الإثنين.. العالم يتابع تعامد الشمس لـ 20 دقيقة بمعبد رمسيس الثاني
السبت، 20 فبراير 2016 11:42 ص
تشهد مدينة ابوسمبل السياحية جنوب محافظة أسوان، صباح بعد غد الاثنين، ظاهرة فلكية فريدة تجذب السائحين من جميع دول العالم لمتابعتها، حيث تتعامد اشعة الشمس فيها داخل قدس الأقداس بمعبد الملك رمسيس الثاني "المعبد الكبير" وتبدأ في حوالي الساعة 6:23 صباحًا وتستغرق مايقرب من 20 دقيقة.
وظاهرة تعامد الشمس في ابوسمبل تعكس التقدم العلمي للقدماء المصريين خاصةً في مجال الفلك، وتحدث يوم 22 من شهري اكتوبر وفبراير من كل عام، ويشير أغلب الاثريين انها ترتبط بفصلي الزراعة والحصاد عند المصري القديم، وأن يوم 22 فبراير هو اليوم الذي يتواكب مع اليوم الاول من فصل الحصاد طبقا للسنة الفلكية المصرية القديم.
وترتكز الشمس فى هذا اليوم داخل قدس الاقداس بالمعبد الكبير على تمثال الملك رمسيس الثانى كاملا وترسم إطارا مستطيلا عليه، والاله امون رع، ثم تتحرك ناحية اليمين تجاه الكتف الايمن للاله رع حور أختي، حتى تختفي علي هيئة خط رفيع مواز للساق اليمني له، وبعد ذلك تنسحب اشعة الشمس إلى الصالة الثانية، ثم الأولى، وتختفي بعد ذلك من داخل المعبد كله.
ومعبد رمسيس الثانى بناه الملك رمسيس عام 1275 ق. م من أجل إله الدولة الرسمي "آمون رع" وإله الشمس "رع حور أختي" وإله الظلام "بتاح تاتنن"، واستغرق العمل فيه 19 عاما للانتهاء منه، وتعد الروائية البريطانية اميليا ادواردز اول من لفتت الأنظار لظاهرة تعامد الشمس فى ابوسمبل وسجلت ذلك في كتابها الشهير "الف ميل على النيل" والتي نشرته عام 1877.
ويوافق الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على المعبد الكبير هذا العام الاحتفال باليوبيل الذهبي لنقل معبدي أبو سمبل اللذان يعدان أهم المعابد الصخرية في العالم حيث نحتهما الملك رمسيس الثاني في جبلين يطلان علي النيل في القرن الـ 13 ق.م وكرس أحدهما لنفسه والآخر لزوجته الملكة نفرتاري، ولذلك توجهت مصر ومنظمة اليونسكو عام 1960 بنداء عالمي للمساعدة في إنقاذ آثار النوبة بسبب بناء السد العالي، وتعد عملية الإنقاذ أحد المشروعات الدولية التي تكاتفت فيها دول العالم تحت مظلة اليونسكو، وتكلفت حوالي 40 مليون دولار، وشارك في عملية الإنقاذ 5 آلاف ما بين أثري ومهندس وعامل، واستغرقت تلك العملية حوالي 4 سنوات ونصف، حتى تم إعادة افتتاح المعبدين فى 22 سبتمبر 1968.
وبهذه المناسبة تنظم وزارة الآثار احتفالية عالمية تقام تحت رعاية الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، تتضمن عددا من الفعاليات تبدأ غدًا الأحد، بافتتاح مركز توثيق الحملة الدولية لإنقاذ معبدي أبو سمبل، يعقبها مشاهدة محاكاة رفع وجه الملك رمسيس الثاني بالحجم الطبيعي ثم افتتاح معرض صور "نساء أثرن في تاريخ مصر" ومعرض رسومات (ابو سمبل في عيون الفنانين) وتستمر تلك الفعاليات الفنية حتى حدوث ظاهرة التعامد صباح يوم الاثنين.