"ثورة الاستيطان".. حملة داخل الكنيست لفرض السيادة على الضفة الغربية

اتخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، طوفان الأقصى زريعة للعدوان على قطاع غزة، إلا أنه راح يمارس نفس سياسة الإبادة الجماعية والتهجير مع سكان الضفة الغربية، واستمر المستوطنين في انتهاكاتهم واستفزازاتهم بحق الفلسطينيين سكان الضفة المحتلة، واقتحام منازلهم والاستيلاء على أراضيهم، والتي كانت أخرها ما حدث في "رأس عين العوجا" البدوية شمال مدينة أريحا، واقتحموا القرية وروعوا أغنامهم.

 

وكشف مدير منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات، لوكالة الأنباء الفلسطينية عن تفاصيل اقتحام المستوطنون للقرية، وقال: إن عددا من المستوطنين المسلحين اقتحموا رأس عين العوجا، البدوية شمال أريحا، ومعهم قطيع من الماشية، ورعوا أغنامهم وسط مساكن الفلسطينيين، وأتلفوا ممتلكات لمواطنين، لمنعهم من الاستفادة من تلك الأراضي.

 

وكان المستوطنون، نفذوا خلال العام الماضي 2024، 2934 اعتداء بالضفة الغربية المحتلة، استهدفت الفلسطينيين وممتلكاتهم، واسفرت عن تهجير 29 تجمعا فلسطينيا تتكون من 311 عائلة يصل تعداد أفرادها إلى نحو 2000، وفق لما ذكرته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في تقرير.

 

ووفقا لصحيفة هآرتس العبرية، فإن نوابا بالكنيست الإسرائيلي من الائتلاف الحاكم تقدموا بمشاريع قوانين لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ، وانتشرت  اللافتات  مؤخرًا في أنحاء الضفة الغربية توحى باقتراب موعد الانتخابات العامة في إسرائيل، وتحمل إحداها صورة لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مع تعليق يقول: "يسعدنا الإعلان عن تقنين مستوطنة إيفياتار"، إلى جانب شعار "ثورة الاستيطان 2025" ،و تحقق حملة  سموتريتش  لضم مستوطنات للضفة الغربية  نتائج ملموسة بالرغم من أن الوعود الاقتصادية لا تتجاوز كونها مجرد وعود . 

 

من جانبه قال وزير القضاء ونائب رئيس الحكومة الاسرائيلية  ياريف ليفين في مقابلة مع صحيفة "ماكور ريشون" العبرية  إن حلمه "التصويت في الهيئة العامة للكنيست لصالح قرار بفرض السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة"،وقال   ليفين،  إنه يعتزم العمل على فرض تل أبيب السيادة على الضفة الغربية المحتلة، زاعما أن هذه الخطوة تمثل "حقا وواجبا".

 

و نشرت  صحيفة "ماكور ريشون" العبرية  نقلا عن  ليفين إن حلمه بوصفه وزيرا وعضو كنيست هو "التصويت في الهيئة العامة للكنيست لصالح قرار بفرض السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة"، التسمية التوراتية للضفة الغربية ،موضحا  أنه "كان قد ترأس طاقما تفاوضيا بهذا الخصوص أواخر الولاية السابقة للرئيس الأمريكي لدونالد ترامب  ، مشيرًا إلى أن الفريق عمل حينها على "ترسيم خرائط ميدانية تمهيدا لتنفيذ الضم".

 

وأضاف ليفين: "وضعنا الأسس لفرض السيادة، ويجب الآن أن نواصل من حيث توقفنا، إنها فرصة تاريخية، ولا يتعلق الأمر بمجرد حق، بل هو واجب ينبغي تحقيقه".

 

 وفى السياق ذاته  ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 947 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، وفق معطيات فلسطينية رسمية.