«مكتبات الشارقة» تناقش أهمية الكتاب للمؤلف والقارىء
الإثنين، 29 فبراير 2016 11:09 ص
حلت الكاتبة الإماراتية فتحية النمر ضيفة على أولى الجلسات الفكرية والثقافية، التي تنظمها مكتبات الشارقة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، بشكل دوري على مدار العام الجاري في مكتبة الشارقة العامة، وذلك تماشيًا مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2016 عامًا للقراءة بدولة الإمارات، واستجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الداعية إلى تطوير العمل الثقافي، وتعزيز الاهتمام بالكتاب في الإمارة والدولة.
وشاركت الكاتبة فتحية النمر في الجلسة التي أقيمت تحت عنوان "أهمية الكتاب للمؤلف والقارئ"،وأدارها الفنان المسرحي محمد غباشي، واستعرضت النمر خلالها تجربتها وعلاقتها الشخصيةبعالم الكتاب والقراءة، التي بدأت في مرحلة مبكرة من حياتها، حيث كانت تعمل بالتدريس، قبل أن تلتحق بعد ذلك بعالم الكتابة الذي تعتبر أنها قد دخلته في سن متأخرة، ولفتت النمر إلى أنه قد جمعتها علاقة خاصة بالأساطير، وبالتحديد أسطورة "جلجامش" التي فتحت لها آفاقًا معرفية وخيالية خصبة، وساهمت بشكل كبير في إثراء عالمها الإبداعي، ودفعها للتأمل والتفكر.
وكشفت النمر أن كتاب "حواري مع الملحد"، للمفكر المصري الدكتور مصطفى محمود، الذي قرأته في سن مبكرة من عمرها، كان من أهم الكتب التي دفعتها للتفكير والإقدام فيما بعد على دراسة الفلسفة، التي اعتبرتها من أهم العلوم الإنسانية النظرية في فهم الإنسان والحياة والوجود، ولفتت إلى أن اطروحات هذا الكتاب ارتكزت في الأساس على هذه الأفرع والأسس الراسخة.
وتناولت فتحية النمر أهمية الكتاب الورقي وكذلك الكتاب الإلكتروني، ولم تفضل أحدهما على الآخر، وأكدت على أن حاجة القارئ وجودة المحتوى والمضمون هما اللذان يحددان ذلك، وأشارت إلى أنها شخصيًا تنتمي إلى جيل محب ومرتبط بالكتاب الورقي، الذي يحظى بعلاقة خاصة ومميزة وسطجيلها، الذي لم يكن قد ارتبط بعد بعالم التكنولوجيا الرقمية ومعطياتها.
من جانبها قالت هند لينيد، مدير إدارة المعارض والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتاب: "نؤمن بأهمية تفعيل البرامج الفكرية لمكتبة الشارقة العامة، وتنظيم المنتديات الثقافية والأدبية، باعتبار أن المكتبة تعتبر قبلة للباحثين والدارسين والرواد على تنوع اهتماماتهم وتخصصاتهم، فكان لابد من أن تكون هناك برامج ثقافية مكملة للدور الذي تقوم به المكتبة في توفير أحدث الإصدارات والكتب في شتى المجالات، ومن هنا أقرت الهيئة برنامجًا خاصًا، يشارك فيه مجموعة من المثقفين والمبدعين الإماراتيين والعرب، الذين سيتم استضافتهم في هذا البرنامج على مدار هذا العام، وذلك تماشيًا مع 2016 عامًا للقراءة".
وأضافت لينيد:" رواد المكتبة وبقية الجمهور موعدون في الفترة المقبلة مع برنامج ثقافي فكري يحفل بالعديد من الفعاليات الفكرية والثقافية، والجلسات الحوارية التي ستجرى مع أشهر الكتاب والمثقفين والأدباء، الذين سيقومون بمشاركة تجاربهم الشخصية في القراءة والكتابة مع جمهورهم، واستعراض أهم المحطات التي مروا بها خلال مسيرتهم الثقافية والأدبية، ومن جانبنا ندعو كافة شرائح المجتمع لاغتنام هذه الفرصة والاستفادة من هذا البرنامج الشيق والمفيد".
وفي ختام الجلسة شارك الجمهور في طرح عدد من التساؤلات والمداخلات حول قضايا الكتاب،والوسائط الحديثة، وأهمية التأليف، وواقع النشر وإنتاج الكتب في عالمنا العربي بشكل عام، وفي دولة الإمارت العربية المتحدة بشكل خاص.
وكانت هيئة الشارقة للكتاب قد بدأت عملها في ديسمبر 2014، وهي تعمل على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وتوفير منصة فكرية للتبادل المعرفي والفكري والثقافي بين الشعوب والحضارات والثقافات، والتأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي في المجتمع في ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة، واستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة بوجه عام والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص إضافة إلى كُتّاب الأطفال.