنسان الكوري وليست كما يقولون معجزة "نهر الهان".
بينما تناول الكاتب ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة الأخبار الحديث عما دار في مباحثات القمة، وما قاله المسئول الكوري لنظيره المصري في القاعة الكبرى بـ «البيت الأزرق» وهو مقر الحكم في كوريا الجنوبية.
وقال الكاتب إن مسئولا كوريا كبيرا مال على أذن مسئول مصري رفيع المستوى أثناء مأدبة الغداء التي أعقبت مباحثات القمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيسة بارك جوين هاي، وقال وهو يوميء برأسه تجاه الرئيس السيسي: أتعرف ما هو الانطباع الأبرز الذي خرجنا به من هذه المباحثات؟!.. ثم أجاب على سؤاله قائلا: «إن هذا رجل يعشق بلاده»!.
ولفت الكاتب أيضا إلى ما دار قبلها بدقائق.. وعلى طاولة المباحثات الموسعة بين السيسي وجوين هاي بحضور أعضاء الوفدين.. عندما قالت رئيسة كوريا الجنوبية للرئيس: إننا نعرف قدر ثقة المصريين في قيادتك من استجابتهم المذهلة لدعوتك لهم بالاكتتاب لمشروع قناة السويس وإسهامهم بمبلغ ٨ مليارات دولار في ثمانية أيام.. ونعرف أيضا صلابة إرادة الشعب المصري وعزيمته القوية من إنجازه لهذا المشروع في عام واحد فقط.
وأكد الكاتب أنه في سول، تصاحب الرئيس مظاهر تقدير لا تخطئها عين منذ وصوله مساء أول أمس إلى العاصمة الكورية، محاطا بحفاوة وترحاب من أبناء الجالية المصرية الذين تجمعوا بالإعلام يهتفون للرئيس أمام أبواب مقر إقامته بفندق «لوتي» وفي بهو الفندق مبتهجين بزيارته، وبلقائه، وبما يتابعونه من عمل دءوب هناك في بلدهم، وأيضا سعداء بأصداء زيارته لطوكيو، لاسيما خطابه أمام البرلمان الياباني والاستقبال الحافل الذي حظى به من أعضاء البرلمان.
وأكد الكاتب أن الرئيس بذل جهدا فائقا، في رحلة الأيام التسعة، من أجل جذب الاستثمارات واكتساب خبرة أصحاب التجارب الأهم في التقدم الاقتصادي والاجتماعي.. مشيرا إلى أنه يتبقى البناء على ما تحقق، وعدم عرقلة عجلات عربة المشروع الوطني المصري، بعصا البيروقراطية والتلكؤ وارتعاش أيادي أصحاب القرار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة