زكي رستم «عفيجي السينما».. بطل ملاكمة بدرجة ممثل.. من مواليد الحلمية لأسرة أرستقراطية.. بدأ مشواره مع «سليمان نجيب».. بنت الأكابر وصراع فى الوادى أبرز أفلامة.. عاش عازبًا فدائًا للفن
الإثنين، 15 فبراير 2016 06:54 م
ملك أدوار الشر، عاش حياته يراوده إحساسًا بالذنب من خلال موهبته الفنية التي كانت خطأه الوحيد، وساعدته ملامحه الحادة على إتقان هذه النوعية من الأدوار، كما يُعد أحد أساطير التمثيل في السينما العربية والعالمية، والذي ترك بصمة لا يمحوها الزمن، فبالرغم من ملامحه الجادة والصارمة التي أهلته لأدوار الشر من الطراز الأول، إلا أنه امتاز بخفة دمه الواضحة وظهرت خلال المواقف الطريفة التي تعرض لها في تصوير أفلامه، سطور قلما تعبر عن شخصية الفنان «زكى رستم».
عُرف «رستم» بأدائه لأدوار الشر وأتقن خلال موهبته تمثيلها، قدم العديد من الأدوار واشتهر بدور الباشا صاحب الكبرياء والكرامة والهيبة كما في فيلم «نهر الحب»، وهو أيضا الأب المتواضع المحب لأولاده في «أنا وبناتي»، ويعد من أهم نجوم السينما المصرية على مدار تاريخها، وتم اختياره كواحد من أفضل 10 ممثلين في العالم حسب مجلة "باري ماتش" الفرنسية، ويعد من أشهر الفنانين الذين لم يتزوجوا في السينما المصرية، وكان دائمًا يقول إن زواجه هو للفن فقط.
حياته
كانت بداية زكي رستم في التمثيل من خلال سليمان نجيب، والذي كان والده صديقا لوالد زكي رستم، فقدمه لعبد الوارث عسر الذي نجح في ترتيب لقاء مع جورج أبيض، وعندما رآه طلب منه أداء مشهد تمثيلي، وبعد نجاحه في أداء هذا المشهد بتفوق واضح، وافق على انضمامه لفرقته، حيث ظل يعمل فيها لمدة سنة ونصف تعلم خلالها الاندماج الكامل في الشخصية وهو الأسلوب الذي اشتهر به جورج أبيض، ورفض خلال عمله مع جورج أبيض تقاضي أي أجر، فكان حبه للتمثيل يجعله سعيدا بممارسة هوايته دون مقابل، رغم أن الأجر المحدد له كان نحو 7 جنيهات، وهو ثروة بمقاييس هذا العصر، وقد ظل يعمل بدون أجر في فرقة رمسيس التي انتقل إليها بعد تركه فرقة جورج أبيض، إلا أن يوسف وهبي أقنعه بأهمية الاحتراف وتقاضي أجر، وبالفعل تقاضى أول أجر شهري في حياته 15 جنيها، وكان من الأجور المميزة داخل الفرقة، حيث كان البطل الأول يحصل على 25 جنيها، وبعد عامين من عمله بالفرقة التحق بفرقة فاطمة رشدي وعزيز عيد، وكانت محطته المسرحية الأخيرة في الفرقة القومية.
بدأ زكي رستم حياته الفنية مع السينما الصامتة بفيلم زينب عام 1930، ثم شارك في أول فيلم مصري ناطق وهو «الوردة البيضاء» عام 1932، وتوالت أعماله السينمائية لثلاثين عامًا متتاليه بلا توقف حتى بداية الستينيات، وفي مشواره السينمائي عًرف بتنوع أدواره فمن أدوار الباشا الارستقراطي إلى الأب الحنون إلى المعلم في سوق الخضار إلى الفتوه إلى الموظف إلى المحامي إلى الزوج القاسي، وكانت أدوار الشر المتميزة هي بصمته وما عرف بتأديته بشكل بالغ التميز.
مولده
ولد «رستم» في 25 مارس 1903، في قصر جده اللواء محمود رستم باشا بحي الحلمية الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطية في أوائل القرن العشرين، وكان والده محرم بك رستم عضوًا بارزًا بالحزب الوطني وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.
وعاش طوال حياته أعزب لا يفكر في الزواج لا يشغله سوى الفن، وفي سنواته الفنية الأخيرة عانى ضعف السمع وكان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو، ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عامًا وكلبه الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.
أدواره
له العديد من الأدوار السينمائية والمعروف منها 55 فيلمًا منها زينب والضحايا، والوردة البيضاء، والاتهام، وليلى بنت الصحراء، والعزيمة، والسوق السوداء، وياسمين، وأنا الماضي، وبنت الأكابر، وبائعة الخبز، وصراع في الوادي، وأين عمري، ورصيف نمرة 5، والفتوة، والهاربة، وامرأة في الطريق، ونهر الحب، والخرساء وأنا، وبناتي والحرام، وإجازة صيف، والعزيمة، وغيرها من أعماله المتميزة.
رحيله
رحل الفنان زكي رستم عن عالمنا وترك الحياة في صمت في 15 فبراير 1972، لتبقى ذكراه خالده في قلوب المصريين والعرب والعالم.