كاتبة: الروس يربطون الأحزمة في سبيل هدف أكبر

الأحد، 21 فبراير 2016 02:09 ص
كاتبة: الروس يربطون الأحزمة في سبيل هدف أكبر
إنتاج النفط

اتفقت روسيا والسعودية مؤخرا على تجميد إنتاج النفط عند مستوياته الراهنة في محاولة لوقف تدهور أسعاره، التي اجتذبت معها الاقتصاد الروسي إلى أسفل، غير أن الإعلان عن هذا الاتفاق لم يعط هذه الأسعار الدفعة التي انعقدت عليها آمال الكرملين.

وعزت الكاتب الروسية-الأمريكية جوليا إيوفي، عدم تحقيق هذه الخطوة للثمار المرجوة منها، إلى أنها كانت تحتاج إلى خطوة مشابهة من جانب إيران والعراق؛ ولكن الأولى (إيران)، الخارجة للتو من سجن عقوبات، ليس لديها الحافز لاتخاذ مثل تلك الخطوة.

ورأت إيوفي - في مقال نشرته (الـفاينانشيال تايمز)- أنه وبدون ارتفاع أسعار النفط، فلن تكون هناك نهاية لأزمة روسيا الاقتصادية.

وتساءلت إيوفي، عن الرفاهية الاجتماعية التي طالما وعد بها الكرملين؟ وعن المقامرة العسكرية المكلِفة في سوريا؟

ويأمل كثيرون في الغرب أن يحوْل تراجع روسيا اقتصاديا دون المزيد من انخراط بوتين في الشرق الأوسط، وهو ما تستبعده الكاتبة، مشيرة إلى أن التدخل الروسي لا يكلف الكثير على النحو المتخيل؛ فبحسب تقرير حديث، فإن كل تلك الطائرات والقذائف الملقاة على اللاذقية وحلب لا تزيد تكلفتها على 8 ملايين دولار يوميا، لتصل تكلفة العام نحو 3 مليارات دولار.. وحتى إذا تجاوزت التكاليف هذا الحد فسيبقى الأمر لا يتعدى كونه مجرد كسور ضئيلة في ميزانية روسيا العسكرية الإجمالية المقدرة بـ 44 مليار دولار.

ويعوّل الكرملين، وسط تداعي الاقتصاد بفعل تدني أسعار النفط، على مورد طبيعي آخر هو الاحتياطي الأسطوري لـ"صبر المواطنين الروس وقدرتهم على التحمّل"، حتى لدى تداعي الأوضاعي من حولهم.

وقد شهد العام الماضي ارتفاعا دراماتيكيا لأسعار المواد الغذائية الأساسية كالحبوب والسكر وزيت عباد الشمس.. ولم تعد المعاشات قادرة على التواؤم مع ارتفاع معدلات التضخم، كما أصبحت مستقطعات المرتب ومتأخرات الأجور أمرا متزايد الشيوع.

وعلى الرغم من كل تلك الصعوبات المعيشية إلا أنه لا تكاد توجد بوادر تُذكر بأن اضطرابا اجتماعيا يلوح في الأفق؛ ذلك أن معظم الروس متعايشون، فهم يتعاملون مع ارتفاع أسعار الأغذية على سبيل المثال بالإقبال أكثر على البقوليات والأطعمة الأقل أسعارا.

ونوّهت صاحبة المقال عن الدور الذي يضطلع به الإعلام الروسي في هذا الصدد؛ فهو لا يُرّدد على مسامع المواطنين كثيرا كلاما عن الأزمة الاقتصادية؛ وإنما يُركز هذا الإعلام بدلا من ذلك على أداء القيادة السياسية على المسرح العالمي.

ورصدت "إيوفي"، تعليق نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روجوزين قبل عامين على إعلان أمريكا والاتحاد الأوروبي عن أول حزمة عقوبات على روسيا، قائلا "طالما أظهر الروس استعدادا لتحمل المعاناة في سبيل قضية كبرى"، في إشارة منه إلى ضمّ شبه جزيرة القرم آنذاك، وهي خطوة تمّ تصويرها في روسيا باعتبارها تصحيحا لخطأ تاريخي.

ورأت الكاتبة أن تعليقات روجوزين تلك يمكن أن تنسحب كذلك على الحملة الروسية في سوريا حاليا.

وترى روسيا أنها تركب الصعاب في سبيل الذود عن الحضارة اليهودية - المسيحية ضد هجمة همجية يقوم بها الإرهابيون، وترى أيضا أنها الطرف الوحيد القادر فعليا على إجلاس الأطراف المتقاتلة على طاولة المفاوضات.. "هذا دور يلّذ للروس الاضطلاع به، لا سيما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وما أورثه ذلك من اضطراب وفقر وانكماش جيوسياسي.. "الروس، كالأمريكيين، يحبون العيش كقوة عظمى، الفارق هو أن الروس لديهم استعداد لأن يدفعوا في سبيل ذا الهدف أكثر من استعداد الأمريكيين".

واختتمت إيوفي قائلة "في فترة حكمه الثالثة، يضع بوتين على رأس أولوياته، استثمار القوة خارجيا، وتساعده الآلة الدعائية في هذا الصدد؛ بالحفاظ على الرأي العام مستقرا بينما يتم إنفاق الأموال على مهام في سوريا بدلا من المعاشات أو البنية التحتية الطبية الروسية المتداعية".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة